قال الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" د. محمد هلسة، إن تصريحات موشي يعالون وزير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" السابق التي أقر فيها بأن الاحتلال ينفذ جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة، نابعة من حالة السخط الشديد التي تسود القادة العسكريين بسبب عجزهم من كبح جماح هذه الحرب وكبح بنيامين نتنياهو شخصيًا.
وأوضح هلسة في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، أن انتقاد يعالون يفهم أنه محاولة لكبح جماحهم في حكومة اليمين وتغيير مشهد الانفلات الذي تقوده هذه الحكومة، مضيفًا أن الانتقاد خشية من سلوك "إسرائيل" على "إسرائيل".
وبيّن أن لدى يعالون حنق شديد على نتنياهو شخصيًا ويرى أنه يقود "إسرائيل" للمحرقة والخراب نتيجة سلوكه في لبنان وغزة وفي انقضاضه على المؤسستين الأمنية والقضائية وإقصائه غالانت ومحاولة إقصاء آخرين.
ووفق الخبير هلسة؛ فإن يعالون صاحب نظرية "الدولة العميقة" يرى أن الانفلات الذي يقوده نتنياهو هو سياسة موجهة نحو الداخل "الإسرائيلي" وليس نحو الخارج فقط.
السياق الآخر -حسب هلسة- مرتبط بخشية يعالون من ملاحقة الضباط والجنود في أروقة المحاكم الدولية بسبب دعوات هذا التيار الديني الذي يحكم ويدعو للقتل في غزة.
وفي تصريحات مفاجئة، قال يعالون إن "إسرائيل" "تقوم بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة، ولم يعد هناك بيت لاهيا أو بيت حانون"، مضيفًا أن "الجيش الإسرائيلي يعمل على تطهير جباليا حاليا". كما نقلت هيئة البث "الإسرائيلية" عن يعالون قوله إن "الطريق الذي يتم جر إسرائيل إليه حاليًا هو طريق احتلال وضم وتطهير عرقي بالنظر إلى ما يجري في شمال القطاع".
ويرى هلسة، أن يعالون أراد من وراء تصريحاته طرح الموضوع على سلم أولويات المجتمع "الإسرائيلي"، خصوصًا بعد الفيديو الأخير للأسير "الإسرائيلي" الذي بثته كتائب القسام، والذي دفع الجدل عاليًا بين المستوطنين وهذا شجع يعالون للانتقاد والإصرار عليه.
وقال: اليوم الإعلام العبري يتحدث لأول مرة عن جرأة جديدة عما يحدث في غزة وتناول تصريحات يعالون بتوسع.
وتابع هلسة، هناك كانت انتقادات داخلية في السابق مثلا إيهود براك عبر مواقف انتقد فيها سلوك نتنياهو وحكومته، لكن اللافت في هذا الانتقاد اليوم أن هناك حراك "إسرائيلي" داخلي، ومزاج "إسرائيلي" جاهز باتجاه صفقة في غزة.
وأشار إلى أن نتنياهو فقد واحدًا من دوافع الحرب على غزة عندما أوقف الحرب على لبنان دون أن يوقفها في غزة والمجتمع "الإسرائيلي" يخشى أن يؤدي استمرار الحرب إلى مقتل الأسرى "الإسرائيليين".
وقال: وقف الحرب في لبنان أضعف نتنياهو وأضعف سرديته التي روجها وستكون لذلك جملة من التحولات، مشددًا على أن عقلية نتنياهو التي بناها على معاندة الجميع في الداخل والخارج حتى أميركا ورئيسها الآن على المحك مع قدوم ترامب للبيت الأبيض، وهو يخشى أن يتحطم إذا دعاه ترامب لإبرام صفقة لذلك يحاول التوصل لاتفاق لكنه يخشى تداعيات استمرار حماس في غزة على طموحاته.
كما أكد الخبير هلسة، أن يعالون ليس أقل إجرامًا من نتنياهو وكل أركان هذه الحكومة اليمينية فهو قتل من الشعب الفلسطيني حين كان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال ووزيرًا للجيش ونائب رئيس حكومة وغيرها من المناصب في حكومات الاحتلال.
وقال: لقد قتل يعالون من شعبنا أكثر مما قتل هؤلاء أو على الأقل قتل بنفس المستوى. وبالتالي تصريحاته لا تنبع من إحساس بالشعور الأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني إنما في سياق المناكفات ومحاولات توظيف هذه القضية وإثارتها لأغراض سياسية داخلية.