وجهت حرب الإبادة الإسرائيلية ضربة مؤلمة للسياحة الفلسطينية، لا سيما السياحة الدينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
استمرار العدوان على غزة والتوترات الأمنية في الضفة الغربية أديا إلى تراجع كبير في أعداد السياح الدوليين، مما أفقد القطاع السياحي عائدات مالية هائلة.
أكد إلياس العرجا، رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية، أن إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع الفنادق في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بلغ نحو326 مليون دولار.
وأشار في بيان صادر عن الجمعية إلى أن مدينة بيت لحم تحملت النصيب الأكبر من هذه الخسائر، بقيمة 176 مليون دولار، حيث أُغلقت 71 فندقًا من أصل 75، فيما تعمل أربعة فنادق فقط، علمًا أن عدد فنادق الضفة يبلغ 165 فندقًا.
وأوضح العرجا أن الحرب تسببت في تراجع حاد في أعداد السائحين، مما أدى إلى انخفاض العاملين في قطاع الفنادق بمدينة بيت لحم من 3000 موظف إلى 400 فقط.
وبيّن العرجا أن قطاع الفنادق يُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بالحرب، نظرًا لاعتماده الكبير على الحركة السياحية، التي شهدت انخفاضًا حادًا بسبب استمرار العدوان على غزة وتوتر الأوضاع في الضفة الغربية ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا.
مع اقتراب أعياد الميلاد المسيحية واحتفالات السنة الجديدة، التي تُعد موسم الذروة للسياحة الفلسطينية، يتحدث أصحاب المحال التجارية في بيت لحم عن موسم سياحي كارثي.
يقول عفيف إغبارية، مالك متجر للهدايا التذكارية: "في مثل هذا الوقت من العام، كانت الشوارع تعج بالسياح، لكن اليوم لا نرى سوى قلة قليلة من الزوار المحليين. مبيعاتنا تراجعت بنسبة 90% مقارنة بالأعوام السابقة".
وأضاف لـ"فلسطين أون لاين": "إن واقع السياحة في فلسطين يعاني منذ جائحة كورونا، حيث الخسائر فادحة، والتعويض لا يرتقي إلى حجم الخسائر".
وبين إغبارية أن بيت لحم تعتمد على السياح الأجانب بشكل رئيسي، ومع توقف الوفود السياحية، أصبحت تغطية التكاليف اليومية تحديًا كبيرًا.
ودعا إلى إعادة إنعاش السياحة الفلسطينية من خلال تخصيص جزء من المساعدات الدولية لإعادة تأهيل الفنادق والمرافق السياحية المتضررة، وتقديم حوافز للمواطنين الفلسطينيين لزيارة المدن السياحية المحلية لتعويض غياب السياح الدوليين.
من جهتها، لفتت السيدة خولة صندوقة، العاملة في متجر لبيع المنتجات التراثية الفلسطينية في القدس المحتلة، إلى أن الحرب قضت على النشاط السياحي، مما دفعها إلى تقليص أيام عمل متجرها إلى ثلاثة أيام فقط في الأسبوع.
وأضافت لفلسطين اون لاين أن بقاء متجرها مفتوححا طوال الأسبوع دون تحقيق إيرادات كافية يغطي نفقات التشغيل يمثل خسارة كبيرة، ولا يمكنها من دفع أجور العمال لديها.
ونوهت إلى أنها تقدم في متجرها معلقات تراثية وملبوسات وطنية إلى جانب مشغولات يدوية.
وأهابت بالمسؤولين تقديم المساعدة لإطلاق حملات ترويجية عالمية للتعريف بالمواقع الدينية والثقافية الفلسطينية، خاصة في بيت لحم والقدس.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتسهيل حركة الفلسطينيين والسياح عبر المعابر لتعزيز النشاط السياحي.