فلسطين أون لاين

"تحطيم القيود... غزَّة من الحصار إلى الحرب"..كتاب مصوَّر يسبر غور أحداث حقبة تاريخيَّة حسَّاسة

...
"تحطيم القيود... غزَّة من الحصار إلى الحرب"..كتاب مصوَّر يسبر غور أحداث حقبة تاريخيَّة حسَّاسة
غزة/ فلسطين أون لاين

أصدر مركز معلومات فلسطين "معطى" كتاب  "تحطيم القيود.. غزة من الحصار إلى الحرب" (اضغط للتصفح)، والذي يعد مصدرًا معلوماتيًا ومرجعًا وثيقا، يسبر غور حقبة تاريخية حساسة، مفعمة بالأحداث والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وما واكبها من صدى وتداعيات محلية وإقليمية ودولية.

ويرصد هذا الكتاب العديد من للموضوعات الميدانية، من خلال تغطية شاملة لكافة الأحداث على مدار عام كامل ممتدًا من السابع من أكتوبر عام ٣٠٣٣، ويتضمن أرقامًا ومعلومات جرى الحديث عنها وإضافة تاريخ إصداره.

ويستند هذا الإصدار النوعي إلى مصادر محلية فلسطينية وحكومية، وإعلامية عربية ودولية، علاوة على منظمات وهيئات حقوقية وإنسانية دولية، بالإضافة إلى التقارير الأممية ذات العلاقة، عدا عن المواقع الرسمية للفصائل الفلسطينية وأذرعها العسكرية.

طوفان الأقصى ومقاومة الاحتلال

وفي المضامين، خرج الكتاب انطلاقًا من أسباب حدوث معركة "طوفان الأقصى" فى صباح السابع من أكتوبر، وتداعيات الحصار الذي عاشته غزة على امتداد 18 عامًا دون أن يتحرك الضمير الإنساني لرفع الظلم عن شعب محاصر بلا أدنى مقومات الحياة.

وتعد مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعب الفلسطيني في معركته الطويلة مع الاحتلال والاستعمار والتي بدأت قبل 105 أعوام، حيث كانت فلسطين عام 1918 تحت الاستعمار البريطاني و98.5% من أرضها مملوكة رغم الهجرات اليهودية المبكرة، سيطر الصهاينة على 6% فقط من الأرض بحلول عام 1948.

وعند تأسيس الكيان الصهيوني، طرد 57% من الشعب الفلسطيني وتمت السيطرة على 77% من فلسطين بالقوة، فيما عانى الشعب الفلسطيني من الظلم والقهر طوال العقود الماضية، فقطاع غزة كان تحت حصار خانق منذ 17 عامًا، وتحول إلى أكبر سجن مفتوح فى العالم، وعانى من خمس حروب مدمرة قادتها "إسرائيل".

انتهاكات دون محاسبة

ومنذ عام 2000 وحق سبتمبر 2023، قتل الاحتلال الإسرائيلي 11,299 وأصيب 156,768 آخرين، ورغم هذا العنف، لم تتوقف الولايات المتحدة وحلفاؤها عن تقديم الدعم الكامل لـ "إسرائيل"، ويمنعون أي محاولات لإلزامها بقرارات الأمم المتحدة، ما جعل من إسرائيل "دولة فوق القانون".

توثقت انتهاكات الاحتلال من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ومع ذلك، لم تتم محاسبة إسرائيل على تلك الجرائم.

ورغم اتفاقية أوسلو 1993 التي كانت تهدف لإقامة دولة فلسطينية، قامت دولة الاحتلال بتوسيع الاستيطان وتهويد القدس، ما أدى إلى فشل هذا المسار، فكان رد الشعب الفلسطيني بعد 75 عامًا من الاحتلال، واستمرار القهر والتهجير، كان لابد من رد طبيعي، وعملية "طوفان الأقصى" كانت استجابة ضرورية لمواجهة مخططات التهويد والسيطرة على المقدسات.

انفجار البركان

في عام 2023؛ وبعد سلسلة من المناورات والتنسيقات المشتركة، بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية في التخطيط والتحضير لعملية عسكرية كبرى في مستوطنات غلاف غزة المحتلة، ولعل أبرزها مناورات "الركن الشديد" في الأعوام 2020 -2023، وما شملت من تدريبات قتالية على أعلى مستويات التنسيق، تم تنفيذ العملية في 7 أكتوبر، بعد تخطيط دقيق وشامل استمر لأشهر.

كما عملت المقاومة على تطوير القدرات العسكرية وتوسيع الترسانة الصاروخية وتجهيز شبكة من الانفاق الهجومية، إلى جانب التجهيز الاستخباري من جمع للمعلومات وتحديد الأهداف ووضع الخطط الدقيقة، إلى جانب التخطيط العملياتي من تكتيكات الاقتحام والتنسيق مع القوات الخاصة التي أوكلت لها عمليات دقيقة مثل أسر الجنود والهجمات المفاجئة.

وفي صباح السابع من أكتوبر 2023 انطلقت العملية العسكرية، الي بدأت بضربة صاروخية شاملة، أعقبها اقتحامات برية عبر عدة محاور، وجوية عبر الطائرات الشراعية، أعقبها تصريح القائد العام لكتائب الشهيد عزالدين القسام محمد الضيف والذي أعلن فيها عن بدء عملية "طوفان الأقصى"، وعندها بدأ تسلل المقاومين للأراضي المحتلة بتغطية نارية كثيفة، واندلعت اشتباكات عند القواعد العسكرية الإسرائيلية واختراق ثلاث مواقع عسكرية هامة، وشهدت استيلاء معدات عسكرية، وواجه الاحتلال مقاتلوا المقاومة في 22 موقعا قرب القطاع.

في المقابل؛ استخدم الجيش الإسرائيلي بروتوكول هانيبال لمنع خطف الجنود حتى لو كلف الأمر حياة الأسرى، وبعض الجنود والضباط في الجيش الإسرائيلي وانتشار تطبيق هذا البروتوكول على نطاق واسع في ذلك اليوم وبالفعل تم استهداف الأسرى الإسرائيليين بالطيران الإسرائيلي.

وأعلن الاحتلال لاحقا عن مقتل 1400 إسرائيلي ثم قللتهم ل 1200 بعد أن تبين أن 200 شخص تعود لمقاتلي المقاومة استهدفهم طيران الاحتلال إلى جانب أسرى كانوا بحوزتهم، فيما احتجزت المقاومة 250 أسيرًا إسرائيليا.

حرب إبادة

وضم الكتاب بين جنباته موضوعات تفصيلية، تصل بالقارئ للوقوف بشكل واضح ودقيق على مجريات حرب الإبادة الجماعية المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أعلنها نتنياهو في خطاب متلفز في 7 من أكتوبر، وما واكبها من أزمة إنسانية متفاقمة على مدار عام من اندلاعها، بدعم عسكري وسياسي غربي غير مسبوق لإسرائيل.

حرب إبادة هدفها المعلن محاولة استعادة قوة الردع وتحرير الأسرى وتغيير وعي الفلسطينيين ودعم مفهوم الاستسلام بدلًا من المقاومة، والتهجير القسري إلى مصر.

وبعد مرور عام على بدء حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني في غزة، تكشف الأرقام عن حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها هذه الحرب غير المبررة لعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين، و محافظات و قرى دمرت بالكامل، هذه الأرقام لا توفي حقائق المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني فيغزة. هم ليسوا مجرد أرقام، ووراء كل رقم قصة فريدة لحياة انقطعت، لأحلام تحطمت، ولأسرة شردت.

ونالت حرب من كل مكونات الحياة المدنية، حيث شهدت 3654 مجزرة، وقتلت هذه الحرب ما يربو على 41 ألف فلسطيني و10 آلاف مفقود وجرحت أكثر من 100 ألف آخرين، علاوة على الدمار المنتشر في كل مكان، وتحته جثث ربما تحللت نتيجة لمنع الاحتلال وصول الطواقم الطبية المتبقية لإنقاذ الجرحى، وما أفرزه العدوان الإسرائيلي من حركة نزوح داخلية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب.

