"أنقذوني؛ من حقي الحصول على العلاج المناسب.." يردد الزميل الصحفي فادي الوحيدي هذه الكلمات ويحذوه الأمل أن يحظى بفرصة للعلاج خارج قطاع غزة.
وأصيب الوحيدي البالغ (24 عامًا) برصاص قناص إسرائيلي يوم 9 أكتوبر/ تشرين أول 2024، خلال مشاركته في التغطية الصحفية لتوغل قوات جيش الاحتلال برًا في محافظة شمال قطاع غزة.
وأصابت رصاصة القناص الفقرات العلوية من العمود الفقاري، وسببت له شللاً نصفيًا جعله حبيس أسرَّة العلاج في مستشفى الحلو الدولي، غربي مدينة غزة.
وكان الوحيدي يعمل مصورًا لقناة "الجزيرة" عندما أصيب بنيران جيش الاحتلال.
وقال لـ"فلسطين أون لاين": إن العلاج من حقي ويجب أن أحصل عليه لكن الاحتلال يماطل في السماح بسفري.
"في غزة لا يوجد علاج مناسب لي.. وما أريده فقط الحصول على العلاج وأناشد كل من له علاقة بأن يساهم في سفري للخارج" أضاف الوحيدي بصوت مخنوق.
ويبدو هذا الشاب في حالة يرثى لها بعد شهرين من الإصابة وسط تداعيات خطيرة طرأت على حالته الصحية.
ودفع ذلك والدته هبة الوحيدي (45 عامًا) إلى إعلان إضرابها المفتوح عن الطعام احتجاجًا على مماطلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السماح لنجلها بالسفر من أجل تلقي العلاج المناسب.
وقالت لـ"فلسطين أون لاين": إنها رغم معاناتها مع مرض السرطان إلا أنها فضلت الدخول في إضراب عن الطعام تضامنًا مع نجلها ورفضًا لإجراءات الاحتلال.
وبحسب ما نقلته عن أطباء اطلعوا على حالة نجلها، فإن رصاصة القناص الإسرائيلي تسببت بتهتك شديد في فقرتين أعلى العمود الفقاري، وعلى إثر ذلك فقد القدرة تمامًا على تحريك ساقيه.
ورغم تداعيات إضرابها عن الطعام، إلا أن والدة الصحفي الوحيدي البالغة (45 عامًا) تصر على مواصلته حتى يستجيب الاحتلال لمطلب نجلها بتمكينه من السفر لتلقي العلاج.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، تعمد جيش الاحتلال استهداف الصحفيين ما أدى إلى استشهاد 192 منهم بحسب معطيات أوردها المكتب الإعلامي الحكومي.
وكل يوم يمر على الوحيدي وهو داخل غزة تتضاعف معاناته، حيث رصد مراسل "فلسطين أون لاين" تقرحات والتهابات وتسلخات ظهرت بوضوح على جسده بسبب وضعية المكوث على سرير المستشفى لفترة طويلة دون حركة.
وأكد مدير مستشفى الحلو الدولي د. ثروت الحلو لـ"فلسطين أون لاين" أن حالة الوحيدي وظروفه الصحية يجب أن تعجل من تمكينه سفره والعلاج خارج غزة.
وزار وفد أردني، مؤخرًا، المستشفى الذي يتواجد فيه الوحيدي، وتعهدت عضو الوفد الطبيبة الأردنية سائدة سامي بإيصال رسالته إلى ملك الأردن للمساهمة في تحويله للعلاج في مستشفيات المملكة الهاشمية.
وللشهر الـ 15 على التوالي يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وفقدان أكثر من 50 ألف مواطن وإصابة وجرح عشرات الآلاف، وإلحاق دمار واسع في مدن وأحياء القطاع الساحلي.