قائمة الموقع

الشَّهيدة الصَّحفيَّة الشَّنطي .. عايشت الجوع والنُّزوح والتَّشرُّد صامدة حتى لحظتها الأخيرة

2024-12-12T08:45:00+02:00
فلسطين أون لاين

حتى آخر لحظات حياتها شاركت الصحفية الشهيدة إيمان الشنطي متابعيها من غزة وخارجها لحظات الخوف والنزوح والتشرد والمجاعة، وفي كل مرة تؤكد على الصمود وعدم التزحزح من غزة لتركها فارغة للاحتلال "الإسرائيلي"، وتبث مشاعر التفاؤل برغم الألم بأن النهاية الجميلة قريبة لكن لم يتوقع أحد أن تكون تلك النهاية رحيلها وأسرتها شهداء في قصف "إسرائيلي" غادر تاركين خلفهم الابنة الأكبر بنان "13 عامًا" تقاسي ألم الإصابة.

وقت قصير

كان الوقت قصيرًا جدًا بين آخر منشور نشرته الصحفية الشنطي على صفحتها عبر " الفيسبوك" تقول فيه " معقول أنه  لساتنا عايشين لحتى الان .. الله يرحم الشهداء" ليتم تداول خبر استهداف شقة أسرتها وارتقائها شهيدة مع زوجها وثلاثة من أبنائها.

تقول صديقتها الصحفية إسراء العرعير : " إيمان صوتنا الجميل، ضحكتنا الحلوة، مدرستنا في التفاؤل، وحب الحياة، قتلها الاحتلال وقتل كل شي حلو معها".

وتضيف:" كانت مميزة في كل مجالات الحياة، كان الجميل فيها ثقافتها العالية، وروحها المرحة وعلاقتها الجميلة مع الجميع، وهذا ما تجلى خلال الحرب الأخيرة حيث برغم كل الصعوبات التي عايشتها أثناء صمودها في غزة لم تتغير أبدًا وكانت تبث التفاؤل للجميع".

وشكَّل استشهاد إيمان التي كانت تنشر تفاؤلها بقرب نهاية " حرب الإبادة" صدمة لمحبيها وزميلاتها فلم يكونوا يتوقعون رحيلها دون أن تشهد تلك اللحظة التي انتظرتها طويلًا، " كنا نأمل أن تنتهي هذه الحرب ونلتقي ونعود لحياتنا ما قبل تلك اللحظات الأليمة".

وتمضي العرعير بالقول:" فقدُ إيمان خسارة كبيرة للوسط الصحفي، فقد كان صوتها الإذاعي مميزًا، وبرنامجها لديه متابعون كثر، وتبحث عن كل ما يلامس هموم الناس".

وكانت علاقات إيمان الاجتماعية – وفق العرعير- بزميلات العمل مميزة، فكان " الود" يطغى على علاقاتها ، " فكانت دائما ترفع شعار " بكرة أحلى" وتبث التفاؤل في قلوب زميلاتها بأن القادم أفضل ، فكانت كل التجمعات معها تسودها أجواء من الضحك والتفاؤل".

أما الصحفية ربا العجرمي فكتبت عن الشهيدة الشنطي" كيف أرثيكِ يا إيمان ؟!!! ما أصعب هذا السؤال .. كيف يمكنه أن يقضم قلبي ويعتصره إلى هذا الحد!!لمن لا يعرف إيمان فهي صديقة تحمل قلب عصفور لا تؤذي أحدًا، لا تكره أحدًا، لا تحقد على أحد، ولا حتى تغار من أحد، تحمل قلب أمٍ حنون كانت تحتوي فيه من حولها".

وأضافت :" إيمان كانت صديقة مُلهمة تحمل أفكاراً مبدعة، كانت تحلم أن تكون مخرجة أفلام وثائقية وكانت مجتهدة جدًا وتسعى نحو هذا الهدف كانت تقرأ وتسمع وتشاهد وتدوّن وتتعلم، وكانت دائماً تحدثني أنها تناقش أفكارها مع شخصياتٍ وازنة في هذا المجال وتروي لي كيف كانوا يعجبون من كتاباتها وأفكارها".

ولفتت العجرمي إلى أنّ إيمان صمدت "حتى النهاية" في شمال القطاع، "جاعت وعطشت وأكلت الشعير وشربت الماء الملوث هي وأطفالها كانت تقول لي   أن طعمها مُرّ، وأن من يتحدث عن المجاعة ليس كمن يعيشها، ورغم ذلك كانت تقسم طعامها نصفين وتعطيه لكل من كان يدق بابها سائلاً عنه ".

وأشارت العجرمي إلى أن الشهيدة الشنطي هاتفتها في ليلة استشهادها واعتدت وعدها لها بأن ستكون أول من يستقبلها حين عودتها إلى غزة من جنوب القطاع ليقطع صوتها صوت الأحزمة النارية والقصف العنيف، "قالت لي  والله مستشرسين يا ربا حبيبتي أنا اسفة بس بدي أسكّر الخط وأروح أتطمن على الأولاد وديري بالك على حالك".

اخبار ذات صلة