جدَّد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي رسالته بمناسبة عيد الميلاد، تحت عنوان "لمدينة روما والعالم"، وصف البابا الوضع الإنساني في غزة بأنه "خطير جداً"، وطالب بفتح أبواب الحوار والسلام على مصراعيها.
وقال البابا فرنسيس: أتوجّه بفكري إلى الجماعات المسيحية "ولاسيما في غزة، حيث الوضع الإنساني خطير جدا"، وفق الموقع الإلكتروني للفاتيكان.
وعلى إثر ذلك، استدعت الخارجية الإسرائيلية، مساء الأربعاء، سفير الفاتيكان في "تل أبيب" المطران أدولفو تيتو إيلانا، بعد انتقاد البابا فرنسيس، للإبادة في قطاع غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "استدعى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عيدان بار تال، سفير الفاتيكان لدى إسرائيل، المطران أدولفو تيتو إيلانا، لإجراء محادثة بعد تصريحات البابا فرنسيس القاسية ضد إسرائيل".
وأضافت: "جرت المحادثة تنفيذا لتعليمات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر".
وخلال المحادثة، "أعرب المدير العام (للخارجية الإسرائيلية) عن استياء إسرائيل من تصريحات البابا، الذي اتهم إسرائيل هذا الأسبوع بقتل الأطفال وقصف المدارس والمستشفيات (في قطاع غزة)"، وفق الصحيفة.
والأحد، قال البابا، البالغ من العمر 88 عاما: "أفكر في غزة بحزن شديد، وهناك الكثير من القسوة (الإسرائيلية)، والأطفال الذين يتم ضربهم بالرشاشات، والمدارس والمستشفيات التي تعرضت للقصف... يا لها من قسوة عظيمة".
تصريحات البابا التي اعتبرت أقسى إدانة لتل أبيب، جاءت بعد يوم من غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال في منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع.
وعلى إثر تلك التصريحات، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين، عن ترتيبات تجرى لتنظيم لقاء بين الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وبابا الفاتيكان، على خلفية تصريحات للأخير، أزعجت تل أبيب.