قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة "مروعة حقا"، في ظل استمرار قصف الاحتلال.
وأفاد في منشور على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، بأن الصحة العالمية وشركاءها وصلوا إلى المستشفى قبل يومين في ظل الهجمات والقصف "الإسرائيلي"، وسلموا 5 آلاف لتر وقود، وكميات من الغذاء والدواء.
وأوضح "غيبريسوس" في منشوره، أن المنظمة نقلت ثلاثة مرضى من كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء؛ لمتابعة تلقي العلاج، لافتًا إلى رفض "إسرائيل" تعسفيًا وصول أفراد تابعين للصحة العالمية إلى مستشفى كمال عدوان، الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن هذه التطورات حرمت المستشفى من العاملين المتخصصين في الرعاية الجراحية والتوليدية.
وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة لـ "حماية الخدمات الصحية وإيقاف أجواء الجحيم".
والليلة الماضية، زرعت قوات الاحتلال 3 روبوتات متفجرة في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، كما أطلقت الطائرات المسيرة من طراز "كواد كابتر" أكثر من 10 قنابل حتى الآن على المستشفى، مما أدى لاندلاع حريق في الطابق الثالث.
وقال مدير عام مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، إن طائرة مسيرة استهدفت مساء الإثنين، محول الكهرباء داخل المستشفى بقتبلة من طائرة مسيرة وسببت له أضراراً بالغة.
وبيّن أبو صفية، في تصريحات إعلامية، أن المشهد يتكرر بشكل يومي، من خلال الاستهداف المستمر لمبنى المستشفى والكوادر الطبية فيه، لافتًا إلى أن طيران الاحتلال استهدف أمس 4 سيارات إسعاف جديدة تم إحضارها بالتنسيق مع DCO، حيث تم تعطيل 3 منها وإصابة اثنين من المسعفين.
وأضاف، أن الاحتلال استهدف أمس قسم العناية المركزة للمرة الأولى من قبل القناصين، ما أدى إلى إصابة جميع نوافذ المستشفى.
وأشار إلى، أن أي شخص يتحرك داخل أجنحة المستشفى كان معرضًا لخطر الإصابة، مما خلق وضعًا خطرًا جدًا للمرضى والموظفين، متابعًا: "نقدم الرعاية الطبية لبعض المصابين في الممرات".
وأوضح أن المستشفى تلقى 5 شهداء وحوالي 29 إصابة منذ الأمس، متابعًا: "نحن حاليًا نمر بساعات صعبة بدون كهرباء أو أكسجين أو ماء، والوضع يزداد سوءًا وستتحول المستشفى إلى مقبرة للجميع".
ولفت إلى أن الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف التي تم تنسيقها من خلال DCO، مما أسفر عن إصابة اثنين من المسعفين، وتعطيل 3 من أصل 4 سيارات إسعاف.
وبيّن أبو صفية، أن هناك احتياجات صيانة عاجلة، مثل: إصلاح المولدات، والكهرباء، والمياه، وإمدادات الأكسجين، مردفًا: "لا يمكننا الخروج لإصلاح الأضرار التي تسببت بها الاستهدافات يوم أمس واليوم".
وناشد أبو صفية، العالم للمساعدة بشكل عاجل، وحماية دولية للنظام الصحي وموظفيه، منوهًا إلى أنه "حتى الآن لم نتلقَ أي ضمانات أو وعود من أي شخص للتدخل وحماية النظام الصحي".
واستطرد قائلاً: "هذا النقص في الدعم هو السبب في أننا نجد أنفسنا وحدنا في هذا الوضع، ولا نرى أحدًا في العالم يقف إلى جانبنا، رغم ادعاءات الإنسانية والديمقراطية، فنحن نتعرض للاستهداف بهذه الطريقة دون أن يتدخل أحد أو يدين هذه الأفعال".
وتتعرض مناطق شمالي قطاع غزة منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لاجتياح إسرائيلي خلّف أكثر من 4000 شهيد ومفقود و12,000 جريح و2000 معتقل، فضلًا عن تدمير القطاعات الحيوية والبنية التحتية. ويعاني المواطنون المحاصرون مجاعة حقيقية بعد نفاد جميع أنواع الغذاء، كما يفتقر معظمهم إلى مياه نظيفة، في ظل استمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات والمواد الغذائية للمحافظة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يرتكب جيش الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود.