في كل مرة يركب صيادو غزة البحر يدركون أنها قد تكون رحلتهم الأخيرة لكنهم مضطرون للقيام بها لتأمين لقمة العيش لهم ولأطفالهم.
وتتمركز زوارق الاحتلال الحربية في عرض البحر قبالة قطاع غزة، وتستهدف بقذائفها ونيران أسلحتها الرشاشة قوارب الصيادين وحتى شاطئ القطاع من شماله إلى جنوبه.
الصياد تيسير بصل (20 عامًا) من مخيم الشاطئ اضطرته الظروف القاسية إلى استئناف العمل في بحر خان يونس حيث نزوحه الأخير في محاولة لتأمين الرزق لعائلته.
عند نزوحه إلى خان يونس استأجر تيسير قارب صيد وبدأ العمل من الصفر، فلا يملك مال ولا يتوفر له أي من معدات الصيد.
يقول لـ "فلسطين أون لاين": نبحر مسافة قصيرة لا تتجاوز 500 متر نتعرض خلالها لمطاردات زوارق الاحتلال التي تطلق الرصاص والقذائف صوبنا فنضطر للمغادرة سريعا.
ويتابع، المسافة المحدودة التي نبحر لها لا تتوفر فيها الأسماك لذلك تكون رحلتنا المحفوفة بالمخاطر العالية غير مجدية.
وأضاف بصل: نواجه مخاطر البحر ومخاطر الاحتلال المستمرة بحق الصيادين في طول بحر القطاع. نعمل وسط مخاوف من الإصابة القاتلة على أيدي الاحتلال.
ووفق وزارة الزراعة، فمنذ حرب الإبادة استشهد 200 صحفي ودمر الاحتلال 270 غرفة للصيادين من أصل 300، و1800 مركب من أصل 2000 إلى جانب تدمير ميناء غزة الرئيسي و5 مراسي دمرت بالكامل.
وأكد بصل، أن أكثر من عملية ملاحقة اسرائيلية استهدفته ومساعده وهم في البحر، وقال: كثيرة الحوداث التي تعرضنا لها، لكننا نجونا بفضل الله.
وفي بداية الحرب "الإسرائيلية" على غزة منعت قوات الاحتلال الصيادين من العمل في البحر ودمرت مرافئ الصيادين وغالبية قواربهم.
ومع طول مدة الحرب، وحالة التجويع، بدأ العشرات من الصيادين من أصل أكثر من 4500 صياد يعمل في المهنة، بالعودة الخفيفة للعمل في نطاق مسافات محددة في البحر بحثا عن لقمة العيش.
يقول مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر، إن الانتهاكات توزعت خلال الأشهر الماضية بين إطلاق النار والقذائف باتجاه المراكب المبحرة والراسية، إضافة لاعتقالات، ومصادرة مراكب وتدمير معدات الصيد.
وذكر بكر في تصريحات صحفية، أن متوسط الاعتقالات في كل شهر بمعدل 5 صيادين، بينما بلغ متوسط الاعتداءات من 30 – 40 اعتداء، أما متوسط الأضرار بلغت من 3 – 4 أضرار.
وبلغ عدد اعتقالات الصيادين على مدار الأشهر الثمانية الماضية 27 صيادًا، موزعين شهريًّا كالتالي، يناير: 4 صيادين، فبراير: صيادَين، نيسان: صيادَين، مايو: 4 صيادين، حزيران: 5 صيادين، تموز: 4 صيادين، أغسطس: 6 صيادين.
وتعرضت مراكب الصيادين لأكثر من 100 عملية إطلاق نار خلال الأشهر الماضية، بالإضافة لتدمير عدد من كشافات الإضاءة لأكثر من 10 قوارب.
وارتفعت انتهاكات الاحتلال ضد الصيادين وتيرتها العام الحالي 2023، مقارنةً بالعام الماضي، حيث اعتقل الاحتلال خلال 2022، 63 صيادًا، وأصاب 9 صيادين، وصادر 23 حسكة.