وعرج الكتاب بين جنباته على مجريات الحرب الإسرائيلية وما شملها من انتهاكات لحقوق الإنسان، وممارسة حرب إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني وصولا إلى حرب الجنرالات، ثم بين حجم المأساة الإنسانية الممتدة إلى يومنا هذا واستهداف مرافق الحياة العامة من مستشفيات ومدارس وجامعات ودور عبادة وقتل المواطنين الفلسطينيين بدم بارد دون أي اعتبار لمواثيق لقانون الدولي الإنساني.

ولعل أبشع 7 مجازر منذ بدء العدوان الإسرائيلي مجزرة المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023، ومجزرة مخيم جباليا، بتاريخ 31 أكتوبر 2023، ومجزرة مخيم المغازي 24 ديسمبر 2023، ومجزرة مستشفى الشفاء في 18 مارس 2024، ومجزرة مخيم النصيرات للنازحين في 8 يونيو 2024، ومجزرة مدرسة التابعين في 10 أغسطس 2024، ومجزرة مواصي خان يونس 10 سبتمبر 2024.

ووثّق الكتاب جرائم التحريض على الكراهية والإبادة الجماعية وأبرز التصريحات لقادة الاحتلال، إلى جانب جرائم التهجير القسري حيث كشف الاحتلال نيته منذ السابع من أكتوبر تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وفرض واقع جديد وتغيير البنية الديموغرافية في غزة.

وارتكبت قوات الاحتلال كافة أنواع الجرائم التي تخطر على بال الإنسانية من جرائم بحق النساء والأطفال والطواقم الطبية والصحفية والرياضيين والمرضى والمصابين والمشافي ومراكز اللاجئين والقوافل الأممية والدولية وقوافل المساعدات، وما واجهه الأسرى من انتهاكات خطيرة جدا وصلت للاغتصاب والتجويع، منتهكين بذلك كل الأعراف الدولية.

وطالت جرائم الاحتلال كافة مناحي الحياة في غزة بدءا من الحصار المطبق وما تبعه من الحرب على المياه وقطع الكهربا وتدمير البنية التحتية للمياه والكهرباء، واستخدام سلاح التعطيش ضد المدنيين، وجرائم ضد الحيوان والبيئة وتدمير أنظمة المياه والصرف الصحي.

ووثق الكتاب أبرز تصريحات قادة العالم في أول شهر للحرب ومنها ما أدان الاحتلال، والتفاعل الرسمي مع الاحتجاجات المناهضة للحرب، والمواقف الرسمية للدول المختلفة تجاه الحرب على غزة والدعم اللامحدود للاحتلال، والمواقف المناهضة للاحتلال كذلك.

وشهد التفاعل الشعبي العالمي ضد الحرب على غزة احتجاجات شعبية وحراك طلابي وحراك طلابي مضاد، واحتجاجات عمالية ونقابية، حملات مقاطعة للعلامات التجارية المؤيدة لإسرائيل، فيما تتعرض احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية الطالبة بوقف الحرب على غزة لمحاولات تشويش من مؤيدي "إسرائيل" الذين يسعون إلى إيقاف الحراك من خلال أساليب متنوعة.

وعلى صعيد العقوبات والضغوطات الدبلوماسية، فقد أقيمت دعوى ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية طالبت فيها جنوب أفريقيا المحكمة بفرض إجراءات لمنع الإبادة الجماعية، وأصدر مذكرة اعتقال في حق رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين، فيما أصبح جيش إسرائيل على قائمة العار الدولية، وأعلنت المحكمة الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، فيما شهد تحرك أوروبي لفرض عقوبات على إسرائيل.

وعلى صعيد الخسائر العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر؛ اعترف الاحتلال بمقتل 379 قتيل عسكري في اشتباكات مع المقاومة في غلاف غزة، و796 مدني معظمهم قتلوا بنيران صديقة على يد طيران الاحتلال، و 331 جندي قتلوا منذ بدء الغزو البري لغزة.

