قائمة الموقع

عمليَّاتُ المقاومة البطوليَّة ضدَّ جنودِ الاحتلال شمال غزة.. حديثُ الغزِّيِّين المُتواصِل

2024-12-21T09:33:00+02:00
فلسطين أون لاين

أمام خيمته القماشية وسط مدينة دير البلح، يجلس النازح حمزة العالول على كرسي حديدي متهالك، مُمسكًا بيده اليمني كوبًا بلاستيكيًا من القهوة وبيده الأخرى هاتفه الذكي.

 

يرتشف العالول (45 عامًا) النازح من مخيم جباليا شمال القطاع، بين حين وآخر قهوته ليكمل تصفحه للمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي؛ بحثًا عن خبر سياسي هنا أو هناك حول مفاوضات وقف إطلاق النار.

 

يحلم النازح منذ عام من عمر "حرب الإبادة الإسرائيلية" المتواصلة لليوم الـ 442، بإنهاء الحرب الوحشية وعودة النازحين إلى ديارهم.

 

يتصفَّح الأب لستة من الأبناء يعيشون جميعهم داخل الخيمة المهترئة، المزيد من المواقع الإخبارية وتستوقفه بلاغات كتائب القسام وفصائل المقاومة حول عملياتهم البطولية المستمرة في مناطق شمال القطاع.

 

يعلم أن جيش الاحتلال دمر منزل عائلته في جباليا، عبر متابعته الصور ومقاطع الفيديو المرسلة من هناك، إلا أن عمليات المقاومة البطولية كما يقول: "أمر يجعلنا نقف إجلالًا وتعظيمًا لهذه المقاومة" الصامدة حتى هذه اللحظة.

 

يتفاخر ابن مخيم جباليا بعمليات "أبناء المخيم" التي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل أكثر من 60 ضابطًا وجنديًا شمال القطاع خلال الشهرين الماضيين، وفق وسائل إعلام عبرية.

 

وتخوض فصائل المقاومة عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال الذي ينفذ عملية عسكرية واسعة في شمال القطاع (جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون) منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

ويضيف العالول، لمراسل "فلسطين أون لاين": الاحتلال يسعى لإلهاء المواطنين النازحين في أنحاء القطاع عبر البحث عن الأمان من قصفه المتواصل أو الطعام والشراب أو الخيمة، لكن صمود المقاومة طوال هذه "الحرب الوحشية": مبعث فخر وعز لشعبنا والعرب والمسلمين.

 

يقاطع الحاج أحمد أبو عميرة (60 عامًا) من سكان حي تل الزعتر شمالي مخيم جباليا، حديث جاره في مخيم النزوح، ليقول: إن "خذلان حكام العرب هو سبب ضياع القضية الفلسطينية" واستمرار "حرب الإبادة" حتى هذه اللحظة.

 

يعلو صوت أبو عميرة بين خيام النازحين، معبرًا عن غضبه من الخذلان العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي "تركت وحدها"، وفق قوله، تقاتل الجيش المدعوم من أميركا والدول الغربية.

 

يعدد الأب لاثنين من الجرحى إثر قصف "إسرائيلي" خلال الحرب الدائرة، بطولات "شباب المقاومة" الذين يقاتلون وحدهم دون طعام أو شراب شمال القطاع.

 

ويضيف: "كل يوم نشاهد عملية تفجير دبابة، قنص جندي، كمين محكم، حتى سمعنا بعمليات طعن بالسكين للجنود في جباليا".

 

وأعلنت كتائب القسام، أول من أمس، أن أحد مقاتليها تمكن من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر في مخيم جباليا.

 

وأكدت القسام أن مقاتلها تمكّن من الإجهاز على الضابط والجنود واغتنام أسلحتهم الشخصية.

 

ورغم تشارُك أبو عميرة ذات الحلم مع جاره بانتهاء "حرب الإبادة" والعودة لشمال القطاع، لم ينسَ أن يوجه التحية لـ "المقاومة الفلسطينية التي انتصرت .. بصمودها وعملياتها وبسالتها".

 

ويأمل أن يكون هناك فريق فلسطيني لتوثيق "هذا التاريخ المشرف ليكون ذاكرة للأجيال".

