كشف الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة، المهندس محمد أبو عودة، أن قوات الاحتلال لجأت إلى تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار بشكل ممنهج، سواء لأغراض عسكرية مثل إنشاء مواقع دفاعية أو لفرض السيطرة على الأرض، مما أدى إلى تقليص الغطاء النباتي وزيادة خطر التصحر وتفاقم تأثيرات التغير المناخي.
وتحدث في تصريح خاص لـ"فلسطين أون لاين" عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالغطاء النباتي والمساحات الزراعية نتيجة الحرب التي شهدها القطاع خلال عامي 2023-2024.
وأوضح أبو عودة، أن الحرب أسفرت عن تقييد وصول المزارعين إلى أراضيهم الزراعية، ما أدى إلى إهمال الأشجار وانخفاض إنتاجيتها، بل وموتها في بعض الحالات، لافتًا إلى عرقلة هذه القيود مشاريع التشجير وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن النزوح المتكرر وبناء مخيمات الإيواء بسبب الحرب دفع بعض السكان إلى قطع الأشجار واستخدام الأراضي المفتوحة لتوفير مأوى، مما فاقم الضغط على الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، ساهم نقص الوقود، الناتج عن الحصار المفروض على القطاع، في زيادة اقتلاع الأشجار واستخدامها كبديل للتدفئة والطهي، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وأكد أبو عودة أن هناك تأثيرات أخرى مرتبطة بالحرب، مثل التلوث البيئي الناتج عن الأسلحة وتدمير التربة، مما أثر على قدرة الأشجار على النمو وأدى إلى فقدان التنوع البيولوجي، لافتًا إلى أن الحرب قللت من إنتاجية الأشجار المثمرة التي تعد مصدرًا اقتصاديًا مهمًا للعديد من السكان.
وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات المحلية بضرورة تقديم الدعم للسكان المتضررين من خلال مشاريع مستدامة توفر الوقود وتقلل من الضغط على الموارد الطبيعية.
كما دعت وزارة الزراعة إلى زيادة الوعي بأهمية حماية الغطاء النباتي وتشجيع حملات إعادة التشجير لتعويض الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بعد انتهاء الحرب.