وتأثرت الدبلوماسية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق في العالم مقابل اعتراف متزايد بدولة فلسطين، فيما شهدت عزلة دولية رغم الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة، وتناقص الدعم الدولي بشكل مستمر، فيما شهدت فقدان سكان دولة الاحتلال الثقة بالجيش وانعدام الأمن مما تسبب بمغادرة أكثر من نصف مليون إسرائيلي وهجرتهم، فيما لم تحقق اسرائيلي أيا من الأهداف الاستراتيجية وخلقت جيلا جديدا من المقاومين في غزة.

المقاومة والدفاع عن غزة

ولأهمية هذا المحور وارتباطه بمجريات الأحداث بشكل وثيق، أفرد الكتاب فصلا خاصا استعرض من خلاله دور المقاومة الفلسطينية فى الدفاع عن المواطنين فى قطاع غزة.

وعلى الرغم من قلة الإمكانيات بالمقارنة مع جيش مدعوم من كل قوى العالم الدولية، إلا أن المقأومين تمكنوا من تسجيل اختراقات في التكنولوجيا الحربية الإسرائيلية، علاوة على تفجير دبابات الاحتلال، وتحييد عدد كبير من جنوده وضباطه وفرقه من العركة.

وتطرق الكتاب لأبرز الأجنحة العسكرية المقاتلة في غزة وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية، وأبرز الأسلحة منها الصاروخية والقذافف والعبوات والطوربيدات وبندقيات القنص إلى جانب شبكة أنفاق كانت سلاحا استراتيجيا للمقاومة وفصائلها في غزة، ومنها الدفاعية والهجومية والتهريب، واعتبرت ملاذ آمن تسمح للشخصيات الرئيسية في المقاومة بالتحرك بسرية دون رصدهم بالأقمار الصناعية.

تطور الصراع في الضفة والداخل المحتل

وسلط هذا الكتاب الضوء على ما يجرى فى الضفة الفربية المحتلة من عدوان همجي شرس، ازدادت وتيرته منذ بدء طوفان الأقصى، حيث ركز الكتاب على جملة من القضايا البارزة على صعيد الضفة، مثل الاستيطان والحواجز العسكرية للاحتلال، واقتحام المسجد الأقصى المبارك واجتياح المدن والمخيمات.

وتصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الحتلة، بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة، واستشهد 768 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، فيما أصيب أكثر من 5552 فلسطينيا، وعلى صعيد الاعتقالات شهدت قرابة 13300 حالة اعتقال.

وأبرز الانتهاكات الاستخدام الفرط للقوة وقمع تظاهرات واقتحامات المدن، وهجمات المستوطنين حيث قتل 13 مواطنا برصاص المستوطنين، وشهدت مئات الهجمات على التجمعات السكنية والأراضي الزراعية، إلى جانب تسليح المستوطنين، وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في عنف الستوطنين منذ 7 أكتوبر 2023، حيث طردت إسرائيل 20 تجمعا فلسطينيا في مناطق مثل وادي الأردن وجنوب الخليل.

كل ذلك إلى جانب الخطة الإسرائيلية المسربة لضم الضفة المحلة، حيث أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة بهدف ضم أكثرمـن 60% من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وتسعى الخطة إلى نقل السيطرة الإداريـة من الجيش الإسرائيلي إلى السلطات المدنية، لتجنب الاتهامات الرسمية بالضم، وسط تأييد الخطة بشكل كامل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وفى ذات الوقت بين أشكال أعمال المقاومة الفلسطينية على امتداد كامل مدن الضفة الفربية، ثم توقعات المرحلة القادمة واستشراف السيناريوهات المنطقية لهذه البؤرة المشتعلة فى ضوء المعطيات الميدانية.

حيث تطور الصراع في الضفة، حيث شنت قوات الاحتلال عمليات عسكرية واسعة استهدفت المقاومة في جنين وطولكرم وطوباس ونابلس، وتصدت المقاومة للاقتحامات ونفذت عمليات نوعية أرقت الاحتلال، وكسرت أمنه.

