قائمة الموقع

الاحتلال يدمِّر محصول الفراولة بالكامل والخسائر تقدَّر بـ11 مليون دولار

2024-12-16T08:16:00+02:00
فلسطين اون لاين

أعلن الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة المهندس محمد أبو عودة، أن محصول الفراولة، المعروف بـ"الذهب الأحمر"، تعرّض لتدمير كامل بنسبة 100% بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، ما أدى إلى خسائر اقتصادية ضخمة تقدّر بـ11 مليون دولار، وهي القيمة المالية لصادرات الفراولة من غزة. 

وأوضح في حديث خاص لـ"فلسطين أون لاين" أن الأضرار طالت كل مراحل إنتاج وتصدير الفراولة، حيث تم تدمير البنية التحتية الزراعية بشكل مباشر، بما في ذلك الأراضي المزروعة، المشتل، والمرافق المرتبطة بالإنتاج كالجمعيات الزراعية وثلاجات التخزين. 

وبين أبو عودة أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تسببت في نزوح المزارعين وعرقلة موسم الزراعة، مما أدى إلى فقدان مورد رزق لما يزيد عن 40 ألف شخص يعملون في هذا القطاع. 

تاريخ وإرث 

وذكر أن الفراولة تعتبر من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في غزة، حيث بدأ إنتاجها في ستينيات القرن الماضي بكمية بسيطة بلغت 1.5 طن، لتتوسع زراعتها تدريجياً إلى أن وصلت مساحتها المزروعة إلى 3500 دونم بإنتاج سنوي يقدر بـ11 ألف طن في عام 2023.  

وأشار إلى أن الفراولة تساهم بنسبة 13.5% من قيمة صادرات الإنتاج الزراعي و16.5% من صادرات الإنتاج النباتي. 

ولفت أبو عودة إلى أن محصول الفراولة من أبرز المحاصيل التصديرية في غزة، حيث كانت تصدر كميات كبيرة إلى الضفة الغربية والدول العربية والأوروبية، وبلغت كميات التصدير 5500 طن سنوياً، وتسهم هذه الكميات في جلب العملة الصعبة وتعزيز الاقتصاد الزراعي المحلي. 

ونبه إلى أن مدينة بيت لاهيا الواقعة في شمال قطاع غزة، القلب النابض لزراعة الفراولة، حيث تُلقب بـ"دُرَّة الشمال زراعياً، وتمتاز أراضيها بعذوبة المياه وخصوبة التربة، إلى جانب مناخها المعتدل الذي يجعلها بيئة مثالية لنجاح زراعة هذا المحصول الذي يُعرف بـ"الذهب الأحمر". 

وأكد أبو عودة أنه بسبب محصول الفراولة أصبحت السياحة الزراعية تمثل اتجاهاً حديثاً ومميزاً في قطاع غزة، حيث لعب محصول الفراولة دوراً ريادياً في إدخال هذا النوع الجديد من السياحة إلى المنطقة. 

ولفت إلى أنه بفضل جودة المحصول العالية وشكله الجذاب، باتت مزارع الفراولة المعلقة مقصداً للسكان المحليين الذين يبحثون عن تجربة تجمع بين جمال الطبيعة وإمكانية المشاركة في قطف الفاكهة. 

وكانت قد بدأت هذه الفكرة في غزة عام 2015، مع إنشاء أول مزرعة سياحية متخصصة في زراعة الفراولة المعلقة، ومنذ ذلك الحين، توسعت التجربة لتشمل خمس مزارع تنتشر في شمال القطاع، خاصة في مدينة بيت لاهيا. 

 حيث توفر هذه المزارع تجربة تعليمية وترفيهية فريدة، حيث يمكن للزوار التعرف على مراحل زراعة الفراولة، والاستمتاع بقطفها مباشرة، مما يعزز العلاقة بين المزارعين والمجتمع المحلي. 

تحديثات عديدة 

وأشار أبو عودة إلى أن زراعة الفراولة كانت تواجه قبل العدوان الإسرائيلي العديد من التحديات التي من أبرزها ندرة المياه العذبة اللازمة لري المحصول، ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار مستلزمات الزراعة والحصار المفروض على القطاع، الذي يمنع إدخال أشتال الفراولة والمعدات الزراعية. 

واعتبر أن تدمير الاحتلال الإسرائيلي محصول الفراولة في غزة هو جريمة اقتصادية تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حيث تفقد غزة ليس فقط محصولاً زراعياً مهماً، بل أيضاً رمزاً اقتصادياً يساهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان المحاصرين. 

ودعا أبو عودة إلى ضرورة تقديم الدعم للمزارعين لتعويض الخسائر، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية والمرافق المدمرة، وتسهيل إدخال مستلزمات الإنتاج، مشيرة إلى أهمية هذا المحصول في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز صمود المزارعين.

اخبار ذات صلة