قائمة الموقع

"المكافآت الماليَّة".. محاولة يائسة تكشف فشلاً إسرائيليًّا في تحرير الأسرى

2024-11-25T16:44:00+02:00
"المكافآت الماليَّة".. محاولة يائسة تكشف فشلاً إسرائيليًّا في تحرير الأسرى

في خطوة تعكس فشل (إسرائيل) في التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين، وحالة العجز الاستخباري والعسكري الذي تواجهه، عرض رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يساعد في تحرير أسير إسرائيلي من قبضة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة

هذه الدعوة تأتي في وقت تعيش فيه غزة تحت وطأة حرب إبادة جماعية وحصار خانق ومجاعة تعصف بسكانها وسط أوضاع إنسانية متدهورة، ما يراه العديد من المحللين السياسيين محاولة يائسة لاستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها سكان القطاع.

وأمس، جدد بنيامين نتنياهو للمرة الثانية عرضه بمنح 5 ملايين دولار لمن يساعد في تحرير أسيرًا إسرائيليًا حيًا لدى المقاومة في قطاع غزة.

جاء ذلك، عقب اعلان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، مؤكدا أن على سلطات الاحتلال الاستعداد للتعامل مع مشكلة اختفاء جثث أسراها.

إفلاس سياسي

وقال الكاتب والمحلل السياسي، د. حسام الدجني، إن إعلان نتنياهو عن مكافأة مالية بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن الأسرى الإسرائيليين في غزة يعكس حالة إفلاس سياسي ويعد إقراراً بالفشل العسكري والاستخباراتي في تحقيق هدف إطلاق سراح الأسرى.

وأشار الدجني في حديث لـ"فلسطين أون لاين"، إلى أن نتنياهو يسعى لاستغلال الوضع الاقتصادي الصعب في غزة من خلال سياسة التجويع والتعطيش، بهدف ابتزاز الشارع الفلسطيني ودفعه للتعاون، وهو ما وصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وأضاف أن نتنياهو غير مدرك أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بأي تعاون مع الاحتلال حتى في إطار توزيع المساعدات فكيف الحال في قضية الأسرى احد اهم الثوابت الوطنية، 

وفي تقدير الدجني فإن نتانياهو سيفشل ولا طريق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين غير الاقرار بصفقة تبادل ضمن صفقة شاملة تنهي الحرب وتضمن الانسحاب الاسرائيلي من غزة وتنهي الحصار وتعيد الاعمار.

ولفت إلى رضوخ نتنياهو لمطالب أهالي الأسرى بتطلب ضغط كبير من المجتمع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية من خلال موادها الاعلامية تهدف لخلق حالة ضغط مجتمعي لدفع الاحتلال إلى إبرام صفقة تبادل.

ويقدر جيش الاحتلال عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين المتبقين في قطاع غزة بنحو 97، بينهم 34 يقول إنهم ماتوا، في حين لم تصرح فصائل المقاومة الفلسطينية عن عدد الأسرى لديها، لكنها أعلنت مرات عدة عن مقتل بعضهم جراء عدوان الاحتلال.

عجز إسرائيلي

من جانبه، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن إعلان رئيس نتنياهو عن مكافأة مالية لمن يقدم معلومات حول الأسرى الإسرائيليين، يعكس حالة من العجز الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن (إسرائيل) تستخدم وسائل تتراوح بين الإغراء المالي والضغط الشديد للإفراج عن أسراها لدى المقاومة.

وأوضح أبو عواد لـ "فلسطين أون لاين"، أن (إسرائيل) تواجه معضلة معقدة بسبب فشلها في الوصول إلى الأسرى لدى المقاومة في غزة، مشيرًا إلى ان أن هناك أصواتاً داخل (إسرائيل) تطالب بمزيد من التصعيد ضد القطاع، مثل قطع المياه، وقف إدخال المساعدات، وإغلاق المعابر بشكل كامل.

وأوضح أن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على المزج بين الترغيب المتمثل في الإغراء المالي، والترهيب عبر تشديد الحصار والإجراءات العقابية ضد غزة. ومع ذلك، استبعد أبو عواد نجاح هذه التحركات بشكل كبير، مشيراً إلى أنها محاولات يائسة قد لا تؤتي أُكلها.

ولفت أبو عواد إلى أن نتنياهو يحاول استغلال الحرب على غزة لتمرير مشاريع سياسية داخلية، وأنه قد يربط اتخاذ قرارات جذرية بشأن وقف الحرب أو عقد صفقات تبادل بعودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

وحول تحركات أهالي الأسرى الإسرائيليين للضغط على نتنياهو لعقد صفقة تبادل، رأى أن التحركات الحالية لا تزال في مستويات منخفضة، لكنها قد تتطور إذا لقيت دعماً أكبر داخل الأوساط الإسرائيلية. ومع ذلك، يرى أبو عواد أن الأوضاع لا تزال معقدة، وأن نجاح هذه الخطوات مرتبط بما يحدث على الأرض، لكن الاحتمال الأكبر هو استمرار الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي اختراق في هذا الملف.

يذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح 81 أسيرا إسرائيليا في هدنة إنسانية مؤقتة استمرت أسبوعا، مقابل إطلاق (إسرائيل) سراح أسرى فلسطينيين.

اخبار ذات صلة