فلسطين أون لاين

تقرير بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

...
بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ
خان يونس/ محمد سليمان:

مع دخول أول منخفض جوي على قطاع غزة، وتغير الأجواء وبدء موجات البرد القارس والأمطار، يستعد آلاف النازحين في قطاع غزة لمواجهة معاناة فصل الشتاء، خصوصًا مع زيادة سوء الأوضاع الإنساني، إثر تفاقم أزمات الحصار التي تمنعهم من الحصول على المستلزمات والمساعدات التي تُعينهم على العيش وسط هذه الأجواء.

ومع محاولات التشبث بالحياة وسط تلك الظروف القاسية، اهترأت معظم خيام النازحين، وباتت غير صالحة للاستخدام، وفق ما أكد المكتب الإعلامي الحكومي، مشيرًا إلى أنّ نحو 74% من خيام النازحين باتت مهترئة بسبب التعرض المباشر والقوي لأشعة الشمس فضلًا عن وجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري، لصناعتها من الخشب والنايلون والقماش.

وأكدت دائرة الأرصاد الجوية دخول منخفض جوي إلى قطاع غزة يومي الاثنين والثلاثاء، متوقعة هطول كميات من الأمطار.

الدفاع المدني في قطاع غزة، دعا المواطنين الفلسطينيين خاصة النازحين في الخيام ومراكز الإيواء في جميع مناطق القطاع إلى ضرورة أخذ التدابير الوقائية اللازمة، لتجنب أضرار المنخفض الجوي الذي بدأ، اليوم الإثنين، ومن المتوقع أن يستمر حتى صباح الأربعاء.

وحث الدفاع المدني في بيانه النازحين على التعاون والتآزر فيما بينهم، لا سيما النازحين في المخيمات، والاهتمام بضرورة تثبيت الخيام ووضع سواتر رملية ما أمكن في محيطها، خشية من الفيضانات وتدفق مياه الأمطار.

خيام مهترئة

في منطقة المواصي المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، يحاول النازح من بيت لاهيا محمد العطار، تحصين خيمته ببعض الأغطية لعدم توفر الشوادر لتغطية سطح الخيمة.

يقول العطار لـ"فلسطين أون لاين": "هذا هو الشتاء الثاني لنا في النزوح، ولكن هذه المرة هو الأصعب لأن الخيمة مر على نصبها عام كامل وأصبحت غير قادرة على تحمل شدة الرياح وهطول الأمطار الغزيرة".

ويضيف العطار: "في هذه الأيام يزداد البرد القارس في داخل الخيمة ولا تكفي الأغطية على التدفئة، ولا تتوفر أي وسيلة لتدفئة الأطفال، وكل ما نستطيع فعله هو وضع أغطية على الخيمة من الخارج للتخفيف من البرد خاصة خلال الليل".

ويقول: "حين سمعت عن دخول منخفض جوي، شعرت بالعجز والخوف على أطفالي لأننا سنغرق مع هطول أول كمية من الأمطار داخل خيمتنا المهترئة التي لن تحمينا من دخول المياه".

على باب مخيم الصمود في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، يحاول النازح محمد الكفارنة تثبيت خيمة عائلته من خلال وضع بعض النايلون الذي اشترى المتر الواحد منه بـ22 شيكل.

يقول الكفارنة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "حين ورد خبر في الراديو عن دخول منخفض جوي في قطاع غزة سارعت إلى شراء النايلون بسعر مرتفع جدًا من أجل تغطية الخيمة لأن بها ثقوب من السطح والجوانب وتدخل الأمطار".

ويشتكى الكفارنة من غياب المؤسسات الدولية عن تقديم أي مساعدات لصيانة الخيام للنازحين لمواجهة فصل الشتاء ودخول المنخفضات الجوية، وهطول الأمطار خلال الأيام القادمة.

وبجانب الكفارنة، لم يجد النازح باسل الخطيب أي نايلون أو شادر لتغطية خيمة عائلته من الثقوب الموجود فيها لارتفاع أسعارها في الأسواق وعدم قدرته على شرائها.

ويقول الخطيب لمراسل "فلسطين أون لاين": "سيدخل المنخفض خلال أوقات قريبة وسنغرق من مياه الأمطار ولن نجد مكان نذهب إليه، لأن كل الخيام الموجود أيضا قديمة وبحاجة إلى تجديد".

ويناشد الخطيب المنظمات الدولية بضرورة توفير الشوادر والخيام للنازحين لمواجهة فصل الشتاء القادم والمنخفضات الجوية.