وثّق مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) مقتل 65 صحفيًا فلسطينيًا على يد الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة لعام 2024، إضافة إلى استهداف عائلاتهم ومنازلهم.
وأشار المركز في تقرير لها تحت عنوان "عام دامٍ" ونشره اليوم الثلثاء، إلى أن آخر الضحايا هو الصحفي أحمد جبر اللوح، الذي قُتل أثناء تغطيته من نقطة تابعة للدفاع المدني في سوق النصيرات وسط قطاع غزة. كما قُتل خلال الشهر الجاري خمسة صحفيين، بينهم محمد جبر القريناوي وعائلته، والصحفية إيمان الشنطي وعائلتها في غارات استهدفت مناطق مختلفة من القطاع.
وبحسب توثيق المركز، ارتكب الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 انتهاكات واسعة بحق الصحفيين الفلسطينيين، شملت مقتل 196 صحفيًا وإصابة 396 آخرين، واعتقال 40 صحفيًا على الأقل، إضافة إلى مقتل 524 من أفراد عائلاتهم جراء استهداف منازلهم.
ودأب جيش الاحتلال على شن هجمات قاتلة ضد الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم، إذ وُثقت عشرات الهجمات المروعة التي طالت صحفيين وعائلاتهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح المركز أن عدداً من الصحفيين أُصيبوا بجروح خطيرة وفقدوا أطرافهم، من بينهم المصور سامي شحادة الذي بُترت ساقه بعد عملية جراحية في مستشفى شهداء الأقصى. كما تطرّق إلى حالة الصحفي فادي الوحيدي، الذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى المعمداني بغزة منذ إصابته في أكتوبر الماضي، وسط مناشدات متكررة لتسهيل سفره للعلاج.
ولفت إلى الظروف المأساوية التي يواجهها الصحفيون المعتقلون في السجون الإسرائيلية، مشيرًا إلى تعرض الصحفي خضر عبد العال لتعذيب شديد أدى إلى فقدانه القدرة على المشي بعد اعتقاله من مستشفى الشفاء.
وقال رئيس مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين علاء المشهراوي، إن عام 2024 يُعد ثاني أسوأ الأعوام بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين بعد 2023، الذي شهد مقتل 132 صحفيًا واعتقال 42 آخرين. مؤكدا أن الاستهداف الممنهج للصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويجب أن يتوقف فورًا.
وأضاف "سيكون للخسائر الهائلة التي عانى منها الصحفيون الفلسطينيون في هذه الحرب تأثيرات طويلة الأجل على الصحافة ليس في فلسطين وحسب، وإنما في المنطقة بأسرها وما يتجاوزها لأن مقتل كل صحفي هو بمثابة ضربة إضافية لحرية الرأي والتعبير”.
وأكد المشهراوي أن الجيش الإسرائيلي أصبح العدو الأول للصحفيين، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للكشف عن ملابسات قتل الصحفيين، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع إجراءاتها بخصوص الجرائم المرتكبة في فلسطين.
كما ذكّر رئيس مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين بأن القانون الدولي يكفل حماية الصحفيين بصفتهم مدنيين، وفقًا للمادة 79 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف، داعيا في الوقت ذاته الأمم المتحدة لتعزيز جهودها في حماية حرية الرأي والتعبير، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين ووسائل الإعلام.
كما طالب المشهراوي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة على إقليم دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحفيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقية، والمضي بالخطوات اللاحقة، وخصوصًا، أن الضحايا في فلسطين طال انتظارهم للعدالة والانصاف.