تصاعد الاهتمام بلعبة فيديو تحمل اسم "فرسان الأقصى"، بعد التحديثات التي أجريت عليها، لمحاكاة يوم العبور المجيد في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي ترافق مع غضب الاحتلال ودول غربية، وحراكات لحظرها في دول عديدة، فما قصتها؟.
تدور أحداث اللعبة حول أحمد الفلسطيني، الطالب الشاب الذي تتغير حياته بالكامل بعد تعرضه للتعذيب والسجن ظلماً لخمسة أعوام وفقدان عائلته في غارة جوية إسرائيلية. بعد خروجه من السجن، ينضم أحمد إلى حركة مقاومة خيالية تُسمى فرسان الأقصى سعياً إلى الانتقام من أولئك الذين دمّروا حياته وسلبوا وطنه.
تتكشف القصة عبر سلسلة من المهمات على الأرض والبحر والجو، مع وعد بتجربة مكثفة وسرد غني. وعلى عكس عدد من الألعاب الشهيرة التي تُظهر الشرق الأوسط عبر عدسة غربية، تتحدى فرسان الأقصى الصور النمطية، وتقدم شخصيات عربية ومسلمة بمثابة أبطال يحمل قضية إنسانية عميقة.
تستمد اللعبة إلهامها من كلاسيكيات مثل Metal Gear Solid وCall of Duty: Modern Warfare. ورغم أنها بُنيت باستخدام الإصدار الثالث من محرك Unreal Engine، إلا أن اللعبة تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد متقدمة وآليات لعب حديثة. تقدم اللعبة معارك زعماء ملحمية، وأسلحة قوية، ومهمات مليئة بالأكشن تشمل قيادة المركبات وإسقاط المروحيات، ما يضمن تجربة مليئة بالأدرينالين.
ما يميز فرسان الأقصى عن غيرها هو موقفها الواضح وغير المعتذر بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي (يظهر جنود الاحتلال في اللعبة وهم يرتدون الحفاضات). يؤكد المطور أنّ اللعبة لا تروّج للكراهية أو معاداة السامية أو الإرهاب، بل تُعد رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري.
يشير وصف اللعبة على موقع Steam إلى أنها تسير على خطى ألعاب أخرى مستوحاة من الحروب، مثل Six Days in Fallujah وCall of Duty، لكنها تختلف عنها من حيث الرسالة. بينما تميل هذه الألعاب إلى تمجيد التدخلات العسكرية الغربية، تسعى «فرسان الأقصى» إلى الإضاءة على الجانب الإنساني للصراع الفلسطيني، مقدمةً إياه بمثابة معركة من أجل البقاء والكرامة.
ورغم القيود، وجدت اللعبة جمهورًا واسعًا بين الفلسطينيين وداعمي قضيتهم حول العالم. يعتبرها كثيرون وسيلة مبتكرة لتعريف الأجيال الجديدة القضة الفلسطينية عبر أسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعليم، فيقول نجم: "فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها".
يُظهر نجاح اللعبة، رغم التضييقات، أن الفلسطينيين قادرون على استخدام الفضاء الرقمي كمنصة لتعزيز روايتهم، وسط محاولات مستمرة لإقصائها. وبينما يعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، يرى آخرون أنها أداة لتوثيق الأحداث بطريقة لا تنفصل عن واقع الصراع.
تتكشف القصة عبر سلسلة من المهمات على الأرض والبحر والجو، مع وعد بتجربة مكثفة وسرد غني. وعلى عكس عدد من الألعاب الشهيرة التي تُظهر الشرق الأوسط عبر عدسة غربية، تتحدى "فرسان الأقصى" الصور النمطية، وتقدم شخصيات عربية ومسلمة بمثابة أبطال يحمل قضية إنسانية عميقة.
"رسالة احتجاج”
وكتب مطوّر اللعبة نضال نجم -برازيلي من أصل فلسطيني- على الموقع إن “اللعبة لا تشجّع على الإرهاب أو معاداة السامية أو خطاب الكراهية ضد اليهود أو أي جماعة أخرى، إنما هي رسالة احتجاج ضد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الأراضي الفلسطينية”.
ويظهر في أحد المشاهد القصيرة من اللعبة البطل وهو يدخل قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية بواسطة طائرة شراعية آلية، على غرار الغارات التي شنها مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو يرتدي وشاحًا أخضر حول جبهته. واللون الأخضر هو لون علم حماس.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، أخبرت شركة Valve Corporation موقع Nijm أنها تلقت اتصالاً من وحدة الإحالة لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت، لكنها لم تشارك المزيد من التفاصيل.
وقالمطور اللعبة نضال نجم، الذي يعرّف نفسه بأنه مسلم برازيلي، إن لعبته كانت تهدف إلى الاحتجاج السياسي ولم تكن تابعة لأي جماعة فلسطينية محددة.
يقول، "لقد حاولت أن أظهر أننا كفلسطينيين لدينا الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي نراها بوضوح على أساس يومي في الأخبار. ولكنني أحب أيضًا أن أبقى دائمًا "تحت الخط الأحمر الرفيع" بين حرية التعبير و"الدعاية الإرهابية".
وقال نجم إنه إذا تم حظر لعبته في المملكة المتحدة، فيجب على السلطات أيضًا حظر Call of Duty Black Ops 6، وهي لعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول تدور أحداثها خلال حرب الخليج وتسمح للناس باللعب كجنود أمريكيين وقتل جنود عراقيين.
وتابع، "لا ألوم Valve ولا Steam؛ اللوم يقع على الحكومة البريطانية والسلطات التي أغضبتها لعبة فيديو. وبناءً على منطقهم الخاطئ، يجب حظر أحدث إصدار من Call of Duty Black Ops 6 أيضًا".
وقال نجم إن اللعبة تم تنزيلها من قبل حوالي 50 ألف مستخدم.
In 2022, Nidal Nijm, the son of a Fatah terrorist, developed a video game in which the main character seems to be a Palestinian Hamas member fighting the IDF.
— Hen Mazzig (@HenMazzig) November 28, 2024
After the October 7 massacre, Nijm decided to add an update allowing players to reenact the atrocities of that day.… pic.twitter.com/GTDwLdKljo
طوفان الأقصى
ومع بزوغ شمس يوم السبت 7 أكتوبر 2023، أعلنت (حماس) بدء معركتها الكبرى ضد الاحتلال، بمشاركة بقية الفصائل الفلسطينية، وذلك ردًّا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وشمل “الطوفان” هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللًا للمقاومين إلى مستوطنات عدة في غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام، وأسْر مئات الإسرائيليين، ويعد أكبر هجوم على "إسرائيل" منذ عقود.