فلسطين أون لاين

​تحديد أهداف لقراءة القرآن

عبر (فيس بوك) رسائل دعوية بطرقٍ غير جائزة

...
غزة - هدى الدلو

في أثناء تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي _وخاصة (فيس بوك)_ تباغتنا رسائل من بعض من تربطنا بهم صداقات إلكترونية، يطلبون منّا فيها قراءة سورة قرآنية معينة بقصد قضاء حاجة أو بنية تفريج كرب أو من أجل شفاء مريض، ثم إرسالها إلى أصدقاء آخرين، فهل مضمون هذه الرسائل له أصل في الدين؟، وهل يجوز تناقلها؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

التعبد بما شرع الله

قال الشيخ عبد الباري خلة: "مواقع التواصل الاجتماعي فيها من الخير الكثير، وفيها من الشر الكثير، لذلك على المسلم أن يسعى إلى استخدامها فيما يرضي الله، والله (تعالى) يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}".

وأضاف: "إن الأصل في العبادات التقيّد بالشرع، والامتثال لأوامر الله ورسوله، قال الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}"، متابعًا: "ويجوز للمسلم أن يقرأ القرآن بنية القبول وتفريج الكروب والرزق والنجاح ولكل شيء، لكن لا يجوز أن يعين سورة أو آية لم يرد فيها تعيين ويجعلها لقضاء حاجة، وعليه لا يجوز للمجموعة أن تتفق على إرسال الرسائل بهذا الشأن لمخالفة الهدي".

وبين خلة لـ"فلسطين" أن المُستقبِل إذا تلقى رسالة من هذا القبيل يجب عليه عدم التعامل معها، قائلًا: "لا يجوز التعامل مع هذه الرسائل لاعتقاد صحة الفعل، وهذا غير صحيح، فلم يرد ذلك عن المعصوم (صلى الله عليه وسلم)، إلى جانب مخالفة هذه الرسائل مقصد القرآن والسنة".

وأكد أنه لا يجوز تخصيص شيء من القرآن إلا بمخصص، وحيث لم يرد المخصص لا يجوز، موضحًا: "لا مانع لو قرأ الإنسان أي سورة بنية صالحة، يؤجر عليها، لكن لا يجوز له أن يرسلها إلى الأصدقاء، وأن يطلب منهم قراءة سورة معينة بنية محددة، وعلى المسلم أن يتعبد الله بما شرع".

وقال خلة: "وإن كانت النية صالحة فإنها لا تُصلح العمل الفاسد وغير المشروع، وهناك الكثير الكثير من الوسائل المشروعة للدعوة في سبيل الله".

ورأى أن سبب تعامل رواد المواقع الإلكترونية مع تلك الرسائل وتصديقهم هذه الأمور هو الجهل بأمور الشرع الحنيف، فلو علم هؤلاء أن هذا غير جائز لما فعلوا ذلك، على حد قوله.

ونصح خلّة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والذين يشاركون في إرسال هذه الرسائل أن يتقوا الله، وألّا يرسلوا أي منشور حتى يستوثقوا منه بسؤال أهل العلم المتخصصين.