كشفت صحيفة "هآرتس" عن قادة بجيش الاحتلال، عن تصريحات خطيرة أدلى بها قائد في الفرقة 252 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي حول ممارسات الجيش في محور نتساريم بقطاع غزة.
ونقلت "هآرتس"، عن جنود وضباط خدموا في محور "نتساريم" جنوبي غزة، أن هناك خطٌ في شمال محور "نتساريم" جنوبي قطاع غزة يسمى "خط الجثث" وأهالي قطاع غزة يعرفونه، مشيرةً إلى أن الجيش يتصرف في غزة مثل ميليشيا مسلحة مستقلة دون قوانين.
وقال أحد الجنود، أنه وبعد إطلاق النار على الفلسطينيين عند محور "نتساريم" نترك الجثث لتأكلها الكلاب، وقالت إن الجيش يقتل مدنيين قرب "نتساريم" ويعدمهم على أنهم مسلحون مقاومون.
وأضاف ضابط بجيش الاحتلال، خدم في محور "نتساريم"، "لدينا أوامر بإرسال صور جثث الفلسطينيين الذين نقتلهم عند محور "نتساريم" بغزة، وقد أرسلنا صور 200 قتيل وتبين أن 10 منهم فقط من حماس".
وأكد الضابط لـ "هآرتس"، "نحن والجنود نتحمل مسؤولية جزء من الرعب الذي يجري بغزة، ونحن في مكان بلا قوانين، وحياة البشر فيه لا قيمة لها.
وأشار إلى، أن مجموعة كاملة من الجنود تركض لقتل شخص واحد يمر بمحيط محور "نتساريم" في غزة، وتمطره بالرصاص حتى قتله، وسط ضحك جميع الجنود.
وقالت هآرتس عن ضابط إسرائيلي، "على الإسرائيليين أن يعرفوا كيف تبدو الحرب وأفعال بعض الضباط والجنود الخطيرة بغزة".
يأتي ذلك تزامنًا مع ما أظهرته مقاطع مصور، مشاهد "مروّعة" تظهر جثامين ملقاة في الطرقات وأخرى لم يتبق منها سوى جماجم، تنهشها الكلاب الضالة في المناطق الشمالية من شمال قطاع غزة، في ظل منع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي طواقم الإسعاف من التحرك بشكل كامل لانتشال الشهداء منذ 50 يومًا.
وفي ضوء المشاهد المروعة، أوضح شهود عيان، لقناة الجزيرة، أن المئات من جثامين الشهداء، بينهم نساء وأطفال، ما زالوا في شوارع مخيم جباليا، وبيت لاهيا وبيت حانون، بعدما ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم في ظل الحصار الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، كشف المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الطبيب منير البرش، أن العدوان على قطاع غزة كشفت الوجه القبيح والإجرامي للاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أن العدوان المستمر على شمال القطاع خلال الـ60 يوماً الماضية خلف أكثر من 4000 شهيد ومفقود.
مقطع فيديو متداول يوثق مشهدا “مؤلما” لكلاب ضالة تنهش جثامين الشهداء في شوارع جباليا شمالي قطاع #غزة، مع تعذّر الوصول إليها لعدة أيام pic.twitter.com/UvmogAoRFe
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) December 7, 2024
وقال البرش، في تصريحات متلفزة، "إن جثامين الشهداء خصوصاً في مناطق شمال القطاع ملقاة في الشوارع وتنهشها الكلاب، والطواقم الطبية والدفاع المدني عاجز عن الوصول لهم وانتشالهم بسبب تهديد الاحتلال بالقتل لمن يصل لهم.
وأشار "البرش"، إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على سيارات إسعاف التي حاولت إنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء من مناطق الاستهداف، مؤكداً أن الاحتلال يرفض إدخال الدواء والمستلزمات الطبية.
بدوره، قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، إنّ عشرات العالقين استشهدوا تحت أنقاض منازلهم المدمرة، كان يُمكن إنقاذهم؛ بسبب عدم قدرة فرق الإنقاذ على الاستجابة لاستغاثاتهم؛ في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة واستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على شمال قطاع غزة.
وأوضح بصل، أنّ الاحتلال يتعمد استهداف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها في شمال القطاع؛ إمعانًا في ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين.
وأضاف أنّ فرق الإنقاذ تصلها بشكلٍ يومي نداءات استغاثة من مواطنين مصابين محاصرين تحت أنقاض منازلهم في شمال قطاع غزة، لكن لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم، بسبب الخروج عن الخدمة وتوقف الاستجابة للمهام الإنسانية، بسبب الاستهداف؛ ما يتسبب غالباً في رفع أعداد الضحايا.
ولفت، أنّ هناك عشرات الجثامين لا تزال ملقاة في الشوارع وتحت ركام المنازل بمحافظة شمال القطاع، ولا يستطيع أحد الوصول إليها ودفنها، مؤكدًا أنّ التصعيد الإسرائيلي الحاصل يُظهر حجم التحديات الإنسانية التي تواجه عملنا، فلا أمان ولا معدات ولا بنية تحتية.
ويأتي ذلك ضمن مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة نحو 151 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.