قائمة الموقع

زيارة "نتنياهو" لمحور "نيتساريم".. رسائل استعراضيَّة وتضليليَّة

2024-11-21T09:38:00+02:00

بعد ليلة ساخنة قضتها "تل أبيب الكبرى" إثر قصف صاروخي من لبنان وتسبب بحريق كبير في مجمعات تجارية في منطقة "رمات غان"، هرب "مجرم الحرب" بنيامين نتنياهو وقادة مؤسسته الأمنية إلى الحدود مع قطاع غزة.

 

وبذريعة تفقده جنود الجيش في محور "نيتساريم"، زار نتنياهو، أول من أمس، المحور وسط إجراءات عسكرية مشددة برفقة وزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.

 

لكن هذه الزيارة، كانت محط سخرية من قبل الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، الذي اعتبرها "فقرة مهرج بين نتنياهو ووزير الجيش (الدمية) كاتس".

 

واعتبر عز الدين زيارة "نتنياهو" بمثابة "فقرة استعراضية"، وقال: "المكان الوحيد الذي يجرؤ على دخوله حاليا ضمن إجراءات أمنية مشددة (نيتساريم) ودون أن ينشر الصور إلا بعد الخروج (مثل اللصوص دخلوا وهربوا)".

 

ودحض مزاعم وسائل الإعلام العبرية التي أعلنت أن هدف الزيارة هو "بحث توزيع المساعدات الإنسانية للغزيين"، مؤكدا أن الاحتلال ومؤسساته يمارسون "التظليل الإعلامي" للرأي العام الدولي.

 

وتساءل عز الدين: "لماذا لا يزور نتنياهو مخيم جباليا حاليا؟" الذي يشهد معارك قتالية ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال.

 

وأعلن جيش الاحتلال، أمس، مقتل جندي وإصابة ضابط في المعارك الدائرة ما يرفع عدد الجنود القتلى لـ 41 قتيلا منذ العملية العسكرية المستمرة لليوم 43 شمال قطاع غزة.

 

في المقابل، أعلنت كتائب القسام استهدافها جيش الاحتلال في "محور نتساريم" بصواريخ (107) قصيرة المدى.

 

وسبق أن أكد المتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أن ذات المحور سيكون "محورا للرعب والقتل وسيخرج منه العدو مندحرا مهزوما".

 

وبحسب معطيات إسرائيلية فإن عدد قتلى الجيش يبلغ نحو 800 قتيل منذ بدء الحرب التي بدأت على قطاع غزة قبل أكثر من عام ثم امتدت إلى لبنان.

 

"توريط للجيش"

 

وخلال وجوده في المحور، زعم "نتنياهو" أن (إسرائيل) لن تتخلى عن الأسرى "الإسرائيليين" بيد المقاومة الفلسطينية.

 

وتعليقًا على ذلك، رأى المحلل السياسي محمد الأخرس أن تصريحات "نتنياهو" ذات رسائل داخلية، وذلك في محاولة منه للخروج من الاتهامات الحزبية والنقابية بالمتاجرة بقضية الأسرى الإسرائيليين.

 

وأكد الأخرس أن "نتنياهو" تعمد طرح ملف الأسرى الإسرائيليين في هذا الوقت وذلك بالتزامن مع قضايا "التسريبات الإعلامية" من مكتبه وعودة محاكمته بملفات الفساد.

 

ومجددا، عادت قضية تسريب الوثائق السرية من وحدة الاستخبارات العسكرية "أمان" للتفاعل مجددا داخل الكيان، وذلك بعد أن سمحت المحكمة برفع حظر النشر عن جزء كبير من التسريبات التي يقف وراءها إيلي فيلدشتاين وهو المتحدث باسم رئيس الوزراء.

 

وأثارت قضية سرقة الوثائق السرية من الجيش ونقلها إلى مكتب "نتنياهو" ومن ثم تسريبها لوسائل إعلام أجنبية جدلا واسعا بعد أن تكشف أن الهدف من سرقة الوثائق والتلاعب بمضمونها وتسريبها، هو التأثير على الرأي العام الإسرائيلي لرفض قبول صفقة تبادل مع حركة حماس.

 

وذكر الأخرس أن هناك رسالة أخرى من وراء إعلان رئيس حكومة الاحتلال عدم إدخال المواد الغذائية لغزة عبر "تجار القطاع الخاص"، وتتمثل في محاولته "زج الجيش" في قضية المساعدات الإنسانية.

 

لكن وزير جيش الاحتلال المقال يوآف غالانت سارع للرد في منشور على منصة "إكس"، قائلا إن مناقشة "توزيع الغذاء على سكان غزة عبر شركات خاصة تحت حماية الجيش هي مجرد محاولة تجميلية لتمهيد فرض الحكم العسكري" على غزة.

 

وشدد غالانت على أن "الثمن الدموي" لهذا المخطط سيدفعه جنود الجيش كما ستدفع (إسرائيل) ثمنه نتيجة ترتيب أولويات خاطئة قد تؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية.

 

وتطرق الأخرس إلى فشل خطة الاحتلال في انتشار الفوضى والاقتتال الداخلي داخل غزة، رغم الهجمات الجوية المستمرة صوب عناصر الشرطة المدنية واللجان الشعبية لتأمين المساعدات الإنسانية.

 

ومؤخرا، قال عضو الكنيست السابق ميكي روزنتال، إن "الجيش ينفذ اﻷوامر التي تصدرها الحكومة له، حكومة نتنياهو ليست معنية بإنهاء الحرب؛ ﻷن ذلك يعني نهاية حكمه".

 

وذكر قائد الفيلق الشمالي سابقا، نوعام تيبون، "إن لم نعد الأسرى من غزة فلن ننتصر في الحرب، فهذا هو الهدف اﻷول للحرب، لذلك ﻻ خيار حتى لو كان الثمن باهضا، وهو إنهاء الحرب، فيجب فعل ذلك".

اخبار ذات صلة