كشف المهندس محمد أبو عودة، الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة، أن العدوان الإسرائيلي المستمر ألحق أضرارًا جسيمة بقطاع البستنة الشجرية، وصلت خسائره إلى أكثر من 15 مليار دولار.
وأكد في تصريحات خاصة بـ"فلسطين أون لاين" أن هذه الأضرار طالت مختلف أركان هذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد الأعمدة الأساسية للأمن الغذائي في غزة.
خسائر فادحة
أوضح أبو عودة أن الاحتلال دمّر حوالي 75 ألف دونم من الأراضي الزراعية وهو ما يشكل خسارة فادحة لقطاع يعتبر العمود الفقري للأمن الغذائي في غزة، لافتاً إلى أن عدد الأشجار التي جرفتها آليات الاحتلال وصلت لـ 3 ملايين شجرة مثمرة، مما أدى إلى فقدان نحو 96 ألف طن من المحاصيل الزراعية.
وأشار إلى أنه قبل العدوان كان القطاع يضم 90 ألف دونم زراعي، منها 70 ألف دونم من الأشجار المثمرة، التي كانت تنتج أكثر من 111 ألف طن سنويًا، محققة أرباحًا تفوق 101 مليون دولار.
وأضاف:" إن أشجار الزيتون شكلت العمود الفقري لهذا القطاع، حيث غطت مساحة 50 ألف دونم، يليها الحمضيات بـ19 ألف دونم، وأشجار النخيل بـ12 ألف دونم، والعنب بـ5,500 دونم، كما تشمل المساحات المزروعة أشجار اللوزيات، الجوافة، التين، الرمان، والتفاح، بالإضافة إلى الفواكه الاستوائية".
وأشار إلى أن معدل استهلاك الفرد السنوي من الفواكه في قطاع غزة بلغ حوالي 65 كغم، وشكلت المنتجات المحلية قبل السابع من أكتوبر 73% من إجمالي استهلاك الفواكه في القطاع، مما يعكس احتياجات أهمية الإنتاج المحلي في تلبية السكان وتقليل الاعتماد على الواردات.
تحديات كثيرة
وأوضح أبو عودة إلى أن القطاع يعاني من تحديات ضخمة تتجاوز العدوان نفسه، حيث تسبب نقص المياه وندرتها في تأثير سلبي مباشر على الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى أن انتشار الآفات الزراعية والأمراض قد زاد من تعقيد الأوضاع.
وأردف:" كما تسببت الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية في إعاقة المزارعين عن تطبيق ممارسات زراعية فعّالة أو إعادة تأهيل أراضيهم".
ولفت إلى أن النزوح القسري للمزارعين عن أراضيهم بفعل الاعتداءات المتكررة أدى إلى تقلص المساحات المزروعة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستدامة القطاع.
واستدرك أبو عودة:" ورغم هذه التحديات، فإن قطاع البستنة الشجرية يعد أساسيًا لتحقيق الأمن الغذائي، حيث يوفر الفواكه والخضروات الطازجة ويُعد مصدر دخل رئيسي للمزارعين، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين جودة البيئة عبر زيادة المساحات الخضراء.
وفي ختام حديثه، دعا إلى توفير دعم عاجل للقطاع الزراعي، يشمل مدخلات الإنتاج، تطوير أنظمة الري الحديثة، وجمع مياه الأمطار.
كما شدد على ضرورة تقديم قروض ميسرة ومنح مالية للمزارعين المتضررين، لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية والحفاظ على ما تبقى من أشجار البستنة، بما يضمن استدامة القطاع على المدى الطويل.