قال الكاتب الفلسطيني البارز رمزي بارود، إن العالم يشهد أول إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة في قطاع غزة.
وأشار إلى أن هذه المشاهد المروعة ساهمت في تعزيز مشاعر التضامن العالمي مع الفلسطينيين، وأعادت ترتيب الأولويات لتُركز بشكل أساسي على معاناة الشعب الفلسطيني.
وأوضح بارود في مقال منشور على موقع "ميدل إيست مونيتور"، أن الإجرام الإسرائيلي وصمود الفلسطينيين وثباتهم وكرامتهم، بالإضافة إلى الحب الصادق الذي يُظهره الناس العاديون تجاه فلسطين، هي العوامل الرئيسية التي فرضت نفسها على الرأي العام العالمي.
وأضاف أن حركة التضامن مع فلسطين، رغم خلافاتها الأيديولوجية والسياسية، بدأت تجد مساحات جديدة للوحدة، بينما لا تزال بعض المجموعات تُركز على أولوياتها الخاصة بدلًا من دعم القضية الفلسطينية بشكل صادق.
وأشار الكاتب إلى أن الانقسامات داخل حركة التضامن ليست جديدة، إذ تفاقمت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات. ولفت إلى أن هذه الانقسامات أضرت بالعمل التضامني، حيث أصبحت العديد من الحركات التقدمية أسيرة صراعاتها الداخلية وأهدافها الذاتية.
وأكد بارود أن الاحتلال الإسرائيلي يُمثل امتدادًا للاستعمار الغربي التقليدي، وأن الجرائم المرتكبة في غزة لا تختلف عن الإبادات الجماعية التي حدثت في التاريخ الاستعماري، مثل ما جرى في ناميبيا وفيتنام. وأوضح أن إبقاء التركيز على معاناة الفلسطينيين يسهم في فضح المزاعم الإسرائيلية بالحق في الدفاع عن النفس، إذ لا يُمكن منح هذا الحق لقوة احتلال ترتكب جرائم إبادة جماعية.
وشدد بارود على أن الطريق نحو تحرير فلسطين لا يمكن أن يمر إلا عبر إرادة الشعب الفلسطيني نفسه، الذي دفع وما زال يدفع ثمنًا باهظًا من أجل حريته. ودعا إلى استمرار الوحدة العالمية حول القضية الفلسطينية حتى تحقيق التحرير الكامل.