يشعر النازحون في قطاع غزة بتذمر شديد جراء تردي أوضاعهم المعيشية، متهمين مؤسسات محلية ودولية بالتواطؤ عليهم، خاصة مع وصولهم إلى مستويات عالية من الفقر المدقع، وعدم تلقيهم مساعدات غذائية أساسية، مثل الدقيق الذي يُعتبر من أهم الاحتياجات اليومية للأسر الغزية.
ويلاحظ الكثيرون تلاعباً من بعض المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية في توزيع المساعدات، مستغلين غياب دور وزارة التنمية الاجتماعية في الرقابة والتوزيع العادل فيما الوضع زاد من معاناة الأهالي وأدى إلى تصاعد مشاعر الغضب بين النازحين.
تقول أم يوسف العصار، التي تقيم في إحدى المدارس مع عائلتها: "الوضع المعيشي صعب للغاية، لا يوجد دقيق لدينا، ولم تقدم لنا أي مساعدات غذائية سواء من المدرسة التي نقيم فيها أو من مؤسسات خارجية".
وتضيف: "نسمع عن حملات إغاثية وتبرعات، لكن في النهاية لا نرى شيئاً على أرض الواقع. في آخر مرة ذهبت للحصول على حصتي من الدقيق في وكالة الغوث، قالوا لي إنه تم توزيع الكميات كلها، وإنه علي الانتظار".
من جانبه، يضيف الحاج سليم أبو سلطان: "نسمع عن قوافل إغاثية متجهة إلى غزة، لكننا لا نرى شيئاً يقولون إن قطاع الطرق ولصوص نهبوا ما فيها، ونحن في وضع مؤلم للغاية. على الجميع تحمل مسؤولياته."
أبو سلطان، الذي يسكن في خيام مع خمسة من أبنائه المتزوجين، يروي معاناتهم مع الأمطار الأخيرة قائلاً: "مياه المنخفض الأخير تسربت إلينا وغمرت الأرض بالمياه، تبلل الفراش والمحتويات، والأطفال أصيبوا بالبرد الشديد، نحن بحاجة لخيّم وملابس شتوية وجاكيتات، البرد قارس جداً".
فيما يعبر الشاب هيثم حمادة عن غضبه من التهميش الذي يعانيه سكان غزة قائلاً: "الجمعيات الدولية تتعامل معنا وكأننا مجرد أرقام على ورق المساعدات التي تصلنا غالباً لا تكفي لتلبية احتياجاتنا الأساسية حتى مع وجود بعض الجمعيات التي توزع الدقيق، فإن الكميات لا تكفي، وتكون هناك مشكلات في التوزيع، فيتم تأجيل مواعيد الاستلام أو تأخيرها بشكل غير مبرر".
ويضيف حمادة: "حياة الغزي أصبحت طوابير مزدحمة، والمشكلة أن طوابير الحصول على الدقيق باتت مكاناً للموت بدل أن تكون مكاناً لدعم الإنسانية".
وطالب الأهالي المؤسسات الدولية بسرعة التدخل، وإمدادهم بالمواد الأساسية مثل الدقيق والسكر والأرز، إلى جانب توفير مأوى ملائم لمواجهة الظروف القاسية التي يعانون منها، مؤكدين أن الوقت لم يعد في صالحهم في ظل هذه الأوضاع المزرية.
ويعيش النازحون في ظروف مأساوية، حيث يفتقرون إلى الغذاء الكافي، والمياه الصالحة للشرب، والأدوية.
وتعمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حربها المستمرة اكثر من عام على انتهاج سياسة التجويع بعرقلة المساعدات وتدمير المؤسسات الخيرية ومستودعاتها وقتل القائمين على مثل هذه الانشطة إلى جانب تدمير البنية التحتية الاقتصادية التي كانت تساهم بسد العجز في الاسواق.