قائمة الموقع

تبخَّر أجساد الضَّحايا... هل يستخدم الاحتلال القنابل الفراغيَّة المحرَّمة دوليًّا في غزَّة؟

2024-12-02T16:45:00+02:00
تبخَّر أجساد الضَّحايا... هل يستخدم الاحتلال القنابل الفراغيَّة المحرَّمة دوليًّا في غزَّة؟

وسط الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تصاعدت التقارير حول استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا، من بينها القنابل الفراغية، التي يُعتقد أنها تسببت في تبخر أجساد الضحايا، حيث تعمل هذه الأسلحة على إطلاق موجات حرارية وضغط شديد، تؤدي إلى دمار هائل يمكن أن يصل إلى حد اختفاء الجثث أو تحوّلها إلى رماد

شهادات من ناجين وأطباء ومسؤولي الدفاع المدني في قطاع غزة، أكدت حالات اختفاء غريبة لأجساد ضحايا في أماكن القصف، ما يثير تساؤلات حول الطبيعة الفتاكة للأسلحة المستخدمة، وكيف يمكن تفسير اختفاء جثث بأكملها من تحت الأنقاض؟  

شهادات "مروعة"

أحمد عمر، أحد سكان مدينة غزة، فقد 15 فردًا من عائلته جراء قصف استهدف منزلهم يوم 15 أكتوبر الماضي. يقول عمر: "رغم جهود فرق الدفاع المدني، لم نجد أثرًا لجثث رغد صالح فروانة (14 عامًا)، وعلا صالح فروانة (7 أعوام)، ورهف أحمد قنيطة (8 أعوام). كأنهم اختفوا تمامًا".  

ويروي جمال عوني، من سكان دير البلح، مأساة فقدانه سبعة من أفراد أسرته في قصف استهدف منزلًا نزحت إليه العائلة يوم 6 يناير الماضي: "بحثنا عن جثمان ابنتي شيماء (28 عامًا)، لكن بلا جدوى. لم يبق أي أثر لها".  

من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، إن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة "لا يعرف عنها في شمال القطاع تؤدي إلى تبخر الأجساد"، كما أكد الدفاع المدني في قطاع غزة استخدام (إسرائيل) مثل هذه الأسلحة في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية وتسببها بإذابة جثث آلاف الشهداء وتبخرها.

وأكد البرش في تصريحات صحفية، أن نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل بهذه الأسلحة المحرمة، اختفت جثامين عائلات كاملة بعد قصفها، ولم تعثر عليها طواقم الدفاع المدني.

وأضاف أن من بين الأسلحة المستخدمة قنابل شديدة الانفجار ذات أصوات "مرعبة"، وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200- 300 متر، يتبخر.

وقال أطباء في غزة إن ظاهرة تحلل الجثامين وتبخرها "شائعة للغاية"، وإن نوعية الإصابات التي تصل إلى المستشفيات لم يسبق لهم أن تعاملوا معها، وكذلك الآثار الغريبة التي تتركها على المصابين.

وأجع الأطباء سبب هذه الإصابات إلى درجة الحرارة الهائلة المنبعثة من الصواريخ غير التقليدية التي يستخدمها جيش الاحتلال منذ بداية عدوانه على قطاع غزة.

وفي 11 سبتمبر الماضي/ أيلول الماضي، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أن جيش الاحتلال استخدم قنابل ضخمة ضد خيام المدنيين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأوضح الثوابتة في تصريح صحفي، أن هذه الغارات تسببت بتبخر أجساد 21 شهيداً، ولم يعثر عليهم بسبب هذه الغارة".

وفي السياق ذاته، أفاد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة في أغسطس/آب الماضي، بأن جثث 1760 شهيدًا تبخرت بسبب الأسلحة المحرمة دوليًّا، مشيرًا إلى عدم تمكنه من تسجيل بيانات أصحاب الجثامين في السجلات الحكومية المختصة.

تحقيق دولي

من ناحيتها، حركة المقاومة الإسلامية حماس، طالبت بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام قوات الاحتلال أسلحة محرمة دوليًّا في شمال قطاع غزة تؤدي إلى تبخر الأجساد.

وقالت حماس في بيان لها، السبت الماضي، إن "الشهادات المروّعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تُنفّذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد؛ تشير بقوة إلى استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا خلال حملة الإبادة الوحشية في شمال القطاع".

وفي ضوء هذه التقارير، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تضم خبراء متخصصين لفحص طبيعة الأسلحة المستخدمة في العدوان الإسرائيلي. وأشار المرصد إلى حالات وثّقها تشير إلى تحول أجساد الضحايا إلى رماد بفعل القصف، ما يُرجح استخدام القنابل الفراغية.  

وتعتبر القنابل الفراغية من أكثر الأسلحة فتكًا، وتتميز بقدرتها على إحداث دمار واسع النطاق، حيث تعمل على امتصاص الأوكسجين من الهواء المحيط أثناء انفجارها، ما يؤدي إلى خلق فراغ جوي يولّد موجة صدمة هائلة وحرارة شديدة تصل إلى 2500 درجة مئوية، ما يتسبب في تبخر الأجساد وتحويلها إلى رماد، خاصة في المناطق التي تكون فيها سحابة التفجير أكثر كثافة.  

ويشرح الخبراء أن القنبلة تعمل على مرحلتين؛ الأولى تطلق هباءً جويًا من مواد شديدة الاشتعال، والثانية تشعل هذا الهباء، ما يؤدي إلى توليد كرة نارية ضخمة وفراغ يسحب كل الأوكسجين من المنطقة المستهدفة.

ويحظر القانون الدولي الإنساني استخدام القنابل الفراغية والحرارية في المناطق المدنية، وفقًا لاتفاقيات لاهاي وجنيف، ويعد استخدامها جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

فيما تستمر جهود انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، تظل مئات الجثامين في عداد المفقودين بسبب نقص المعدات اللازمة أو تحولهم إلى رماد بفعل القصف، وسط مطالبات متزايدة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين بشكل ممنهج.

اخبار ذات صلة