يحقق جيش الاحتلال في شكاوى بارتكاب قائد لواء المظليين في جيش الاحتلال، العميد عامي بيتون، سلوكيات غير ملائمة خلال الحرب، تضمنت الجُبْن والامتناع عن المشاركة الفاعلة في المعارك، إلى جانب مخالفات أخلاقية ومسلكية.
وكشف المراسل العسكري لقناة "I24"، شهادات جديدة حول سلوك قائد كتيبة المظليين عامي بيتون، في الأيام الأولى وأثناء القتال في غزة، حيث تظهر ادعاءات القادة "سلوكا غير لائق من جانب الجنرال"، فيما تمت كتابة الشهادات واحدة تلو الأخرى من قبل الضباط الذين شعروا بالالتزام الأخلاقي بإبلاغ الضابط الذي كان يقود بيتون آنذاك، اللواء دان غولدفوس.
وبحسب الشهادات، أوقع قائد لواء المظليين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قواته في كمين قاتل أثناء بحثه عن منزل مريح في غزة، بعد أن كلّف قوة عسكرية بالبحث عن منزل جديد يحتوي على كراسي مريحة وشاشة بلازما.
ورغم التعليمات الصارمة التي تمنع تحركات الجنود خلال النهار، أصر بيتون على إرسال القوة في وضح النهار، ما أدى إلى وقوعهم في كمين أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين.
وذكرت القناة أن قائد لواء المظليين عامي بيتون علم بوجود كنب وشاشات بلازما في المنزل الذي كان يحتمي فيه قائد السرية، فأمره بالخروج والبحث عن منزل آخر لهم، لأن البيت الذي هم فيه أصبح بيت قائد اللواء. وبعد نقاش وجدال، أصر بيتون على خروج السرية في وضح النهار للبحث عن موقع آخر.
وأضافت القناة I24 في تقريرها أن شهادة أحد الجنود كشفت تفاصيل أخرى، حيث قال: "قائد اللواء لم يحب المنزل الذي كان يحتمي فيه، لأنه لم يكن جميلًا بشكل كافٍ، لذلك أخرج القوة للبحث عن منزل آخر، وخلال البحث أصيب قائد السرية وقتل جندي. في المساء، أحضر قائد اللواء قائد الكتيبة ليختلقا رواية تقول إن الجنود خرجوا في عملية هجومية، وليس للبحث عن منزل آخر".
وفي حالة أخرى، يدعي جلعاد أن قرار بيتون بنقل سرية إلى مكان آخر في الميدان ليلاً عرّض حياة الجنود للخطر. وبحسب قوله، فقد توجه إلى بيتون وطلب منها تأجيل القرار – لكنه كان حازماً في رأيه، "حاولت الاتصال به بعد تقييم الوضع في القسم لتوضيح المزيد، لكنه لم يكن متاحا".
ووصف أحد الضباط المكان الذي يدار منه القتال" "لقد أصبح مقر العميد بيتا للمتعة والدلال"، وشهد العديد أنه بينما كان الجنود يتناولون حصص طعام القتال في الميدان، "كان الجنرال بيتون يستمتع بالطعام اللذيذ، الذي جاء إليه خصيصا في ساحة المعركة، وهذا ليس لمرة واحدة، بل تقريبا بصورة شبه يومية".
وجاء في إحدى الشهادات: "جزء من الحياة الجيدة في مقر الجنرال كان توصيل الطعام والطعام المطبوخ الذي لم يعتبر حدثا خاصا، بل أصبح مسألة روتينية، خاصة في خان يونس، وصل الأمر إلى حد نائب قائد الكتيبة الخاص بي".
وسأل ضابط لوجستيات لوائية مباشرة، عندما رأى توصيلة أخرى تصل من إسرائيل، ما إذا كانوا لا يخجلون من تناول الطعام عندما يأكل الجنود حصص طعام المعركة"، مضيفا: "لقد نشأت مع قادة كانوا آخر من يأكل بعد الجنود، وهنا، كل يوم، يحضرون للعميد شاورما وأشياء خاصة يطلبها لخزانة الحلوى".
