أدلى أسرى من قطاع غزة كانوا محتجزين لدى قوات الاحتلال، قبل الإفراج عنهم اليوم الجمعة، بشهاداتهم عن هول ما عانوه من تعذيب "وحشي"، وتحقيق يجبرهم القول بما لم يقترفوه هروبًا من أساليب الضغط الممارسة بحقهم، في سجون الاحتلال ومعتقل "سديه تيمان".
وتحدث جمال العابد، أحد الأسرى المفرج عنهم، عن لحظات اعتقاله قائلًا “داهمتنا قوات الاحتلال في بيت لاهيا، أجبرونا على الخروج من منازلنا، واعتقلونا مع نسائنا وأطفالنا. تعرضنا للتعذيب والشبح في السجن لمدة 45 يومًا، إذ كانوا يجبروننا على الوقوف لساعات طويلة دون راحة”.
وأضاف “كنا نحصل على فرشة صغيرة وبطانية واحدة في برد قارس، ولم نكن ننام سوى ثلاث أو أربع ساعات يوميًا”.
ووصف محمد دهمان، أحد المعتقلين السابقين، السجون بأنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وقال “كنا نُحتجز في غرف مفتوحة من كل الجهات، دون حماية من البرد أو الرياح. الطعام كان قليلًا وغير كافٍ، وكنا نُجبر على الوقوف لساعات طويلة، مع إهانات وشتائم يومية”.
وأكد الأسرى أن التعذيب الجسدي والنفسي كان جزءًا من يومياتهم في السجون، وتحدث أحدهم عن استخدام قوات الاحتلال أساليب مهينة مثل الشبح، والضرب، والتعرض للشتائم النابية باستمرار، كما أشار إلى أن البعض تعرض لإطفاء السجائر على أجسادهم واستخدامهم كدروع بشرية.
ورغم كل ما عانوه، أكد الأسرى صمودهم وعزيمتهم، معبرين عن أملهم في الإفراج عن باقي زملائهم الذين لا يزالون يعانون داخل السجون الإسرائيلية، ودعوا المجتمع الدولي للتحرك من أجل إنهاء الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين وضمان معاملتهم بإنسانية.
وظهر اليوم، أفرجت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، عن 25 أسيرًا من قطاع غزة، عقب اعتقالهم خلال التوغل البري، وإخفائهم قسرًا في السجون "الإسرائيلية".
وقالت مصادر صحفية، إن "الاحتلال أفرج عن 25 أسيرًا من غزة عبر الصليب الأحمر، بعد الإفراج عنهم عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وجرى تحويلهم لمستشفى غزة الأوروبي شرق خانيونس؛ لتلقي العلاج".
وأشارت المصادر إلى أن غالبية الأسرى المفرج عنهم من سكان شمال القطاع، حيث تم اعتقالهم خلال العملية العسكرية في المنطقة، مُشيرةً إلى أن بعضهم سجد فرحًا بالإفراج بعد ذل وتعذيب سجون الاحتلال.
وأوضح مركز فلسطين لدراسات الأسرى (حقوقي)، في بيان أن جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لم تتوقف عند التطهير العرقي والقتل الممنهج لعشرات الآلاف وتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع، بل مارس الاحتلال جريمة الاعتقال الجماعي للآلاف من أبناء القطاع والإعدام الميداني للمئات منهم بدم بارد.
وقال المركز إن "حالات الاعتقال وصلت إلى ما يزيد على 8 آلاف حالة من جميع مدن وبلدات القطاع من شماله إلى جنوبه، بعد دهم المنازل واقتحام مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات، كان آخرهم اعتقال حوالي ألف مواطن خلال إعادة اجتياح شمال غزة، خاصة مخيم ومدينة جباليا".
وأشار إلى أن الاحتلال أفرج عن غالبية المعتقلين بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية ومميتة أدت إلى استشهاد عدد منهم نتيجة التعذيب القاسي المحرم دوليا، بعد أن أمضوا فترات مختلفة تراوحت بين 3 أشهر وعام.
وبحسب شهادات أسرى من غزة أفرج عنهم حديثا أكدوا أنهم تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية طالت كرامتهم وإنسانيتهم وتم تقييدهم وعصب أعينهم لفترات طويلة استمرت لأكثر من أسبوع بشكل متواصل، وتعرضوا للضرب على كل أنحاء الجسم، وحرموا من قضاء الحاجة واضطروا لقضائها في ملابسهم، وظهر ذلك من آثار القيود على أجساد المحررين، والتي أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم.
ويحتجز الاحتلال نحو 2500 أسير وأسيرة من قطاع غزة في سجون: سيديه تيمان، عنتوت، عوفر العسكري، والنقب (كتسيعوت)، وفقا لتصريحات صادرة عن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس.