في ظلِّ استمرار حرب الإبادة الجماعيَّة والمجاعة الَّتي يفرضها الاحتلال الإسرائيليُّ على قطاع غزَّة، أصبحت فرق تأمين المساعدات الإنسانيَّة هدفًا مباشرًا للآلة العسكريَّة الإسرائيليَّة، إذ تحوَّلت هذه المساعدات، الَّتي تمثِّل طوق نجاة للسُّكَّان المحاصرين، إلى محور استهداف مزدوج؛ إذ تقصف قوَّات الاحتلال فرق الحماية بلا هوادة، فيما تعمل عصابات مدعومةً منه على نهب الشَّاحنات.
فجر اليوم الخميس، استشهد 15 فلسطينيًّا وأصيب آخرون بقصف إسرائيليّ استهدف عناصر تأمين المساعدات قرب منطقة الأكواخ على شارع الرَّشيد شمال غرب رفح. وكانت هذه الفرق تعمل على حماية شاحنات تحمل موادَّ إغاثيَّةً حيويَّةً مثل الطَّحين والخيام لإيواء العائلات المتضرِّرة.
زرع الفوضى
الناشط محمد أبو حسنة كتب على منصة "إكس": "فرق التأمين نجحت بإيصال الشاحنات إلى المخازن، فكان الرد قصفًا إسرائيليًا أسفر عن استشهاد 15 متطوعًا. هؤلاء أبطال يعملون في وجه عصابات الاحتلال التي تسهل (إسرائيل) عملها لتنهب المساعدات وتزرع الفوضى".
وفي تغريدة أخرى، قالت الناشطة بتول عبد الله: "الاحتلال يدير الفوضى بعناية. بعد استهداف فرق التأمين، تم نهب 80 شاحنة مساعدات.. الاحتلال يدير هذه الفوضى بعناية، فبينما يتهم بعض الأطراف فرق التأمين بالسرقة، يسهل للاحتلال وعصاباته القيام بسرقات منظمة. غزة لن تصمت على هذا الاحتلال القذر!"
وقال الناشط "تامر" عبر حسابه: "لا يزال الاحتلال يقتل بطلاً تلو الآخر. ليلة مؤلمة استشهد فيها 15 من أبطال تأمين المساعدات في خانيونس ورفح. هؤلاء الشهداء كانوا يعملون على حماية المساعدات من عصابات تدعمها (إسرائيل) لإشاعة الفوضى. هؤلاء الأبطال يدركون أن احتمال عودتهم إلى عائلاتهم ضئيل جدًا، لكنهم يواصلون عملهم بشجاعة. غزة تُذبح بصمت."
وفي منشور على "فيس بوك"، أوضح أحمد الطناني أن الاحتلال استهدف نقاط التأمين الرئيسية التي يديرها الأمن ولجان الحماية الشعبية، بعدما نجحت هذه اللجان على مدار يومين في تأمين شاحنات المساعدات ومنع سرقتها عبر مسار جديد يمتد من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) إلى جنوب القطاع عبر الشريط الساحلي.
وأضاف أن هذا الاعتداء أسفر عن نهب جميع الشاحنات التي كانت تحمل مواد إغاثية حيوية، مثل الطحين والطرود الغذائية والخيام لإيواء العائلات المتضررة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يعمد إلى تعزيز الفوضى وتجويع السكان عبر استهداف جهود التأمين، بينما تتولى عصابات مدعومة منه استكمال النهب والسرقة على الأرض.
مخطط خبيث
أما الكاتب الصحفي أحمد الكومي فقال عبر حسابه: إن "العدو الإسرائيلي يدير مخطط خبيث لنشر الفوضى وإبقاء حالة الفقر والجوع. يسمح بإدخال المساعدات لتجنب الضغوط الدولية، ثم يعود لنهبها عبر عصاباته. العالم وقع في فخ أكاذيب الاحتلال".
ودون جهاد حمزة عبر حسابه: "العدو يسعى من خلال استهداف فرق تأمين المساعدات إلى زرع الفوضى وزيادة النزاعات الداخلية، حيث تتعرض المساعدات للنهب ثم تُباع بأسعار مرتفعة. لكننا صامدون في وجه هذا المخطط ولن نتخلى عن صبرنا وإيماننا".
أما الدكتور كمال الهندي، فقال إن "(إسرائيل) لا تكتفي بتجويع أكثر من 2.5 مليون فلسطيني بإغلاق معابر قطاع غزة، بل تُجند قُطاع الطُرق والبلطجية اللذين ينهبون المساعدات ويقومون بتخزينها على مقربة من الحدود الإسرائيلية.
ولفت الهندي إلى أن (إسرائيل) لا تُدخل مساعدات وبضائع إلى قطاع غزة وإن دخلت يتم نهبُها من العصابات التابعة للاحتلال وإن حاول السُكان تأمين هذه المساعدات يقوم الجيش الصهيوني بقصفهم.
وعلى مدار شهور الحرب الدموية، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي نشر الفلتان وتغذية الفوضى من خلال استهداف عناصر الشرطة ومقارّها، والقائمين على تأمين دخول المساعدات من اللجان الشعبية التي جرى تشكيلها من جميع فئات المجتمع؛ لإفشال مخططات الاحتلال في قطاع غزة.