قائمة الموقع

هل ستنجح (إسرائيل) بتدمير قدرات "الحوثيِّين" العسكريّة؟ خبراء يجيبون

2024-12-26T19:58:00+02:00
خبير عسكري يعدد تحديات تمنع (إسرائيل) من تدمير قدرات "الحوثيين"

أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله اليمن، اليوم الخميس، بأن أصوات انفجارات سُمعت في مدينة صنعاء في اليمن، مساء اليوم الخميس، فيما ذكرت وسائل إعلام أن طائرات "إسرائيلية" استهدفت مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت نفطية ومحطات كهرباء.

وأوضح مصدر عسكري في حديثه مع إذاعة جيش الاحتلال أن هذه الغارات "هي الأوسع" التي يشنها جيش الاحتلال على مواقع في اليمن.

وأشار تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات في مواجهة الصواريخ التي يطلقها الحوثيون، وقال المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية داني سيترينوفيتش إن صواريخ الحوثيين "تخلف آثارا نفسية واقتصادية عميقة على إسرائيل.

وأكد سيترينوفيتش أيضا أن العمليات الإسرائيلية ضد الحوثيين لم تحقق النتائج المرجوة بعد.

وأضاف تقرير "نيويورك تايمز" أن الضربات التي نفذها الغرب كان لها لحد الآن تأثير محدود على الحوثيين.

ويكشف هذا الهجوم أن الحوثيين أصبحوا يشكلون صداعا لـ "إسرائيل" التي تحاول الاستفادة من النجاحات التكتيكية التي حققتها خلال الفترة الأخيرة، وفق ما قاله الخبير العسكري اللواء ركن محمد الصمادي في تحليل للجزيرة.

وحتى لو لم يلحق الحوثيون خسائر مادية وبشرية كبيرة بإسرائيل لكنهم أصبحوا قادرين على إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعدما تمكنت صواريخهم من الوصول إلى قلب تل أبيب، برأي الصمادي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أهدافا للحوثيين في القطاع الساحلي وعمق اليمن، لكن الصمادي يقول إن "إسرائيل" لن تتمكن من ردع الحوثيين بسبب بُعد المسافة بين الجانبين، والطبيعة الجبلية لليمن والتي تجعل الحوثيين قادرين على حماية أسلحتهم.

ومع الاعتراف بتأثير هذه الضربات على قدرات الحوثيين لكنها لن توقفهم بشكل كامل كما يقول الصمادي الذي يعتقد أن المرحلة المقبلة ستشهد ضربات أكثر تركيزًا على الجماعة.

ولا تمتلك "إسرائيل" قنابل تمكنها من تدمير مقار تصنيع ومخازن الأسلحة الخاصة بالحوثيين بسبب وجودها في عمق جبلي كبير، وهو أمر يقول الخبير العسكري إنه ربما يدفع الولايات المتحدة إلى استخدام ذخائر أكثر قوة وربما قاذفات إستراتيجية خلال الفترة المقبلة.

ورغم الزخم العسكري الكبير الذي تحاول إسرائيل توفيره من خلال الحصول على دعم أميركي بريطاني في هذه العمليات فإنها تفتقد لبنك الأهداف الإستراتيجي الذي يمكنها من تحقيق نتائج مهمة، برأي العميد إلياس حنا.

واستبعد حنا قدرة إسرائيل على تحقيق نصر واضح في اليمن بالنظر إلى الوقت والجهد المطلوبين لهذا الأمر، ناهيك عن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية التي جعلت هذا البلد عصيا على كافة الدول التي حاولت ضربه.

ويرى الخبير العسكري إلياس حنا أن الدلائل تشير إلى أن إسرائيل باتت تعتبر اليمن جبهة قتال أساسية، بعدما أصبح قطاع غزة جبهة قتال ثانوية، والتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان.

لكن إسرائيل تواجه عدة معضلات في اليمن، أبرزها غياب المعلومات وبنك الأهداف، إلى جانب المسافة البعيدة وما تتطلبه من لوجيستيات.

ولقياس نجاح أي حملة عسكرية فإن الأمر يتطلب -حسب حنا- ضرب الأهداف العسكرية في مراكزها وقبل أن تطلق، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب وسائل أساسية إسرائيلية قريبة من اليمن "وهو ليس متوفرا"، لذلك لم تحدث عمليات استباقية مثلما حدث ضد حزب الله اللبناني.

وأعرب عن قناعته بأن القصف الإسرائيلي على اليمن في مرحلة تدرج وسيكون على موجات، إذ اقتصر حاليا على قصف أهداف وبنى تحتية ومنشآت للطاقة، وهي تكرار لما حدث في المراحل السابقة.

ويلفت الخبير العسكري إلى أن القصف الإسرائيلي لم يطال حتى الآن القيادات السياسية والعسكرية للحوثيين مثلما حدث في حربي غزة ولبنان.

وحسب حنا، ترغب إسرائيل في بناء منظومة عسكرية "قد ترفع الثمن على الحوثيين"، لكن الأمر يتطلب خطة وأهدافا ومعلومات وتعاونا مع القوات الأميركية وحتى تحالف "حارس الازدهار".

ويعد "حارس الازدهار" تحالفا عسكريا بحريا متعدد الجنسيات، تأسس في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمر.

وخلص الخبير العسكري إلى أنه يكفي الحوثيين إطلاق صاروخ أو صاروخين لـ"تنغيص أي إنجاز إسرائيلي يتحقق في اليمن".

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الغارات استهدفت مقاتلات كانت في مطار صنعاء، في حين قالت القناة الـ12 إن الجيش رفع مستوى التأهب تحسبا لرد محتمل.

وتتوقع إسرائيل استهداف الحوثيين "تل أبيب" على غرار الهجوم الذي نفذته الجماعة اليمنية بصاروخ فرط صوتي قبل أسبوع.

 

المصدر : الجزيرة

اخبار ذات صلة