وتحولت المقاومة في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر من اشتباكات لحظية إلى عمليات أكثر تعقيدا، وأخذت العمليات التي تم تنفيذها بشكل فردي أو بواسطة فصائل المقاومة، وأخذت أشكالا مختلفة من إطلاق نار إلى هجمات باستخدام المركبات، وعمليات طعن وكمائن مزدوجة، وعمليات فدائية ضربت قلب إسرائيل.

وتوسعت رقعة المقاومة لتشمل مدن مثل نابلس وطولكرم وطوباس إلى جانب جنين، كما شملت مناطق مثل الخليل والقدس المحتلة وتل أبيب، فيما تواجه إسرائيل صعوبة في فهم كيفية انتقال الفصائل إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصعيد، فيما أقرت أنها تعتمد على القوة الغاشمة والتوسع الديموغرافي لاستعادة هيبتها.

*عدوان على الضفة*

والأهداف الإسرائيلية المعلنــة لعمليتها العدوانية على الضفة الغربية، فإن العملية ضد جنين وطولكرم هي الأكبر منذ السور الواقي في 2002، ويبرر الاحتلال أن الهدف هو التعامل مع التهديد في الضفة كما تم التعامل مع قطاع غزة، حيث تدمير البنية التحتية والزعم بمنع تهريب الأسلحة، وإجلاء السكان.

وتم تسجيل 63744 انتهاك في الضفة نتاج العمليات العدوانية الإسرائيلية، بينها 13137 اقتحام، و2405 اعتداء للمستوطنين، و3348 عملية هدم بينها 2836 منشأة، و4875 مداهمة منازل، وإقامة 250 نشاط استيطاني، وشرعنة 17 بؤرة استيطانية ودراسة إقامة 13730 وحدة استيطانية، واقتلاع قرابة 10 آلاف شجرة بينها 4 آلاف شجرة زيتون.

وتصاعد إرهاب المستوطن وما رافقه من إجرام وتهجير وقتل تحت حماية قوات الاحتلال، فمنذ بدء العدوان على غزة،  ارتفع عدد الهجمات القي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الفربيةن والمستوطنون يستغلون الانشغال بالحرب لتنفيذ عمليات قتل وتهجير منظمة ضد الفلسطينيين.

ومع استمرار الحرب على غزة، يرى المستوطنون في هذه الفترة فرصة لتوسيع عمليات التهجير والقتل، في ظل حماية جيش الاحتلال ودعم الحكومة الإسرائيلية التطرفة، وسط مخاوف محلية ودولية من مجازر أكبر للمستوطنين بحق الفلسطينيين.

وإلى جانب ذلك كله، قطعت الحواجز العسكرية أوصال محافظات الضفة الغربية المحتلة، وعرقلت حياة المواطنين وعمّقت من معاناتهم اليومية، من تقييد الحركة وتقسيم زماني على حركة المواطنين بينما يتمتع المستوطنون بحرية التنقل بشوراع الضفة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرية الحركة، حيث يتلاعب الاحتلال بالمواطنين من خلال إغلاق وفتح الحواجز بحسب مزاج الجنود وحركة المستوطنين.

*المسجد الأقصى في عين العاصفة*

بعد السابع من أكتوبر صعّدت سلطات الاحتلال وجماعات الهيكل المتطرفة من ممارساتها التنكيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، حيث تركيب أبراج التجسس ونصب كاميرات مراقبة وحواجز حديدة وأسلاك شائكة وإغلاق حواجز عسكري في وجه المقدسيين والمصلين المتوجهين للمسجد الأقصى.

وحسب قانون دولى تم اعتماده خلال الحكم العثماني، ينص على أن الأقصى ملـك خالص للمسلمين، ولا يجوز لأي قوة تغـيير وضعه أو السيطرة عليه، فيما يسعى الاحتلال لتحويل المسجد من مكان إسلامي إلى مكان مشترك، ثم تعزيز السيطرة على المسجد عبر إدخال مستوطنين وإدرة يهودية موازية للاوقاف الإسلامية، في الوقت الذي يكرس فيه حصار المسجد بمنع دخول المسلمين وتقليل أعددهم عبر إجراءات عسكرية وأمنية مكثفة.

تغيير قواعد اللعبة

غيّرت عملية طوفان الأقصى قواعد اللعبة، حيث نهاية المعارك الخاطفة اللتي لطالما اعتمدت إسرائيل على الحروب السريعة كأداة استراتيجيـة لتحقيق أهدافها بسرعة، مثل حرب 1967 الي انتهت في 6 أيـام، إلى جانب فقد القدرة على الردع، فالحرب في غزة بـدأت بنهج خاطف، لكنها تحولـت إلى حرب طويلة بسبب عدم قـدرة إسرائيـل على الـردع وتحقيق أهدافها بسرعة.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية من كسر تكتيكات المعارك الخاطفة باستخدام تكتيكات الحروب غير المتكافئة، مما أجبر إسرائيل على الدخول في حرب استنزاف طويلة، و مع استمرار المقاومة في الصمود، وجـدت إسرائيـل نفسها مضطرة لمواصلة الحرب رغم تزايد تكاليفها السياسية والاقتصادية.

وتوسعت الحرب إقليميا حيث الغزو الإسرائيلي للبنان، والهجوم الإيراني وزيـادة العمليات على جبهات متعددة، يبرز أن الحرب لم تعد مقتصرة على غزة وحدها بـل أصبحت إقليمية، لتسجل أكبر تعبئة منذ عام 1973، حيث حشدت إسرائيل 360 ألف جنـدي احتياطي، في أكبر تعبئة لها منذ حرب أكتوبـر لتواصل حربها الممتـدة.

ولم يغفل الكتاب عن النظرة الخارجية للأحداث، والمتمثلة فى المواقف الدولية من الجرائم الإسرائيلية وأثرها السلبي في استمرار الحرب وقتل المدنيين من الشعب الفلسطيي، مع تخصيص جانب يلقي الضوء على انحياز مؤسسات المجتمع الدولى للقاتل المجرم داعمة له ضد الضحية الفلسطينية المعتدى عليها.

نهاية متوقعة

منذ تأسيس إسرائيل، كان مفهوم الردع هو الأساس في استراتيجياتها الأمنية، وبعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعهدت إسرائيل باستعادة الردع، لكن التحليلات تشير إلى فشلها في تحقيق ذلك حق بعد عام من حرب غزة، على الرغم من استخـدام قوة غير مسبوقة، فشلت إسرائيل في إضعاف حماس بشكل حاسم، إلى جانب الانتقادات الدولية والخسائر المرتفعة في صفوف الجيش الإسرائيلي زادت من الشعور بالضعف.

إن هذا الكتاب بما يحتويه من معلومات واحصاءات ومعطيات وتحليلات، يمثل مرجعا وثيقا ومستندا علميا لمجريات الأحداث الراهنة، ويثبت بشكل منهجي ورقمى ما تعانيه غزة وما تزال من أزمة إنسانية شاملة على جميع الأصعدة وفى كافة للمستويات.

كما يعتبر هذا الإصدار تأسيسا لبناء مزيد من الجهد المعلوماتي والاحصاليي لمجريات الأحداث المتعقلة القضية الفلسطينية، المفتوحة على العديد من المستجدات في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية وإجرام الاحتلال، وما يقابله من لوحة صمود شعي وثبات أسطوري.

كما وضع الكتاب أحداث 7 أكتوبر في السياق الأوسع، وهو سياق الاستعمار والاحتلال الأجنبي، والتأكيد على أن الاحتلال يمثل تهديدا للأمن العالمي، و كشف زيف الحكومات الداعمة للاحتلال، ويجب أن تدرك الشعوب للكذب والخداع من الحكومات الساندة للاحتلال، وعدم اعتراف هذه الحكومات بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة.

وكان في ختام الكتاب لابد من توجيه التحية لكل أحرار العالم الذين عبروا عن رفضهم للاحتلال، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية حرية وعدالة وكرامة إنسانية، في مواجهة احتلال بفيض وسياسة فصل عنصري وتدمير منهجي وإبادة جماعية.