بالتزامن مع تزايد دعوات وزراء اليمين الفاشي الإسرائيلي إلى تجديد الاستيطان في قطاع غزة، يعتقد الدبلوماسيون الإسرائيليون أن هذه الدعوات لن تمر بهدوء، حيث إنهم سُئلوا في الأسابيع الأخيرة من قبل زملائهم في جميع أنحاء العالم حول ما يحدث في شمال غزة، فيما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية عن تغييرات كبيرة تحدث فيها، بما في ذلك توسيع محور "نتساريم" إلى منطقة عسكرية تبلغ مساحتها 56 كيلومترا مربعا.
وأكدت المراسلة السياسية لموقع "زمن إسرائيل" تال شنايدر، أن "الوتيرة السريعة التي يشهدها محور نتساريم وسط قطاع غزة من حيث البنية التحتية للطاقة والاتصالات والصرف الصحي والطرق، رافقها قيام وسائل إعلام دولية بنشر تقارير دورية مصحوبة بصور جوية، ومقاطع فيديو حمّلها مهندسون وجنود، على اعتبار أن المحور المذكور سيشكل نوعاً من محور القيادة بين الثلث الشمالي لقطاع غزة ووسطه وجنوبه، كما أنه تم إنشاء 19 قاعدة عسكرية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أو ما يمكن تسميتها بؤرا استيطانية مختلفة تم بناؤها بالفعل".
وأضافت شنايدر أن "ما أثار الدوائر الدبلوماسية حول العالم ما قام به الجيش الإسرائيلي من أعمال تسوية للمباني المحيطة بنتساريم بالأرض في كل اتجاه بما يسمح للجنود بحماية ما يحدث في البؤر الاستيطانية الداخلية، ووفقا لمقاطع الفيديو والمنشورات التي ظهرت، فقد قام جيش الاحتلال بتسوية 620 مبنى سكنيًا ودفيئة زراعية ومنشأة أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وأكدت أنه "في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هآرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، للقيام بجولة في نتساريم بأكملها وصولا إلى شاطئ غزة، فيما شهدت الأشهر الأخيرة تزايد دعوات كبار المسؤولين الإسرائيليين للسماح بالمستوطنات داخل غزة، مع العلم أن الأمر لا يتعلق فقط بالنشاط والتصريحات العلنية لـ"دانييلا فيس" بعد قيامها بجولة في نتساريم، بل دخولها هناك، رغم نفي الجيش لذلك".
وأوضحت أن "الأمر لا يقتصر على نشطاء المستوطنين، بل في التصريحات الواضحة لكبار وزراء الحكومة: بيتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وإسحاق غولدكنويف، وميكي زوهار، وأوريت شتروك، وآخرون.. حيث قال بن غفير: أفكر بالانتقال إلى غزة مع عائلتي، لأنني أؤيد احتلال الأراضي في غزة، خاصة بعد السابع من أكتوبر، إن تشجيع الهجرة الطوعية والاستيلاء على الأراضي أهم شيء في الوقت الحالي".
ونقلت عن دبلوماسيين من الدول الصديقة أن "ما يشهده محور نتساريم من تحركات ميدانية وتصريحات إعلامية يأخذ بالدولة بوتيرة سريعة نحو العزلة العالمية، إن ما تقوله وتفعله الحكومة الحالية يبعدها عن العالم، محذرين من أن هذه أمور لن تمرّ بهدوء، رغم أن نتنياهو لا يستجيب، حتى الآن، لتصريحات شركائه بشأن التحرك العسكري في شمال قطاع غزة، ويترك للعالم تفسيرها على أنها تطهير عرقي، وفقاً لوصف الوزير الأسبق موشيه يعلون، ما أثار أصداء كثيرة في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى أن "الدبلوماسيين الإسرائيليين حول العالم يواجهون مشكلة في التعامل مع ما يشهده محور نتساريم، وتزايد الدعوات الاستيطانية في غزة، معتمدين فقط على رسالة رسمية أرسلها وزير الخارجية آنذاك يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر لكبار أعضاء إدارة الرئيس جو بايدن، ردا على التهديد الذي تلقته (إسرائيل) آنذاك من وزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن، بأنه إذا لم تتوقف الأزمة الإنسانية في شمال غزة، فسيكون لذلك عواقب".
وختمت بالقول إن "نتنياهو الذي لا ينكر تصريحات كبار وزراء حكومته بشأن الاستيطان في غزة، وتوسيع محور نتساريم، ويكتفي بالرسالة الدبلوماسية نفسها التي أرسلها كاتس وديرمر للعاملين بوزارة الخارجية لإقناع زملائهم حول العالم بأن هذه السياسة الإسرائيلية، لكن الواقع على الأرض لا يختفي عن عيون العالم الواسعة التي تراقب ما يحدث في غزة".