قائمة الموقع

لماذا يعدُّ كمين القسام في جباليا "أسطوريّ"؟ وما مدى تأثيره على المفاوضات؟ خبراء يوضحون

2024-12-15T16:45:00+02:00
لماذا يعدُّ "كمين الفالوجا أسطوريّ" من حيث الزمان والمكان؟ وما مدى تأثيره على المفاوضات؟
فلسطين أون لاين

في "كمين ملحميّ" بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد توثق لحظة هجوم مقاتليها على شاحنة تقل عددا من جنود الاحتلال غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة في التاسع من الشهر الجاري.

وقالت كتائب القسام في مقطع فيديو إنها استهدفت شاحنات وآليات عسكرية محملة بالجنود الإسرائيليين قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق عن مقتل ضابط وجنديين في كمين القسام في جباليا.

وتظهر المشاهد سيطرة مقاتلي القسام على جرافة عسكرية إسرائيلية قبل إحراقها والانسحاب من المكان، حيث نفذ مجاهدو القسام عملية مركبة، حيث نصبوا كمينا محكما ضد سرية مشاة وآليات العدو قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا".

وظهرت مجموعة من مقاتلي القسام في المشاهد وهي تخطط وتجهز للكمين المركب، وقال أحد المقاتلين إنهم سينفذون كمينا محكما ضد قوات الاحتلال، مشيرا إلى أنه وفقا للمعلومات التي حصلوا عليها من خلال الاستطلاع والرصد الميداني، فإن العدو يتمركز بسرية من لواء غفعاتي غرب جباليا، ومدعمة بقوات أخرى.

كما ظهر في مشاهد القسام جنود للاحتلال الإسرائيلي من المشاة، ثم شاحنة محملة بالجنود، ثم استهداف الشاحنة من قبل مقاتلي القسام، حيث اشتعلت النيران بداخلها.

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استطاعت توظيف عامل المفاجأة في عمليتها الأخيرة، مضيفا أن المقاومة باتت تنقل معاركها في قطاع غزة بين شماله وجنوبه.

وأوضح حنا في تحليل للمشهد العسكري في غزة أن العملية تمت بناء على عملية رصد دقيقة واستطلاع ميداني متقدم، حيث أظهرت المقاومة قدرة عالية على تحديد نقاط ضعف القوات الإسرائيلية واستثمارها بفعالية.

وأضاف أن وجود الجنود الإسرائيليين في المنطقة المستهدفة أظهر شعورا بالأمان الميداني، مما سهّل للمقاومة تحقيق عنصر المفاجأة وتنفيذ الكمين بنجاح.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد في عملياته شمالي القطاع على عدة ألوية، أبرزها لواء غفعاتي، الذي تعرض لخسائر متكررة نتيجة الكمائن المحكمة التي تنصبها المقاومة، لافتا إلى أن هذه العمليات تعتمد على جمع معلومات دقيقة وتخطيط إستراتيجي يشمل مراحل الرصد والتنفيذ والانسحاب.

مرونة ميدانية

وفيما يتعلق بأهمية هذه العمليات، بيّن حنا أن قدرة المقاومة على نقل المعركة بين شمال القطاع وجنوبه تعكس مرونة ميدانية وإستراتيجية.

وأوضح أن العمليات لا تقتصر على ضرب القوات الإسرائيلية فقط، بل تشمل أيضا تحقيق مكاسب نفسية وسياسية من خلال التوثيق الإعلامي الذي يعرض الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها الاحتلال.

وأكد حنا أن هذه الكمائن المحكمة تعتمد على إستراتيجية شاملة تشمل مراحل متعددة، تبدأ بجمع المعلومات الميدانية ورصد تحركات القوات الإسرائيلية، وتحديد العدد المناسب من العناصر والمعدات لتنفيذ العملية، ومن ثم التخطيط لانسحاب آمن بعد التنفيذ، وهو ما ظهر جليا في العملية الأخيرة التي نُفذت خارج نطاق المخيم المدمر.

وأضاف أن وجود الجنود الإسرائيليين في وضع مُستَرخ وبعيد عن حالة التأهب يعكس ضعفا في أمن العمليات لدى الجيش الإسرائيلي، مما أتاح للمقاومة استغلال هذا الوضع لصالحها.

واعتبر أن الصور التي نشرتها كتائب القسام قبل وبعد العملية عززت مصداقيتها وأظهرت حجم الخسائر التي لحقت بالجيش الإسرائيلي.

ويرى حنا أن المقاومة مستمرة في توسيع مساحات القتال خارج المخيمات، مما يضع جيش الاحتلال أمام تحديات أكبر، خاصة مع قدرتها على نقل المعركة بين شمال القطاع وجنوبه بطريقة مرنة ومدروسة.

