اعتاد الاحتلال الإسرائيلي على ممارسة سياسة الخطوة بخطوة في كل إجراء يمارسه في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، للوصول إلى مخططاته في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، من خلال تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين للأقصى.
ومددت شرطة الاحتلال، أمس، فترة اقتحامات المستوطنين والسياح الأجانب للمسجد الأقصى المبارك لمدة 45 دقيقة إضافية وذلك لأول مرة.
وكانت شرطة الاحتلال أبلغت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في الرابع من شهر كانون أول/ ديسمبر الجاري، عن قرارها بزيادة ساعة اقتحامٍ جديدة صباحًا، بحيث يتمّ إغلاق "باب المغاربة" (الباب الذي تتم من خلاله الاقتحامات) عند الساعة الـ11 صباحًا بدلًا من العاشرة، لكنّ شرطة الاحتلال لم تنفّذ أيًا من ذلك خلال الأسبوع الماضي.
سلب إدارة
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري يقول: إن "هدف الاحتلال تمديد وقت اقتحام المسجد الأقصى لإرضاء اليهود المتطرفين، ليأخذوا حرية أكثر في اعتداءاتهم واقتحاماتهم للأقصى إضافة إلى فرض واقع جديد بقيام شرطة الاحتلال بتقرير فترة الاقتحام دون الرجوع للأوقات".
وأضاف صبري لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف الثالث للاحتلال يتمثل بسلب صلاحيات الأوقاف الإسلامية الأردنية، لأن من صلاحيات الأوقاف تحديد المواقيت والمواعيد"، مؤكدًا أن دخول شرطة الاحتلال على هذا المجال يعني أن الشرطة تجاوزت حدودها.
واستنكر صبري إجراءات شرطة الاحتلال ومحاولات فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، بتحييد الأوقاف الإسلامية عن إدارة الأقصى.
ويمهد الاحتلال من خلال تمديد وقت الاقتحامات، وفق صبري، إلى التقسيم الزماني للأقصى، ووضع اليد عليه من ناحية إدارية، موضحًا أن هذا يؤثر من حيث العبادة على المقدسيين لأن الاحتلال يمدد ساعة الاقتحام لتقترب من موعد صلاة الظهر.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال أبعدت عددًا كبيرًا من المصلين بالإضافة إلى اعتقالهم للتقليل من تواجد المسلمين بالأقصى، لافتًا إلى أن الدول العربية منشغلة عن القدس، والبوصلة منحرفة عنها.
وفي هذا الصدد، بين صبري أن الاحتلال يرى نفسه منفردًا في هذه الإجراءات ولا أحد يردعه، داعيًا أبناء الأمة الإسلامية للتحرك وتحمل مسؤولياتهم تجاه الأقصى الذي هو للمسلمين وليس لأهل فلسطين وحدهم.
تقسيم زماني
من جانبه، قال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي: إن "الخطير في هذه الإجراءات هي اعتياد الشعب الفلسطيني على الاقتحامات التي تتم بصورة يومية من قِبل المستوطنين الإسرائيليين"، مبينًا أن هناك تقصيرا وعدم توجيه لما يجري.
وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين": "المصيبة تتمثل بالاقتحام وليس زيادة فترته، وهذه القضية التي يجب أن يعيها المسلمون وتعيها وسائل الإعلام"، مردفًا "أصبحنا ننقل الخبر بشكل مكرر بحيث لا يؤثر على نفسية السامع الذي يتابع أخبار المسجد الأقصى".
وأوضح أن الاحتلال ماض في مخططاته حتى يهتم الشعب الفلسطيني لآخر خطوة وينسى كل الخطوات السابقة، مؤكدًا أنه آن الأوان أن يكون هناك وقفة حقيقية على قدر الخطورة في القدس.
وعن مدى تفاعل أهل الضفة مع قضية القدس، رأى أن هناك تغييبًا مقصودًا وممنهجًا ومخططًا له من جهات كثيرة بأن يبقى أهل الضفة منشغلين بهمومهم اليومية، وليس الاهتمام بما يجري في القدس.
وأشار إلى أن القدس الآن محاصرة ومتروكة وحدها تواجه مخططات الاحتلال، موضحًا أن إجراء الاحتلال مقدمة لخطوات أخرى، نحو التقسيم الزماني.