نقلت تقارير عبرية، اليوم الأحد، عن تقديرات للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الوضع في الضفة الغربية حاليا هش جدًا، لافتة إلى احتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم"، فقد أكدت التقديرات الأمنية أن الوضع في الضفة الغربية هو الآن أكثر هشاشة منذ سنوات عدة، وأن انهيار السلطة الفلسطينية قد يحدث بسرعة، لافتة إلى أن هناك مخاوف من أن يغير رجال شرطة السلطة الفلسطينية ولاءاتهم.
ولفتت الصحيفة إلى، أنه في الأسبوع الماضي، كتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع ومجلس الأمن القومي طالب فيها بعقد مجلس الوزراء على وجه السرعة على خلفية من التصعيد في الضفة الغربية والخوف من حدث مهم يجب الاستعداد له.
واعتبر سموتريتش، أن المجموعات المسلحة قد تقوم بانقلاب على السلطة الفلسطينية ومن ثم تعمل ضد "إسرائيل". وهذا أيضا سبب نشاط الآليات الأمنية في جنين على خلفية التهديد الإسرائيلي للدخول إذا لم تتم معالجة المشكلة.
كما حذر الوزير من أن "نسبة التدهور قد تكون سريعة وغير متوقعة"، ولذلك لا بد من انعقاد مجلس الوزراء ووضع خطة عمل سريعة.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن محاولة أبو مازن تنفيذ عملية كبيرة في منطقة سبق أن عمل فيها الجيش الإسرائيلي (جنين)، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى استعادة الردع، إذا كان موجودا أصلا، ولكنها قد تتحول أيضا إلى مهزلة من شأنها أن تؤثر على الضفة الغربية بأكملها.
تجددت الاشتباكات، اليوم الأحد، بين المقاومين وأجهزة الأمن السلطة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال مصدر قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن أمن السلطة لم يبق لديها شيء تفعله أكثر مما فعلته خلال الأيام العشرة الماضية، "وهي تريد البحث عن مخرج تدعي فيه السيطرة على المخيم".
ونقل موقع الجزيرة نت عن المصدر أن "كتيبة جنين قوية، والأجهزة الأمنية لم تستطع اقتحام المخيم بل تمركزوا على المناطق المحاذية، بعدما استهدفوا المدنيين والأطفال بطرق غادرة".
يأتي ذلك في وقت يعم الإضراب مدينة جنين ومخيمها حداداً على استشهاد القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة، وفتى يوم أمس على يدي أجهزة أمن السلطة وتحويل التعليم في المدارس إلى إلكتروني.
وكانت الاشتباكات اندلعت في المخيم أمس السبت بعد قيام أجهزة أمن السلطة بما سمتها عملية "حماية الوطن"، وأسفرت عن مقتل القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أجهزة أمن السلطة تعمل بـ"نموذج نابلس"، وهو النموذج الذي تحدث عنه رئيس الإدارة المدنية في جيش الاحتلال، ويقصد به دخول أجهزة أمن السلطة للمناطق التي كان جيش الاحتلال قد اقتحمها وأضعف فيها البنية التحتية للمقاومة.
وأشارت الصحيفة إلى وجود قرار إسرائيلي رسمي بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها، وأن أجهزة أمن الاحتلال تتصرف وفقا لقرار "الكابيبنت" وتعمل على استقرار السلطة الفلسطينية انطلاقا من المصلحة الأمنية الإسرائيلية، وهي تتابع عن كثب ما يجري حاليا.
وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة أمن السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب، وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وتصاعدت الأحداث مع مقتل الشاب الشلبي خلال عمليات أمن السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين، وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتتهَم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد تعقيد الوضع في الضفة الغربية المحتلةـ والتي تشهد ارتفاعاً كبيراً في وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة، مما أسفر إجمالا عن 811 شهيدا ونحو 6450 جريحا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.