قال المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن المشاهد التي عرضت أمس من "كمين الفالوجا" غرب مخيم جباليا المحاصر منذ أكثر من 72 يوماً، أكد للشارع الإسرائيلي كذب رواية القضاء على المقاومة.

ومن جهة أخرى، رغم الإمكانيات والقدرات التي يملكها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يفشل استخباراتيا وتنجح فصائل المقاومة الفلسطينية في نصب الكمائن له في مختلف المناطق، وآخرها في غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي يظهر من خلال عجز قوات الاحتلال الموجودة في منطقة جباليا في حماية الجنود الذين استهدفهم مقاتلو كتائب القسام.

فقد نجح مقاتلو القسام -يضيف العقيد الفلاحي- في عملية التسلل والوصول إلى منطقة وجود الجنود الإسرائيليين، ثم تنفيذ الكمين على عدة مراحل، ووصف العملية بأنها نوعية واستخدمت فيها الكثير من الأسلحة النوعية.

وفي تعليقه على كمين القسام في مخيم جباليا، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن هناك عدة ملاحظات تستخلص منه، ومن ذلك تصوير جنود الاحتلال وهم يتنقلون، وتعقب هؤلاء الجنود إلى مناطق دقيقة وحساسة، وهذا يعني جمع معلومات استخبارتية دقيقة تفيدهم في وضع خطة الكمين.

مع العلم أن أحد المقاتلين قال في المشاهد التي بثتها كتائب القسام إنهم رصدوا فرقة من لواء غفعاتي تتمركز في المنطقة المستهدفة، بالإضافة إلى فصيلين من المدرعات والهندسة.

وأعاد العقيد الفلاحي التذكير بما قاله في تحليلات سابقة بأن الإمكانيات والقدرات التي تمتلكها فصائل المقاومة في حرب العصابات تجعلها تختلف عن الجيوش النظامية من حيث الحركة والتسلل والوصول إلى الهدف، بالإضافة إلى المتابعة والرصد.

ويملك جيش الاحتلال الإسرائيلي إمكانيات كبيرة ومنها طائرات مسيّرة تجوب السماء، ومراصد أرضية يمكن أن تقوم بعمليات رصد من مناطق بعيدة، بالإضافة أن القوات الموجودة في المنطقة تشمل فرقا كاملة، و3 ألوية هي: لواء غفعاتي، ولواء 401، ولواء كفير.

وكما يشير العقيد الفلاحي، فإن ما يؤكد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الاستخبارتية هو عجزه عن الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وعلى ضوء الاختلال في موازين القوة وما يجري على الأرض، فإن القوات الإسرائيلية قد تحولت إلى هدف ثابت لمقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، كما يقول الخبير العسكري والإستراتيجي في تحليله للمشهد في قطاع غزة.

فيما قال المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن المشاهد التي عرضت أمس من "كمين الفالوجا" غرب مخيم جباليا المحاصر منذ أكثر من 72 يوماً، أكد للشارع الإسرائيلي كذب رواية القضاء على المقاومة.

وأضاف ياغي في حديث خاص لوكالة "شهاب" أن رواية الاحتلال غير صحيحة ولا تزال تفتقد للمصداقية رغم اجتياح جباليا خلال حرب الإبادة أكثر من 4 مرات، وعليه فإنه يدفع باتجاه الحلول عبر المفاوضات مع غزة، تزامناً مع نتائج الاستطلاع التي تفيد بأن 72 % من جمهور الكيان يريدون صفقة مقابل إنهاء الحرب.

ولفت المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن حزب الليكود ولأول مرة يعقد اجتماعاً مع الائتلاف الحاكم لمناقشة ما بعد الحرب على قطاع غزة، ما يشير إلى أن هناك تقدم إلى حد ما فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى.

وأوضح أن هذا الاجتماع يشير أيضاً إلى أن "إسرائيل" لم تنجح في القضاء على المقاومة كما أن أهداف الحرب قد نُسفت وانتهى بها المطاف إلى الفشل.

وتابع:" كمين الفالوجا والفيديوهات التي يقوم القسام بنشرها للأسرى والمحتجزين تؤكد للشارع الإسرائيلي أن النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو قد فشل".

ونشرت كتائب القسام بالأمس مشاهد من كمين الفالوجا غرب جباليا الذي أسفر وفق اعتراف الاحتلال عن مقتل 3 جنود وضباط وإصابة آخرين، إضافة إلى فيديو يكشف حلم نتيناهو بالقضاء على الأسرى الإسرائيليين.

اخبار ذات صلة