أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن جريمة الإبادة التي تشنها "إسرائيل" امتدت لتشمل إبادة المدن في غزة بالكامل بنسيجها المعماري والحضاري وما يتبع ذلك من تدمير للهوية الوطنية والثقافية للفلسطينيين واستئصال وجودهم من أراضيهم وفرض التهجير القسري الدائم.
وأوضح الأورومتوسطي، أن فريقه جمع إفادات وبيانات تظهر أن جيش الاحتلال ينتهج بشكل واسع منذ هجومه البري الثالث في شمال قطاع غزة منذ 5 أكتوبر الماضي عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية.
وقال، إنّ "المعطيات الأولية التي أمكن الحصول عليها من رفح عبر إفادات من السكان وصور للأقمار الصناعية ومقاطع فيديو نشرها جنود إسرائيليون تظهر أن المحافظة تم محوها بصورة شبه تامة".
وأشار إلى أن العديد من أحياء خان يونس مسحت بالكامل، وكذلك العديد من المربعات السكنية في حيي الشجاعية والزيتون جنوب غزة وشرقها، وكذلك المنطقة الواقعة على امتداد محور نتساريم من الجنوب والشمال.
وذكر الأورومتوسطي، أنّ الاحتلال يستخدم في عملات المحو الشاملة أربع وسائل تشمل: النسف بروبوتات وبراميل مفخخة والقصف الجوي بالقنابل والصواريخ المدمرة وزارعة المتفجرات والنسف عن بُعد والتجريف الشامل.
ولفت إلى أنّ التدمير "الإسرائيلي" للأحياء السكنية شمل المنازل والشوارع والبنى التحتية والمنشآت التعليمية والشرطية والخدماتية والاقتصادية، بما يجعل من شبه المستحيل عودة الفلسطينيين للعيش في تلك المناطق.
وأضاف، أن "نمط التدمير الشامل يدل بشكل قاطع أنه لم يكن له أي ضرورة عسكرية بل جاء بهدف التدمير والمحو الكامل للأثر الفلسطيني المادي والحضاري وذلك في انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي".
ووثّق المرصد الحقوقي، استهداف الاحتلال عشرات المعالم الأثرية والحضرية مثل المساجد والكنائس والمواقع والمباني الأثرية والتاريخية والمتاحف العامة والخاصة والمراكز الثقافية والجامعات التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية غزة الحضارية.
وشدّد على أنّ المواقع التراثية والتاريخية في غزة هي ملك للإنسانية وتحمل قيمة ثقافية وتاريخية تتجاوز الحدود الوطنية ما يوجب على المجتمع الدولي الدفاع عن هذه المواقع وحمايتها من التدمير المنهجي.
ودعا الأورومتوسطي، إلى إطلاق تحقيق دولي محايد في انتهاكات "إسرائيل" والضغط الفعلي عليها لوقف جرائمها في قطاع غزة ومحاسبتها وتقديم العدالة للضحايا.