دنس أمس مستوطنون أمس الجمعة مسجدا في خربة مراح البقار ببلدة دورا، وسط ترديد هتافات بالعبرية، ورقص وغناء، كما انتشروا في قرية العلقة جنوب الخليل، قرب منازل المواطنين.
وفي عملية استفزاز لافتة، اقتحم مستوطنون آخرون خربة سمرة بالأغوار الشمالية، بينما شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تجريف أراضي قريتي بردلا وكردلا في الأغوار الشمالية بمحافظة طوباس، وسط خشية من إقامة جدار فاصل لعزل القريتين ومئات آلاف الدونمات عن طوباس والمناطق الأخرى.
ولم يكن تدنيس المسجد الأول في نطاق سياسة الاحتلال ومستوطنيه، إذ سبق الخطوة على مراحل الفترات الماضية تدنيس واقتحام مستمر للمساجد.
اعتداءات مستمرة
وكثفت عصابات المستعمرين من اعتداءاتها على المساجد والمواطنين وممتلكاتهم بحماية جيش الاحتلال، خاصة في الآونة الأخيرة.
وكان أبرز الاعتداء وتدنيس المساجد ما كشفه مقطع فيديو لأحد الجنود في 14 من ديسمبر الماضي، يظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يغنون أغاني دينية داخل أحد مساجد مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقا لروايات شهود عيان، فقد اقتحم جنود الاحتلال بأحذيتهم مسجدا في جنين أثناء أذان الظهر، واعتقلوا الموجودين داخله، ثم شرعوا في استخدام مكبرات الصوت في المسجد لترديد أغاني عيد ما يسمى الأنوار (الحانوكا).
وكثف مستوطنو الاحتلال والجيش مع اندلاع الحرب المدمرة على غزة عمليات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية.
وحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن في مستوطنات بالضفة الغربية، بما فيها القدس.
1490 اعتداء
ويقول مواطنون فلسطينيون إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتساهل مع اعتداءات المستوطنين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
وفي بيان لها قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا 1490 اعتداء، خلال تشرين أول/ اكتوبر الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وأوضح أن "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن الجهة المتمثلة بجيش الاحتلال نفذت 1130 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 360 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ 307 اعتداءات، والخليل بـ 280 اعتداء ومحافظة القدس بـ179 اعتداء.
وأشار إلى أن الاعتداءات تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.