افتتحت وزارة الصِّحَّة الفلسطينيَّة في قطاع غزَّة، بالتَّعاون مع جمعيَّة البركة الجزائريَّة، مستشفى العيون التَّخصُّصيَّ الوحيد في مدينة غزَّة، الَّذي جرى إعادة ترميمه بعد تدمير الاحتلال الإسرائيليِّ أجزاءً كبيرةً منه خلال العدوان المستمرَّة على القطاع.
وشارك في حفل الافتتاح الَّذي أقيم في قاعة مستشفى العيون اليوم الثُّلاثاء، ممثِّلون عن وزارة الصِّحَّة وآخرين عن جمعيَّة البركة الجزائريَّة، وعدد من الكوادر الطِّبِّيَّة العاملة في القطاع الصِّحِّيِّ.
وقال مسؤول ملفِّ خدمات العيون في وزارة الصِّحَّة د. عبد السَّلام صباح: " إنَّنا نعيش لحظات سعيدة بتدشين انطلاقة جديدة وأمل جديد من بين الرُّكام وبعد 14 شهرًا مرَّت بكلِّ ما فيها معاناة وألم للجرحى، لمستشفى العيون التَّخصُّصيِّ من جديد ".
وأضاف صباح في كلمته خلال الافتتاح: "نجحنا وبمساهمة الخيّرين معنا، من إعادة ترميم وإحياء هذه المؤسسة الوطنية التي تعتبر المقدم الرئيس لخدمات العيون في قطاع غزة لتعود بكوادرها لتقديم خدماتها للمرضى لإعادة البسمة والأمل لهم".
وأوضح أن هناك مئات الإصابات العينية بين مختلف فئات المجتمع على مدار أكثر من عام، لم تتلقى الخدمة المناسبة مما أدى إلى فقدان الكثير منهم إلى ابصارهم وآخرين ما زالوا يعانون".
وأفاد بأن أكثر من 500 مريض يعانون من ضعف شديد في الأبصار ناتح عن المياه البيضاء، وما يزيد عن 200 مريض يعانون من ارتفاع ضغط العين المزمن والذي بدوره يؤدي الى فقد للإبصار التام في حال عدم المعالجة المناسبة.
وأكد أن النجاح في الانتهاء من المرحلة الأولى للمستشفى يتطلب استكمال باقي المراحل وصولاً لإعادة تشغيلها بكامل طاقتها كما كانت قبل الحرب.
وتوجه صباح بالشكر لكل من ساهم في إنجاح مشروع إعادة ترميم مستشفى العيون، وخصّ بالذكر جمعية البركة الجزائرية، ودولة الجزائر الشقيقة حكومة وشعبا على الجهود المبذولة في دعم القطاع الصحي.
بدوره، قال رئيس الهيئة التمثيلية لجمعية البركة الخيري والإنساني- مكتب فلسطين، شادي جنينة، إن الشعب الجزائري مُحب للقضية الفلسطينية ولم يتوقف عن تقديم المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني.
وأضاف جنينة في كلمته: "لم نتوقف في جمعية البركة عن اسناد أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة في وزارة الصحة منذ بداية العدوان، وذلك عبر ارسال القوافل الطبية وإعادة تأهيل المستشفى الأهلي العربي وغيرها من المساعدات".
وبيّن أن جمعيته تعمل بكل الإمكانيات المتاحة لديها، رغم حجم الألم الكبير الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، "لكننا سنبقى صامدون وثابتون".
وشدد على أنه "مهما دمّر المحتل في القطاع سنُعيد إعماره سواء مستشفيات أو غيرها".
وفي نهاية كلمته، أعلن جنينة عن تقديم منحة مالية بقيمة 10 آلاف دولار لصالح الكوادر الطبية العاملة في مستشفى العيون.
من ناحيته، أعلن الوكيل المساعد في وزارة الصحة د. ماهر شامية، عن إعادة الحياة إلى دورة العمل في مستشفى العيون التخصصي، الذي أخرجه الاحتلال عن الخدمة منذ أكثر من 14 شهراً.
وأكد شامية، أن الاحتلال ركزّ خلال عدوانه بشكل همجي على القطاع الصحي، الذي يشكل عنواناً للصمود حتى يكسره.
ووجه رسالة للعالم أجمع مفادها أن شمال قطاع غزة، يحتاج بشكل عاجل تدعيم مستشفى العودة المتبقي في مخيم جباليا وفتح كل الطرقات المؤدية إليه وتدعيمه بالكوادر الطبية والصحية والسولار ومحطة الأكسجين، مع ضرورة ضمان سلامة العاملين فيه والمرضى.
وطالب شامية، بإقامة مستشفى ميداني لتقديم الخدمات الطبية لمن تبقى من السكان في شمال قطاع غزة، مؤكداً أن القطاع الصحي بحاجة إلى تقديم الدعم اللازم كي يتعافى ويعود لتقديم خدماته كاملةً.