أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة، أن العدوان الإسرائيلي تسبب بخسائر كبيرة للمحاصيل الزراعية، مبينا أن المساحة المفقودة بلغت 14,000 دونم، مع خسائر إنتاجية وصلت إلى 7,000 طن وقيمة إنتاج مفقودة بلغت 3 مليون دولار.
وأوضح عودة في تصريح لـ"فلسطين أون لاين" أن العدوان الإسرائيلي 2023-2024 أدى إلى تقييد كبير في زراعة المحاصيل الحقلية.
وقال:" تظهر الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها وزارة الزراعة حول واقع إنتاج المحاصيل قبل العدوان وبعده، أن كمية القش الناتجة عن محصولي القمح والشعير بلغت 5,254 طنًا، بينما شكلت المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية 8% من إجمالي مساحة الإنتاج النباتي".
ركيزة أساسية
ووفق أبو عودة، فإن المساحات المزروعة تقلصت إلى ألف دونم فقط وبإنتاجية 500 طن قيمة انتاج تُقدّر بـ 200,000 دولار.
وبين أن المحاصيل الحقلية تُعتبر ركيزة أساسية في الزراعة بقطاع غزة، لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي، حيث من هذه المحاصيل يدخل في صناعة الدقيق ومن ثم الخبز، بينما تستخدم بعض الأصناف كأعلاف لتغذية الثروة الحيوانية.
وتُزرع هذه المحاصيل بنظام الزراعة البعلية، الذي يعتمد على مياه الأمطار، ويتم استغلال المناطق الحدودية لزراعتها.
وذكر أبو عودة أبرز التحديات التي تواجه القطاع والتي من أهمها أن المحاصيل الحقلية تركز زراعتها في المناطق الحدودية الشرقية التي يصعب الوصول إليها بسبب العدوان، بالإضافة إلى عدم توفر البذور والتقاوي: حيث يعاني المزارعون من نقص حاد في البذور بسبب الحصار، مع استخدام جزء كبير منها للاستهلاك البشري أو الحيواني.
وأردف:" كما أن التغير المناخي أثر على زراعة هذه المحاصيل حيث تعتمد على مياه الأمطار التي انخفضت كمياتها مقارنة بالمواسم السابقة، مما يتطلب ريًا تكميليًا، ومحدودية فترات زراعة هذه المحاصيل حيث أنها محصورة بين شهري أكتوبر ويناير مما يقلل من فرص الإنتاج".
ودعا أبو عودة الجهات المختصة إلى اتخاذ عدة إجراءات أهمها: إدخال بذور وتقاوي ذات جودة وإنتاجية عالية، تسهيل إدخال السولار لتشغيل الجرارات الزراعية وحراثة الأراضي وتوفير الدعم اللازم للمزارعين من قبل المؤسسات الأهلية والدولي.
وشدد على أهمية دعم استصلاح الأراضي وتوسيع الرقعة الزراعية لمواجهة التحديات الحالية، مؤكدًا على أهمية تضافر الجهود لضمان استمرار زراعة المحاصيل الحقلية، التي تشكل جزءًا أساسيًا من الأمن الغذائي في قطاع غزة.