قائمة الموقع

"حزام الجنوب".. مستوطنات إسرائيلية تفصل القدس عن محيطها

2017-10-22T05:59:48+03:00
مستوطنة كريات أربع (أ ف ب)

على وقع الصمت الدولي والضوء الأخضر الأمريكي، يستكمل الاحتلال بوتيرة متصاعدة بناء وحدات استيطانية جديدة وإقرار مخططات استيطانية في المنطقة المسماة "حزام مستوطنات الجنوب" الممتدة جنوب القدس المحتلة، بهدف فصل المدينة المقدسة بشكل كامل عن جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ويضم الحزام الاستيطاني الذي يبنى بمحاذة جدار الفصل العنصري، نحو 18 مستوطنة أبرزها "جفعات هامتوس"، "هارحوما"، و "جيلو"، ويقدر متابعون لشؤون الاستيطان أن تضم هذه المستوطنات 15 ألف وحدة استيطانية.

وكان عضو بلدية الاحتلال الإسرائيلي، أريه كينغ، كشف الثلاثاء الماضي عن شروع بلدية الاحتلال في القدس بأعمال بناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هامتوس" بعد تجميدها عام 2014، بفعل الضغوط الدولية.

امتداد

الناشط في قضايا الاستيطان جمال جمعة، يبين أن الحزام الاستيطاني يمتد بمحاذاة جدار الفصل العنصري من المستوطنة الإسرائيلية المقامة على "جبل أبو غنيم" والمسماة إسرائيليا "هارحوما" جنوب شرق القدس، ويمتد غربا حتى مستوطنة "جفعات هامتوس"، ومن ثم إلى مستوطنة "جيلو" الواقعة جنوب غرب المدنية، وصولاً إلى كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية جنوبي القدس وبيت لحم.

وقال جمعة لصحيفة "فلسطين": "هذا الحزام سيحاصر بيت لحم، ويفصلها عن القدس التي ستنفصل كذلك عن الضفة الغربية بشكل كامل في حال اكتمال البناء فيه"، مشيرًا إلى وجود مخططات إسرائيلية أخرى لبناء مستوطنات على أراضي قرية "الولجة" جنوب غرب القدس لوصل الحزام مع مستوطنات غرب بيت لحم.

وأضاف: "الاحتلال ما زال حاليا في مرحلة البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي وإقرار المخططات وإضافة وحدات استيطانية جديدة".

ووفقاً لجمعة، شرع الاحتلال في توسيع متواصل للحزام الاستيطاني خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وذلك ضمن مشروع "2050" الذي يهدف لإضافة 58 ألف وحدة استيطانية جديدة جزء منها سيتوزع بهذا الحزام.

وحذر من خطورة استمرار عمليات الاستيطان بهذه الوتيرة المتصاعدة، باعتباره إحدى أهم أدوات الاحتلال في تهويد القدس المحتلة، على حساب العائلات والقرى الفلسطينية، لافتا إلى أن المساحة التي يوجد عليها الفلسطينيون تشكل 13% من شرقي القدس، تحاصرها المستوطنات والطرق الالتفافية.

وأوضح الناشط في قضايا الاستيطان، أن الحزام يهدف لخنق القدس وفصلها عن مدينة بيت لحم وعن امتدادها الفلسطينية، خاصة أن القدس تاريخيا تعتمد على امتداداتها الفلسطينية، ولم يكن هناك فصل على مدار التاريخ بينها وبين مدينة بيت لحم، لاعتبارات دينية بين المدينتين، وكذلك التداخل السكاني المتواصل، واصفا مخطط الاحتلال بأنه "عزل وفصل قصري".

ضوء أخضر

وعزا سبب عودة الاحتلال مؤخرا لاستكمال المخططات الاستيطانية في مستوطنة "جفعات هامتوس" بعد توقفها عام 2014، إلى الضوء الأخضر الأمريكي في ظل إدارة دونالد ترامب المنحازة للاحتلال، مشيرا إلى أن المعارضة الدولية والإدارة الأمريكية السابقة لظروف سياسية إقليمية كانت سببا في رفض واشنطن لمواصلة البناء الاستيطاني على الأراضي المحتلة عام 67.

في السياق، قدر الباحث في شؤون الاستيطان أحمد صب اللبن، أن الحزام الاستيطاني سيضم نحو 15 ألف وحدة استيطانية، موضحا أن مستوطنة "جيلو" تضم 4 آلاف وحدة استيطانية، أما مستوطنة "جفعات هامتوس" فمن المقرر أن تستوعب 3 آلاف وحدة، في حين ستضم المستوطنة الواقعة على "جبل أبو غنيم" 7 آلاف وحدة في جميع مراحل التخطيط.

واعتبر صب اللبن في حديثه لصحيفة "فلسطين" استكمال الاحتلال البناء الاستيطاني جنوب الجزء الشرقي من القدس المحتلة، رسالة واضحة بعدم التزام الاحتلال باتفاق أوسلو، الذي نصت بنوده على أن شرقي القدس جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية.

ونوه إلى أن الاحتلال يحاول زرع مستوطنة "جفعات هامتوس" والمقامة على تل "الطيار"، بوحدات استيطانية لتعزيز البناء الاستيطاني جنوب القدس لفصلها عن محيطها الجغرافية، وعزلها بشكل كامل عن الضفة.

وحذر من أن هذه المستوطنات ستصبح واقعا على الأرض خلال ثلاث إلى أربع سنوات، باعتبار أن الاحتلال وصل إلى مرحلة المصادقة على المخططات ويستكمل البناء في بعضها، مشيرًا إلى أن خطورة الحزام الاستيطاني تكمن في ربطه بين 18 مستوطنة أقيمت منذ عام 1967.

اخبار ذات صلة