قائمة الموقع

ما السّر وراء غضب "واشنطن" من أوامر الجنائيّة الدّولية باعتقال نتنياهو وغالانت؟

2024-11-22T08:04:00+02:00
ما السّر وراء غضب "واشنطن" من أوامر الجنائيّة الدّولية باعتقال نتنياهو وغالانت؟
فلسطين أون لاين + وكالات

لم يكن خبر إصدار المحكمة الجنائية الدّولية مذكرات اعتقال ضدّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، ليمرَّ على واشنطن دون تهديداتها المُعتادة في الدّفاع عن مدللتها "إسرائيل".

وتوعّد مايكل والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب ترامب بـ"رد قوي في يناير/كانون الثاني (موعد تنصيب ترامب) على تحيز الجنائية الدولية المعادي للسامية".

وقال والتز إن "الجنائية الدولية" لا تتمتع بأي مصداقية، معتبرا أن إسرائيل "دافعت بشكل قانوني عن شعبها وحدودها ضد الإرهابيين".

ومن جهته، قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة إن التصريحات الغاضبة لـ"إسرائيل" تأتي في سياق ردود أفعال مشابهة أطلقتها ضد هيئات دولية أخرى مثل أوامر محكمة العدل الدولية، وهي نتاج نفسية ليست وليدة اللحظة إنما تربت فكريًا وشجعها العالم.

وأشار هلسة إلى أن التصريحات الغاضبة لـ"إسرائيل" تأتي في سياق اعتقادها الحصري أنها "فوق القانون" واحتكارها "فكرة الضحية، ولا أحد سواها، في حين البقية بنظرها أعداء معتدون".

وإضافة إلى ما وصفه "المركّب النفسي التكويني الإسرائيلي" قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن "التعاطي اللين من طرف الولايات المتحدة والغرب وضع إسرائيل فوق القانون".

وحسب الأكاديمي هلسة، ذهبت "إسرائيل" تاريخيًا إلى مزيد من البطش والقتل والمجازر والتدمير ضد الفلسطينيين فيما بدا كأنها "معاقبة المنابر والهيئات الدولية".

وأضاف "لا تتقبل "إسرائيل" نفسيا فكرة انتقادها لفظيا وكلاميا حيث "يُجن جنونها عندما يغرد أحد خارج سربها"، رغم أنها تدرك أن قرارات هذه الهيئات الدولية "لن تمنعها من مواصلة أفعالها على الأرض".

بدوره، يرى المحامي المختص في قضايا حقوق الإنسان ريموند ميرفي أن "الجنائية الدولية" باتت معتادة على التهديدات الأميركية التي تطلق بحق المدعي العام للمحكمة وأفراد عائلته وقضاتها.

وقال ميرفي إن نظام روما الأساسي يحظى بتأييد أكثر من 120 دولة، مطالبا هذه الدول بدعم المدعي العام للجنائية الدولية ومؤسسات المحكمة من أجل "ضمان محاسبة من وجهت إليه مذكرات الاعتقال".

وخلص إلى أن "الجنائية الدولية" لن تُقوض رغم التضييقات والتهديدات الأميركية.

وأمس الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت بخصوص "جرائم حرب مزعومة" في غزة، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب.

وأضافت المحكمة في بيان أن هناك "أسبابا منطقية" تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين.

وقالت إن جرائم الحرب المنسوبة ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأفعال غير الإنسانية.

وأكدت المحكمة أن قبول "إسرائيل" باختصاص المحكمة غير ضروري، كما اعتبرت أن الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصب في مصلحة الضحايا.

ومن جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المحكمة رفضت الالتماسات التي قدمتها إسرائيل في وقت سابق بهذا الخصوص وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع غالانت الذي أقاله نتنياهو من منصبه مؤخرا.

وعقب القرار شن وزراء "إسرائيليون" وقادة بارزون في المعارضة هجوما ضد المحكمة الجنائية الدولية، ووصفوا قرارها بـ"وصمة عار أخلاقية معادية للسامية وتحط من العدالة".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بحث مع سفراء "إسرائيل" بالخارج ما بعد قرار "الجنائية الدولية".

.وكشفت هيئة البث الرسمية العبرية، أن "إسرائيل" أعدت توصيات لإدارة ترامب المقبلة بشأن فرض عقوبات على المحكمة الدولية وأعضاء فيها.

اخبار ذات صلة