 

عمليات نوعية

 

وأمام شاشة تلفاز تتوسط استراحة شعبية في بلدة الزوايدة وسط القطاع، يسود الصمت بين الجالسين إنصاتًا لتحليلات استديو قناة الجزيرة الفضائية حول العملية الاستشهادية التي نفذها مقاتل من كتائب القسام ضد جنود الاحتلال في جباليا.

 

وبصوت منخفض، تحدثت الفتاة الجامعية هناء بارود (20 عامًا) مع صديقاتها النازحات من مدينة رفح إلى ذات البلدة حول استمرار عمليات المقاومة رغم مرور 442 يومًا على الحرب.

 

وقالت هناء لمراسل "فلسطين أون لاين": رغم وحشية الاحتلال وإطالة أمد الحرب إلا أن المقاومة لا زالت صامدة وتسطر بطولاتها في جنوب القطاع (رفح) وشماله.

 

وأضافت: نجتمع بين حين وآخر في هذه الاستراحة لمتابعة الدروس الجامعية عبر (أون لاين) ونراقب الأخبار السياسية علّنا نسمع نبأ "وقف الحرب" ونعود إلى مدينتنا التي دمرها جيش الاحتلال بالكامل.

 

لكن الأمر الملاحظ بالنسبة للفتاة هو مشاهدتها لعمليات المقاومة ضد آليات الاحتلال وجنوده في رفح و جباليا باستمرار دون كلل أو ملل.

 

وأعلنت كتائب القسام، مساء أمس، أنّ أحد عناصرها نفذ عملية "أمنية معقدة" على مرحلتين بحق جنود الاحتلال في مخيم جباليا.

 

وذكرت الكتائب أن أحد مقاوميها تمكن من الإجهاز على قناص "إسرائيلي" ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا، وبعد ذلك بساعة، تنكَّر نفس المقاوم بلباس جنود الاحتلال واستطاع الوصول لقوة عسكرية مكوّنة من ستة جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف وإيقاع القوة بين قتيل وجريح.

 

وفي ذات المساء، أعلنت سرايا القدس قصفها برشقة صاروخية موقع قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال في (محور نتساريم) جنوبي مدينة غزة.

 

ذات جرأة

ومن وجهة نظر، الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا فإن عمليات كتائب القسام خلال الأيام الماضية تعكس الانتقال إلى مرحلة نوعية جديدة من الاستهدافات من المسافة صفر.

 

وذكر حنا في فقرته التحليلية عبر قناة الجزيرة أن عملية الطعن التي نفذها أحد المقاتلين، الخميس الماضي، والعملية الاستشهادية التي وقعت مساء الجمعة، تبدو أنهما وقعتا للمرة الأولى في غزة منذ نحو عقدين من الزمان.

وأوضح أن العملية الاستشهادية المذكورة تعد رقم 805 في تاريخ المقاومة، وهي الأولى داخل غزة منذ عام 2002.

 

وقال: إن عمليات المقاومة تشهد تطورات نوعية، مؤكدا حرصها الشديد على الدفاع عن مخيم جباليا الذي يمثل "معركة حياة أو موت" بالنسبة لها.

 

وأضاف أن المقاومة تبنت مؤخرا نمطا جديدا من العمليات الأمنية المعقدة، لافتا إلى أن هذه العمليات تميزت بمستوى عالٍ من التخطيط والتنفيذ إذ تطلبت التحضير النفسي والتكتيكي المسبق.

 

وعن الروح المعنوية للمقاومين، نوه حنا إلى أنهم يواصلون تنفيذ عمليات نوعية في ظل ظروف قاسية تشمل نقص الماء والدواء والغذاء.

 

وفي سياق متصل، كشف عن تطور نوعي آخر يتمثل في استخدام المقاومة الطائرات المسيرة الانتحارية، مشيرا إلى أن كتائب القسام نشرت صورا لاستهداف موقع "ناحل عوز" العسكري شرق خان يونس.

 

ولفت الخبير العسكري إلى أن عمليات المقاومة تجري على امتداد المحاور الأربعة التي يحاول جيش الاحتلال من خلالها تقطيع غزة، وهي جباليا و"نتساريم" و"كيسوفيم" و"فيلادلفيا"، مؤكدا أن المقاومة تواصل عملياتها في كافة هذه المحاور.

اخبار ذات صلة