كشفت القناة الـ12 العبرية بحصول الجيش الإسرائيلي على وثائق تظهر أن حركة حماس كانت تخطط لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول منذ عام 2016.
وذكرت أن الجيش عثر في حواسيب حماس على بنوك أهداف في كل بلدة بغلاف غزة وتوثيق لكل ما كان يجري في نقاط مهمة بجنوب "إسرائيل".وأوضحت أن حماس كانت تعلم كل شيء، حتى اجتماعات رؤساء المجالس مع القيادة الأمنية.
تعليقًا على ذلك، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعد ثاني أكبر فشل استخباراتي إسرائيلي بعد حرب عام 1973، مشيراً إلى أن هذا الحدث سيبقى راسخاً في الذاكرة والوعي الإسرائيلي إلى أبد الآبدين.
وأوضح العميد حنا أن التخطيط لهذه العملية بدأ منذ عام 2014، عقب عملية "العصف المأكول" مشيراً إلى أن حجم العملية يتطلب جمع معلومات استخبارية دقيقة ومتراكمة على مدى سنوات.
وأضاف أن حماس اعتمدت في تنفيذ العملية على أبعاد متعددة شملت البر والبحر والجو والفضاء السيبراني.
وفي سياق متصل، أشار الخبير العسكري إلى تنوع مصادر المعلومات الاستخبارية التي جمعتها حماس، وشملت المصادر الإلكترونية والبشرية، حيث نجحت عناصر من حماس في التسلل إلى المستوطنات وغلاف غزة لجمع معلومات عن الطرق والأماكن الأساسية.
ولفت العميد حنا إلى أن التخطيط لم يقتصر على العملية فحسب، بل امتد ليشمل الاستعداد لردة الفعل الإسرائيلية، مؤكداً أن استمرار المقاومة بعد 14 شهراً من العملية يدل على تخطيط شامل للمراحل كافة.
وعن تداعيات هذا الكشف على المستوى الداخلي الإسرائيلي، أشار الخبير العسكري إلى وجود صراع بين المؤسستين العسكرية والسياسية حول تحديد المسؤوليات، مما أدى إلى استقالة العديد من القيادات العسكرية والأمنية، بما فيها المسؤول عن أمن المستوطنات وقائد فرقة غزة.
ونبه الخبير العسكري إلى اعتماد إسرائيل المفرط على التكنولوجيا، مشيراً إلى فشل الجدار الأمني الذي كلف نحو 1.2 مليار دولار في منع هذه العملية، موضحاً أن كمية الأسمنت المستخدمة في بنائه كانت كافية لإنشاء طريق يمتد من غزة إلى بلغاريا.
وختم العميد حنا تحليله بالإشارة إلى محاولات مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحميل المسؤولية لجهات أخرى، مؤكداً أن هذا الفشل الاستخباراتي كشف عن خلل عميق في المنظومة الأمنية الإسرائيلية وأدى إلى ما وصفه بـ"الدومينو المتساقط" من المسؤوليات.
المصدر : الجزيرة