فلسطين أون لاين

إسقاط "كواد كابتر ".. إنجازٌ نوعيٌّ للمُقاومة الفلسطينيَّة يُرْبك الاحتلال

...
إسقاط "كواد كابتر ".. إنجازٌ نوعيٌّ للمُقاومة الفلسطينيَّة يُرْبك الاحتلال
غزة / علي البطة

بعد أكثر من 14 شهرًا على حرب الإبادة الجماعية "الإسرائيلية" في قطاع غزة، لا تزال المقاومة تبرهن بصمودها وبسالتها وقدرتها على توجيه ضربات نوعية للاحتلال منها نجاحها مؤخرًا بإسقاط ثلاث طائرات كواد كابتر في رفح التي تقوم ببسالة رغم تدمير غالبية مبانيها. 

يحمل هذا الإنجاز وفق الخبراء دلالات متعددة على صعيد التفوق التكتيكي والتقني للمقاومة، خاصة مع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على غزة لقرابة عام ونصف.

قدرات ونقاط ضعف

طائرات الكواد كابتر من الأسلحة التكنولوجية المتقدمة التي يستخدمها جيش الاحتلال بكثافة في عملياته، لا سيما عمليات القتل والترهيب النفسي إضافة إلى المراقبة. 

الخبير العسكري اللبناني أكرم سريوي يصف هذه الطائرات بأنها “مقاتلون آليون” نظرًا لمهامها المتعددة التي تشمل الرصد، والتنصت، وملاحقة الأهداف، والقنص، وتنفيذ الاغتيالات، بالإضافة إلى قدرتها على إلقاء القنابل.

رغم هذه القدرات، يشير سريوي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" إلى نقاط ضعفها، منها سرعتها المحدودة التي لا تتجاوز 75 كم/ساعة، وارتفاعها المنخفض يبقيها في متناول الأسلحة الرشاشة. 

لكن سريوي يؤكد أن إسقاطها ليس بالأمر السهل، كونها أهدافًا صغيرة ومتحركة، وهنا يسجل إسقاطها نجاح للمقاومة الفلسطينية في تطوير تقنيات وأساليب فعالة للتعامل معها.

استراتيجيات المقاومة وتطورها

نجاح المقاومة في إسقاط الطائرات يشير إلى تطور ملحوظ في أدائها. يقول اللواء سريوي إن هذا الإنجاز يعكس قدرة المقاومة على “رصد جيش الاحتلال بدلًا من أن ترصد هي”، حيث يتم إسقاط هذه الطائرات عبر خطط محكمة تشمل مشاغلتها ورصدها من عدة اتجاهات، ثم استهدافها من أكثر من نقطة.

علاوة على ذلك، يشير إلى أن السيطرة على هذه الطائرات تتيح للمقاومة فرصة الحصول على معلومات استخباراتية مهمة عن تحركات وتمركزات جيش الاحتلال. 

وبحسب سريوي، فإن هذه البيانات تسهم في تطوير الطائرات المسيّرة الخاصة بالمقاومة.

انعكاسات إسقاط الطائرات

الخبير العسكري يوسف الشرقاوي يؤكد أن إسقاط الكواد كابتر يُعد ضربة كبيرة لجيش الاحتلال الذي يعتمد عليها بشكل كبير في العمليات الميدانية. 

ويضيف الشرقاوي، أن هذه الطائرات توفر مراقبة دقيقة لحركة المقاومة وتسهم في إدارة العمليات من غرف التحكم الأرضية. بالتالي، فإن إسقاطها يربك الاحتلال ويعيق تقدمه على الأرض.

كما يرى الشرقاوي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" أن هذا الإنجاز يُبرز سباقًا تقنيًا بين المقاومة والاحتلال، حيث تحاول المقاومة تحقيق تفوق في حرب السايبر.

 وتابع: تحييد هذا النوع من الطائرات يكبح جيش الاحتلال ويمنح المقاومة حرية حركة أكبر في الميدان.

دلالات الإنجاز

نجاح المقاومة في إسقاط الطائرات بعد أكثر من 437 يومًا من العدوان يُظهر تماسكها وقدرتها على مواجهة التحديات. يوضح اللواء سريوي أن هذا الإنجاز يؤكد صمود المقاومة التي اعتقد الاحتلال أنه سيقضي عليها في غضون أشهر قليلة. كما يعزز إسقاط هذه الطائرات مكانة المقاومة كقوة قادرة على إحباط خطط الاحتلال وإرباك استراتيجياته.

التداعيات على جيش الاحتلال

مع استمرار المقاومة في إسقاط المزيد من الطائرات المسيّرة، يواجه جيش الاحتلال تحديات متزايدة في تنفيذ عملياته. فهذه الطائرات تُعد عنصرًا أساسيًا في العمليات الميدانية، وإسقاطها يعني فقدان السيطرة على الأرض وصعوبة تنفيذ خطط الهجوم.

ويدلل إسقاط طائرات الكواد كابتر أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على تحدي الاحتلال وتطوير أدواتها الدفاعية والهجومية رغم الحصار والعدوان المستمر. 

ومع استمرار هذا التطور، تبقى الرسالة الحاسمة للاحتلال سنقاومك في سماء غزة وعلى أرضها وتحت أرضها، وليس أمامك إلاّ الرحيل أو الدفن في رمالها.
 

المصدر / فلسطين أون لاين