فلسطين أون لاين

دمر الاحتلال منزلها..

تقرير الحملاوي.. طفلة فلسطينية تحلم بالعودة إلى مدرستها

...
الحملاوي.. طفلة فلسطينية تحلم بالعودة إلى مدرستها
غزة/ هدى راغب:

في ظل قسوة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل على قطاع غزة، يبقى الألم أكثر قسوة على الأطفال الذين يُحرَمون من أبسط حقوقهم في الحياة، فالطفلة نور الحملاوي، التي لم يتجاوز عمرها 15 عامًا، هي واحدة من هؤلاء الأطفال الذين عانوا من ممارسات الاحتلال.

قبل أكثر من عام، كان منزل نور يقف شامخًا بأعمدته في مخيم البريج وبالتحديد في بلوك 12، وسط القطاع، يعد الملاذ الآمن لها ولعائلتها، تقول: "هناك كنت أجد راحتي في غرفتي الصغيرة، فقد كانت بمثابة عالمي الخاص، حيث احتفظ بكل ذكرياتي فيها وأحلامي". 

لكن هذا الملاذ لم يدم طويلاً، إذ دمر الاحتلال منزلها بالكامل منذ بداية حربه على غزة، ولم يبقَ لها من مكان تأوي إليه سوى ذكرياتها التي تلاحقها في كل لحظة.

ورغم مرور أكثر من عام على الحادثة، إلا أن الحملاوي لا تزال تروي تفاصيل منزلها بكل حنين، مضيفة بصوتٍ يملؤه الأسى: "كنت أحب غرفتي، كنت أدرس فيها، وألعب، وأحلم، أقضي معظم وقتي فيها، لكن الاحتلال دمر كل شيء، حتى أحلامي".

ومنذ الأيام الأولى للحرب اضطرت النزوح من منزلها بسبب عنجهية القصف وسياسة الاحتلال في التدمير، وعادت الكرة عدة مرات متنقلة في وسط القطاع وجنوبه، لافتة إلى أنها في هذه الأيام العصيبة تفقد والدها الذي توفي جراء إصابته بجلطة دماغية قبل الحرب بفترة.

لكن مأساتها لم تتوقف عند هذا الحد، فعلاوةً على فقدانها منزلها، فقد فقدت حقها في التعليم، وهو حق يكفله لها القانون الدولي، ولكن الاحتلال حرمها منه

وتوضح الحملاوي أن مسيرتها التعليمية ضاعت بين أزمة كورونا والحرب الإسرائيلية، متابعة: "كنت أحب مدرستي، وأرسم أحلامي المستقبلية، ولكن بعد تدمير بيتي، واستمرار الحرب أغلقت المدارس أبوابها في وجهنا كطلاب لتستقبل بدلًا منا نازحين، ولكني أحلم بالعودة إلى مدرستي وملاقاة صديقاتي في ساحة المدرسة".

وتتذكر اليوم الأول للحرب فقد كانت تتجهز للذهاب إلى مدرستها، لتجد نفسها الآن بعيدة عن عالمها الذي كانت تعيش فيه، مشيرة إلى أن كل ما تريده هو العودة إلى مكان يشعرها بالأمان، حيث تسترجع لحظات السعادة في مدرستها التي كانت لها بمثابة بيت ثانٍ.

مع مرور الوقت، لا تزال الحملاوي أكثر تمسكًا بأملها في العودة إلى مدرستها والوقوف فؤ طابور المدرسة بدلًا من للطابور الطابور الخاص بتعبئة المياه وتكيات الطعام.

ورغم الظروف الصعبة، إلا أن إشراقة الأمل لا تزال تضيء قلبها، تقول: "سأستمر في الحلم باليوم الذي سأعود فيه إلى مدرستي. رغم أنني فقدت منزلي، إلا أنني لن أسمح للاحتلال أن يسلبني حلمي في التعليم".