قائمة الموقع

هل ستردُّ الثَّورة السُّوريَّة على العدوان الإسرائيليِّ؟

2024-12-10T20:46:00+02:00
هل ستردُّ الثَّورة السُّوريَّة على العدوان الإسرائيليِّ؟

بعد فشل العدو الإسرائيلي في مخططه الهادف إلى جر سوريا إلى حرب أهلية لعدة سنوات، وبعد فشله في جر حزب الله وإيران إلى معارك طائفية داخل الأراضي السورية، اكتشف العدو الإسرائيلي حقيقة الانتصار الكبير الذي حققته الثورة السورية في غضون أيام، فكانت النتائج الميدانية مغايرة لكل المخططات الإسرائيلية، لذلك اضطر العدو الإسرائيلي إلى ممارسة الإرهاب بجيشه، بعد أن استعصى عليه ممارسة الفرقة داخل المجتمع السوري.

العدوان الإسرائيلي الإرهابي على مواقع الجيش السوري، وتدمير مقدرات سوريا الأمنية، وشن أكثر من 250 غارة إرهابية في ليلة واحدة، كل هذا العدوان ليشير إلى ان العدو الإسرائيلي بات قلقاً من المستقبل، وخائفاً من المتغيرات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة، فكان العدوان بمثابة رسائل تحذير مبكر لقيادة الثورة السورية، والتي تقرأ الواقع بعيون الذكاء والانتماء، وهي تقف امام خيارين:

الخيار الأول: عدم انجرار الثورة السورية إلى معركة غير متوازنة، وعدم الرد على الاستفزازات الإسرائيلية المتعمدة، مع التراخي في ردة الفعل الميداني، إلى حين ترتيب الوضع الداخلي، مع الأخذ بكل أسباب الحذر، وتأمين ما يمكن تأمينه من أسلحة ومعدات تخص الجيش السوري ،بعيدة عن مرمى القصف الإسرائيلي، حتى يتم عبور هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ المنطقة ككل بسلام، ولهذه الطريق مخاطرها على الحالة النفسية للمجتمع السوري، ولها انعكاساتها على ثقة المجتمع بالثورة، إذا عشقت التريث.

الخيار الثاني: ويتمثل في العمل على تشجيع التنظيمات الفلسطينية والسورية للعمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وللأرض العربية بشكل عام، وهذا يعني عدم التريث والانتظار، والبدء المبكر في عمليات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة العدوان الإسرائيلي من خلال تنشيط الأعمال الفدائية، والعمل على توريط الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وامتصاص قدراته، مع التركيز على عمليات نوعية مدروسة وحساسة، أقرب إلى تلك العمليات الفدائية التي نفذها تنظيم حزب الله في لبنان، عشية الاحتلال الإسرائيلي للأرضي اللبنانية سنة 1982، وأزعم أن هذا الطريق هو الأقرب إلى أيديولوجية الثورة، والأقرب إلى مزاج الشعب السوري، الذي ملّ الوهن والخنوع.

المواجهة بين سوريا العربية والعدو الصهيوني حتمية، ولا مناص من ذلك، فالحق والباطل لا يتجاوران، والشعب السوري، ومعه الشعوب العربية يلتف خلف قيادة الثورة، شرط أن تتبنى مشروع المقاومة، وللمقاومة أذرع تمتد مع الأيام في كل البلاد العربية، فالأمة كلها ملت الانتظار، وعافت بيانات الشجب والإدانة للعدوان الإسرائيلي، والجماهير العربية تنتظر الفعل الميداني على جبهة سوريا، بعد عشرات السنين من الصمت والحديث الواهم عن تحقيق التوازن الاستراتيجي، الذي لم يتحقق، ولن يتحقق إلا من خلال المواجهات اليومية، وتصعيد الصراع مع القوى الصهيونية الغازية، والطامعة بمقدرات كل الأمة العربية.

اخبار ذات صلة