وافقت الحكومة الألمانية في الأسابيع الأخيرة من عام 2023 على تصدير أسلحة إضافية إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقيمة تتجاوز 30 مليون يورو.
وذكرت صحيفة "دير شبيغل" استنادًا إلى وثيقة صادرة عن وزارة الاقتصاد الألمانية، أن هذه الصفقة تأتي ضمن سلسلة موافقات سابقة في العام نفسه، ليصل إجمالي قيمة صادرات الأسلحة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى أكثر من 160 مليون يورو، رغم تقارير سابقة تحدثت عن قرار حكومي بتجميد تصاريح التصدير.
وأشارت الوثيقة إلى أن أنظمة الدبابات الحربية الإسرائيلية المصنوعة في ألمانيا كانت من أبرز الصادرات. ففي بداية عام 2023، تقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطلب للحصول على أنظمة جديدة من شركة "راينميتال" الألمانية للأسلحة.
وبينت الوثيقة أن الحكومة الألمانية وافقت على الطلب خلال الصيف بعد تلقي تعهد رسمي من إسرائيل باستخدام المعدات في مهمات تتوافق مع القانون الدولي.
وأوضحت الوثيقة أن صادرات قطع غيار الدبابات كانت الأكبر، حيث تجاوزت قيمتها 48 مليون يورو، بينما بلغت قيمة القذائف والصواريخ بمختلف أنواعها حوالي 37 مليون يورو.
وواجهت صفقات تصدير الأسلحة انتقادات داخل البرلمان الألماني، حيث قالت زارا فاجنكنشت، عضو البرلمان عن حزب "دي لينكه": "بدلاً من تصدير المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا أو إسرائيل، يجب أن نركز على الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحروب والصراعات".
في 5 أيلول\سبتمبر 2024، صرح ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ 13 الإسرائيلية، بأن استمرار العمليات العسكرية في غزة يعتمد بشكل كبير على الإمدادات العسكرية الألمانية، التي تُعد عنصرًا أساسيًا في تعزيز القدرات الحربية الإسرائيلية.
وأضاف الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، لـ"الترا فلسطين" أن "ألمانيا تُعتبر ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، حيث ساهمت بشكل كبير في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية، خاصة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة".
ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، شكّلت ألمانيا 47% من إجمالي واردات إسرائيل من الأسلحة في عام 2023، مما يعكس دورها المحوري في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.
أوضح أبو عرقوب أن الحكومة الألمانية استجابت لمعظم طلبات إسرائيل لتصدير الأسلحة منذ عام 2003، حيث بلغت قيمة الصادرات الإجمالية 3.3 مليارات يورو مع الموافقة على 4427 طلبًا ورفض 54 طلبًا فقط.
وفي عام 2024، استمر الدعم الألماني بخطط تشمل تصدير 10,000 قذيفة دبابات من عيار 120 ملم، و3,000 سلاح محمول مضاد للدبابات، ونصف مليون رصاصة للمسدسات، بالإضافة إلى 5 طائرات مسيرة من نوع "هيرون تي بي".
