كشفت تقارير عبرية جديدة، ارتفاع معدلات استهلاك المخدرات والإدمان في المجتمع بالتزامن مع استمرار جيش الاحتلال في حربه على غزة وما تركته من زيادة في عدد المصابين بأمراض نفسية بين الجنود.
وأوضح موقع "واللا " العبري، أن اللجنة الخاصة لمحاربة ظاهرة الإدمان على المخدرات والكحول في الكنيست عقدت اجتماع لمناقشة التداعيات الخطيرة لانتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات والكحول.
وأشار الموقع العبري إلى، أن المعطيات تشير إلى أن واحد من كل ثلاثة شبان من الفئة العمرية بين 18 إلى 26 مدمنون على المخدرات والكحول بسبب الحرب على غزة.
فيما بلغ 53% من الشبان " الجنود" الذين يعانون من صدمة ما بعد الحرب مدمنون على المخدرات.
وبين الموقع العبري، أن ارتفاع أعداد الشبان الذين يعانون من حالات الخوف والكآبة بنسبة 30% مقارنة بما كانت عليه عام 2019.
وقال الطبيب النفسي شاؤول ليف - ران، مؤسس المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية في نتانيا وسط إسرائيل، لوكالة الصحافة الفرنسية: "في رد فعل طبيعي على الضغط النفسي وبحثاً عن الراحة، نشهد ارتفاعاً كبيراً في تناول مختلف المواد المهدئة المسببة للإدمان، سواء كانت أدوية عبر وصفة طبية أو مخدرات غير مشروعة أو كحولاً وأحياناً في السلوك الإدماني مثل لعب الميسر".
ولتأكيد هذا الاستنتاج، أجرى فريقه دراسة شملت نحو ألف شخص يمثلون مختلف شرائح سكان إسرائيل، كشفت عن "وجود صلة بين التعرض غير المباشر لأحداث السابع من أكتوبر وارتفاع استهلاك المواد المسببة للإدمان"، بنسبة 25 في المائة تقريباً.
الهروب من الواقع
وعقب الهجوم والحرب الذي تلته، زاد نصف الناجين منه من تعاطيهم للعقاقير المسببة للإدمان، وبلغت النسبة لدى النازحين 33 في المائة، حسب الدراسة التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).
وفي إسرائيل، ارتفع تناول الحبوب المنومة والمسكنات بنسبة 180 في المائة و70 في المائة على التوالي.
وقال الطبيب إن مرضاه طلبوا منه "شيئاً" وبرروا ذلك بالقول: ابني يقاتل في غزة، يجب أن أنام، وإلا فلن أتمكن من الذهاب إلى العمل.
تظهر البيانات أيضًا أن الشباب والجنود الذين عانوا من تجارب مباشرة خلال الحرب هم الأكثر عرضة لتبعات تعاطي المخدرات. وأكد التقرير أن الشمال شهد أكبر زيادة، حيث بلغت النسبة 28% من سكانه، بينما بلغ المعدل في منطقة تل أبيب 29.5%.
وفي أغسطس، كشف الاحتلال الإسرائيلي بدوره في شهر يوليو/تموز الماضي أن 9400 جندي جريح تلقوا العلاج بقسم إعادة التأهيل منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضافت أن 36% من هؤلاء يعانون ردود أفعال نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة.
وبحسب التوقعات سيدخل قسم إعادة التأهيل 14 ألف جريح بحلول نهاية عام 2024 وسيحصلون على العلاج، وسيواجه نحو 5600 منهم اضطرابات نفسية. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، بلغ عدد الجنود الذين سُرّحوا من الخدمة في جيش الاحتلال خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب 3257 جندياً.
وبحسب التوقعات سيدخل قسم إعادة التأهيل 14 ألف جريح بحلول نهاية عام 2024 وسيحصلون على العلاج، وسيواجه نحو 5600 منهم اضطرابات نفسية. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، بلغ عدد الجنود الذين سُرّحوا من الخدمة في جيش الاحتلال خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب 3257 جندياً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي سُرّح 538 جندياً لأسباب عقلية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 691، وفي يناير/كانون الثاني 617، وفي مارس/آذار 378، بمعدل 540 جنديّاً شهريّاً، ووصفت وسائل الإعلام هذا الرقم بـ"القياسي وغير المسبوق".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي حرباً مدمرة على غزة خلّفَت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فيما تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي وقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.