تحدَّث طبيب فلسطينيّ يعمل في بلفاست عن " الدَّمار الكارثيِّ " بعد استشهاد تسعة آخرين من أقاربه في غارة جوِّيَّة إسرائيليَّة.
أوضح الطَّبيب عمر، الَّذي ينحدر من غزَّة، إنَّ هو وزوجته دلال فقدا أكثر من 80 فردًا من عائلتهما منذ بدء حرب الإبادة الجماعيَّة في 7 أكتوبر 2023.
وقال عمر لصحيفة "ذا أيرش نيوز": "لا توجد كلمات لوصف ذلك. كلُّ ليلة نضع رؤوسنا على الوسادة ونحن نتساءل: هل سينجون من القصف التَّالي؟".
انتقل عمر إلى أيرلندا قبل 26 عامًا ويعيش في بلفاست منذ سبع سنوات، حيث يعمل كطبيب.
وأعرب عن صدمته بعد وفاة أقرباء زوجته، بمن فيهم والدتها وأخوها وعمُّها، في غارة استهدفت مخيَّمًا يضمُّ فلسطينيِّين نازحين في منطقة المواصي قرب خان يونس، ممَّا أسفر عن ارتقاء ما لا يقلُّ عن 21 شخصًا.
قال عمر: "قبل يوم الأربعاء، فقدنا أنا وزوجتي 80 فردًا من عائلتنا. في ذلك اليوم تلقِّينا خبر وفاة أقرب أفراد عائلة زوجتي في غارة جوِّيَّة إسرائيليَّة استهدفت خيامهم. تمَّ إجلاؤهم تسع مرَّات خلال ال 14 شهرًا الماضية، كلُّ مرَّة إلى مكان يقال إنَّه آمن، لكن لا توجد مناطق آمنة".
وأوضح: "تمَّ قصفهم عند غروب الشَّمس في غزَّة، عندما قصفت الطَّائرات، اشتعلت الخيام بالكامل واحترقوا أحياءً. فقدت زوجتي والدتها وأخوها، كما فقدنا عمُّها وثلاثة من أبنائه وزوجاتهم، ولا نعرف إذا كان أطفالهم قد نجوا ".
وأضاف عمر أن الحياة أصبحت "لا معنى لها"، قائلاً: "لا توجد كلمات تعيد عائلتنا. نحن تائهون. خلال الأشهر الـ14 الماضية أصبحت حياتنا جحيمًا. لا أعرف كيف أصف ألمنا".
أعرب الطبيب عن إحباطه من غياب الدعم من السلطات الأيرلندية والبريطانية، مشيرًا إلى أنه على الرغم من كونهما مواطنين أيرلنديين، إلا أن الاستجابة كانت مجرد كلمات "لطيفة" دون أي مساعدة فعلية.
وأضاف: "قيل لنا إن عائلتنا بحاجة إلى التقدم للحصول على تأشيرة والسفر إلى القاهرة، لكن لا يوجد ممر آمن من غزة إلى القاهرة. يحتاجون إلى 500 دولار للخروج من غزة، لكن الحدود أيضًا مغلقة".
واختتم قائلاً: "عندما جاء الأوكرانيون إلى أيرلندا، سمح لهم بالدخول دون أي صلة مسبقة. نحن نعمل هنا وندفع الضرائب، ومع ذلك طُلب من عائلاتنا دفع تكاليف تأشيرة والوصول إلى القاهرة. كان لدينا أمل أن يتم إنقاذ عائلاتنا، لكن الأوان قد فات بالنسبة للبعض".
وصف الوضع بـ"الكارثي"، مؤكدًا أنهم يشعرون بأنهم تُركوا دون مساعدة، واعتبر ذلك "غير عادل".