قائمة الموقع

"مستشفى العودة" يضمِّد جراح المرضى وحده شمال قطاع غزَّة

2024-12-31T11:10:00+02:00
"مستشفى العودة" يضمِّد جراح المرضى وحده شمال قطاع غزَّة
فلسطين أون لاين

بات مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة وحيداً، يواجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في تقديم الخدمات الصحية للمرضى والجرحى، في أعقاب إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بشكل كامل، وهو ما زاد الأعباء الملقاة على عاتقه.
منذ أكثر من 85 يوماً من الحصار الإسرائيلي المُطبق على كل ما هو متحرك في مناطق شمال قطاع غزة، يواصل تأبى الطواقم الطبية العاملة في مستشفى العودة وعلى رأسها مديرها الدكتور محمد صالحة، التخلي عن أداء مهامها الإنسانية في تضميد جراح المرضى والمصابين الصامدين في تلك المناطق.

منذ العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يتوقف القصف الإسرائيلي وتفجير الريبوتات على المستشفى والمناطق المُحيطة بها، ما ألحق أضراراً كبيرة في بعض أقسام المستشفى.

مستشفى وحيدًا 

يقول مدير مستشفى العودة في شمال غزة د. محمد صالحة، إن المستشفى أصبح الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية في شمال القطاع بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بالكامل، لافتاً إلى أن الاحتلال دمّر محطتي الأكسجين في مستشفى الاندونيسي أيضاً في بلدة بيت لاهيا.

ويؤكد صالحة لصحيفة "فلسطين"، أن خروج "كمال عدوان عن الخدمة سيؤثر على عمل المستشفى خاصة في ظل عدم وجود محطة أكسجين تغطي احتياجات المرضى، محذراً من أن "شمال غزة الآن بلا اكسجين صناعي".

وأفاد بأنه جرى التواصل مع جمعية الهلال الأحمر لتوفير كميات من الأكسجين من مستشفيات غزة لكن الاحتلال يرفض السماح بذلك.
وأشار إلى عدم قدرة المستشفى على تغطية كل الخدمات الصحية نظراً لعدم وجود أطباء متخصصين، إذ يوجد طبيب جراح واحد يُجري العمليات الجراحية المنقذة للحياة فقط.

وأوضح أن الاحتلال اعتقل رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى العودة محمد عبيد، أثناء تواجده في مستشفى كمال عدوان، مما جعلها غير قادرة على إجراء عمليات العظام، علماً أنها كانت تختص في هذا المجال.

وبيّن أن أكثر من 70% من الإصابات الناجمة عن القصف الإسرائيلي تحتاج إلى جراحة عظام وهذه الخدمة أصبحت غير متوفرة، مما يدفع المستشفى لتحويل هذه الحالات إلى مستشفيات مدينة غزة.

ووفق قوله، فإن المستشفى تجري العمليات المنقذة للحياة، إضافة لتقديم خدمات النساء والولادة والاستقبال والطوارئ.

وأضاف "منذ أكثر من 85 يوماً من الحصار يرفض الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفى، الأمر الذي يصّعب عليهم تقديم الخدمات الصحية"، منوهاً إلى عدم توفر خدمة حضانة الأطفال، وهو ما سيشكّل أزمة حال ولادة أطفال يحتاجون للمبيت في الحضانة.

وذكر صالحة أن أقسام المبيت في المستشفى ممتلئة إذ يوجد بها حالياً 38 مريضاً بحاجة إلى تدخلات طبية، بالإضافة إلى المرضى القادمين لتلقي العلاج يومياً.

وأشار إلى أن الاحتلال قصف قبل عدة أيام الطابق الثالث في أحد مباني المستشفى وهو مخصص لمبيت المرضى، مما أخرجه عن الخدمة بالكامل، حيث تبلغ قدرته السريرية 22 سريراً، بالإضافة إلى تعرضها لإطلاق النار المباشر، وتفجير الروبوتات في المناطق المحيطة للمستشفى بشكل يومي.

وطالب صالحة، منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية، بإرسال الوفود الطبية لتغطية التخصصات غير المتوفرة في المستشفى وتحديدا جراحة العظام والأوعية الدموية، داعياً للضغط على الاحتلال لتسهيل تحويل الحالات إلى مستشفيات غزة عبر خط آمن.

كما ناشد بضرورة إمداد المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطبية والطعام والوقود اللازم لتشغيل مولد الكهرباء الموجود بها، من أجل استكمال تقديم الخدمات الصحية وإجراء العمليات الجراحية.

صمود رغم المعاناة

ورغم الخطر المُحدق بمستشفى العودة، بفعل القصف الإسرائيلي المستمر من جهة ونقصف الأدوية والمستلزمات الطبية، إلا أن مظاهر الصمود والتحدي بدت حاضرة لدى الكوادر الطبية العاملة به، فهناك الطبيب بكر أبو صفية استشاري الجراحة العامة يقول: "مع مرور 451 يوماً على العدوان الغاشم على شعبنا والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ما زلنا صامدين وعلى رأس عملنا في مشفى العودة في تل الزعتر لتطبيب ومداواة أبناء شعبنا من المرض والإصابات".

وأضاف أبو صفية في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، "رغم كل هذا، وإذا بقي لنا في العمر بقية، نقول سنعمرها من جديد ونرسم الابتسامة والأمل".

وشدد على أنه "لا يضيع حق ورائه مطالب ونحن أصحاب الحق جيلاً بعد جيل".

إلى ذلك، أكد مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي، أن مستشفى العودة في شمال غزة ما زالت محرومة من الإمدادات الطبية والوقود والمحروقات منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، مشدداً على أنها "بحاجة لإمدادات الطعام والمياه ووحدة الدم اللازمة والغازات الطبية".

وأوضح المجدلاوي في تصريح صحفي، أن المستشفى يتعرض بشكل يومي لاعتداءات مباشرة وغير مباشرة بسبب الاعمال العسكرية المستمرة من الاحتلال.

وقال: "إن الإجراءات الأخيرة بحق مستشفيات شمال قطاع غزة أضاف تحديات وأعباء جديدة على الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، حيث أن إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة وتدميرها أدى إلى القضاء على آخر مصدر لإنتاج الغازات الطبية لمستشفيات القطاع والقضاء على خدمة العناية المركزة وحضانة الأطفال".

وبيّن أن هذه الخدمات أساسية لازمة لاستمرار تقديم مستشفى العودة للخدمات الصحية، مضيفاً "رغم كل الظروف المحيطة بالمستشفى ستبقى ملتزمة بإجراءات العمل في ظل أوقات النزاعات والحروب".

اخبار ذات صلة