وتمت الإشارة إلى أن كل ذلك حدث "بينما المظليون يتواجدون في عمق قطاع غزة ولا يعودون إلى منازلهم لينعشوا أنفسهم من القتال على مدار أكثر من شهرين ونصف، منذ يوم إرسالهم الى الجبهة الجنوبية في 7 أكتوبر، حيث اشتكى العديد من الآباء من أنهم لم يتواصلوا مع أبنائهم لفترة طويلة".
وسبب الإقامة الطويلة، بحسب الضباط، هو المعارضة العنيدة للجنرال عامي بيتون رغم محاولات الإقناع التي قام بها عدد من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أحدهم قائلا: "في النهاية، لم يقتنع عامي إلا عندما أدرك أن ذلك أضر بصورته"، إذ تم استدعاء لواء المظليين، وأداروا معارك قوية، حيث قُتل وأصيب عناصر من اللواء، وفقد اللواء 17 مقاتلا في ذلك اليوم.
وكان مقر اللواء يقع في سديروت، فيما وُصفت الساعات الأولى من القتال، كما كتب ضابط كبير في غرفة القيادة الأمامية كان هناك: "استدعينا بسرعة إلى سديروت، طوال اليوم تجنبنا المخاطرة بطريقة متطرفة. يسعى القادة من حولنا إلى المواجهة، ونحن دائما في الخلف. وفي كل مرة كنت أتجرأ على التقدم للأمام، كان يتم الرد علي بالصراخ. وكانت النهاية عند حاجز إيرز عندما كان هناك خمسة محاصرين في الداخل محاطين بحشد من الناس، وتسمع صوت الإرهابيين على الباب والعقيد يفعل كل شيء للمماطلة بالوقت".
وكتب إلى الجنرال غولدفوس: "كل هذا بينما يدفع القادة في كل مكان من أجل القتال بقوة. ليس لدي طريقة لشرح ذلك، هذا بالإضافة الى الجبن وانعدام المواجهة.. طوال أشهر الحرب الخمسة، كنا باستمرار نحافظ على الموقع في أبعد مكان ممكن بالخلفية، وكان كل انتقال بسيط وسهل يقوم به بسخط شديد وعدم ضبط نفس".
ووفق الادعاءات، فإن قائد لواء المظليين لم يقم بمواجهة، حيث أنه بعد بضعة أسابيع من القتال، قاد المظليون الهجوم على مستشفى القدس، وجاء في شهادة أحد الضباط: "لقد أدرنا القتال على مدار 24 ساعة في اليوم، 18 منها وهو (الجنرال بيتون) مقفل على نفسه في غرفة أو نائم على الواتساب مع ضباط العمليات ومناقشات التنسيب".
وشهد أحدهم: "بدء التحرك للهجوم ليلا على مستشفى القدس، وهو أمر غير معتاد نسبيا لأننا كنا نعمل في الغالب خلال النهار.. العميد يتشاور مع صديق آخر مواز له في الرتب كان معنا، حول مكان قيادة الحدث ونصحه بالخروج من المقر وقيادة الهجوم من نقطة مؤثرة وآمنة قريبة من الهدف، فيما أجاب عامي واستهزأ أنه لا يوجد سبب للمخاطرة وبقي في الخط الخلفي للواء".
وبحسب الشهادات، بعد خمس دقائق تم دهس أحد الجنود وأبلغ قائد الكتيبة عن مقتله، بالإضافة إلى ما جاء في شهادة أخرى: "أحد أصدقاء قائد اللواء يهزه ليستيقظ ويقول له دعنا نخرج إلى الميدان ونصل إلى قائد الكتيبة، يأخذ بطانية وينام ويجيب بازدراء. بالنسبة له، الجنود هباء.. لا شيء أكثر من ذلك ".
كما كشفت تقارير عن أن 15 ضابطًا عملوا عن كثب مع بيتون تقاعدوا في غضون ست سنوات نتيجة شكاوى حول سلوكه. وفي هذا السياق، كتب أحد الضباط في الاحتياط، الذي خدم تحت قيادته، خطابًا إلى اللواء دان جولدفوس، أشار فيه إلى أن سلوك بيتون كان "غير مناسب لأي شخص، وخاصة قائد رفيع في الجيش الإسرائيلي". وأوضح الضابط أن بيتون تعامل مع مرؤوسيه بطريقة "مهينة وغير محترمة".