في مقال مشترك نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين، دعا ثلاثة إسرائيليين فقدوا آباءهم وأمهاتهم في السابع من أكتوبر من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
ويرى هؤلاء أن أوامر محكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت تعكس عمق الأزمة الأخلاقية والسياسية في إسرائيل اليوم.
ويؤكد الإسرائيليون الثلاثة يونثان زايغن، يعقوب غودو، وماعوز يانون، من سكان بئيري، ناتيف هعشراه، وكسوفيم في منطقة “غلاف غزة”، أن فقدان الأعزاء يبعث فيهم أحيانًا مشاعر غضب ورغبة بالانتقام، لكنهم يرفضون هذه المشاعر ويشدّدون على أن الانتقام ليس خيارًا لديهم، لأنه “أخلاقيًا واستراتيجيًا لا يمكن أن يكون الانتقام سياسة دولة عند تقدّمها لوضع خطة عمل خاصة بالحرب”.
في مقالهم بعنوان “نعم لاعتقال نتنياهو”، يتابع الإسرائيليون الثلاثة، منتقدين الوضع الحالي: “صحيح، محزن أننا وصلنا إلى وقت تقول فيه مؤسسة دولية ما كان واضحًا لنا.. وعود كاذبة بتأمين الأمن انقلبت تحت قيادة نتنياهو وحكومته إلى حملة انتقام في غزة تشمل تجويعًا وجرائم حرب وتطهيرًا عرقيًا، بالتزامن مع توسيع المستوطنات في الضفة الغربية”.
بحسب الإسرائيليين الثلاثة، فإن نتنياهو ووزراءه “يتحدثون ويفعلون يوميًا بشكل يستبيح دم الإسرائيليين والفلسطينيين لصالح البقاء في الحكم ومن أجل أفكار مسيحانية غيبية”. ويرون أن قرارات الاعتقال الصادرة من لاهاي “تعكس عمق الأزمة الأخلاقية والقيادية في إسرائيل اليوم”.
ويضيفون أنه “بصرف النظر عن مدى عدالة هذه الأوامر من الناحية القضائية ومدى تبريرها، فإن القيادة الإسرائيلية، ومنذ عامين، تقوم بضرب الجهاز القضائي والديمقراطية في إسرائيل، وتمتنع عن تحمّل مسؤوليتها حتى في الحد الأدنى، وترفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وتخرس كل انتقاد لها بالقوة عبر نعت الناقدين والمناهضين المحليين بالخيانة، والمناهضين الخارجيين باللاسامية. ومثل هذه القيادة تستدعي تحقيقًا دوليًا”.
يقترح هؤلاء الإسرائيليون بديلًا للانتقام والعدوان من شأنه أن يقود إلى واقع مختلف: “مهمتنا اليوم أن نفهم ليس كيف ننتقم لأقاربنا الذين قتلوا، بل كيف ننتج واقعًا مختلفًا لا يسدد فيه أحد مثل هذا الثمن الباهظ. وجود أطفال جوعى في غزة لا يساهم في إنتاج مثل هذا الواقع المشتهى. أطفال نازحون وخائفون في (إسرائيل) لا يساهمون في بناء مستقبل أفضل. سياسات الحكومة والإدارة العسكرية في العام الأخير لا تنتج أمنًا، ولا تدفع نحو أي هدف، عدا تغذية دائرة الدم والعنف وتوسيع السيطرة غير القانونية وغير الممكنة لـ(إسرائيل) على المنطقة، وخاصة بين البحر والنهر”.
في ختام مقالهم، يتوجه الإسرائيليون الثلاثة ممن فقدوا أهاليهم في الحرب إلى نتنياهو بلغة مباشرة: “نتنياهو، توقف! أنهِ الحرب، واستعد المخطوفين بسرعة، واسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. قم بتشكيل لجنة تحقيق رسمية وافتح قناة دبلوماسية لتسوية بعيدة الأمد تُوفِّر الأمن الحقيقي لسكان (إسرائيل)، وإلا فإن أفعالك تبرر أوامر الاعتقال بحقك، لأن هناك حاجة إلى أن يوقف أحدهم هذا الجنون!”
بيد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مشغول بحاله، وبمستقبله، وبصورته، ومكانته، والدفاع عن أبواقه ومساعديه المتورطين بشبهات فساد وانتهاك القوانين لخدمته.