بعد صمودٍ يفوق حدود الخيال وإصرار على البقاء في أرض الوطن، ورغم رفضه الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بالنزوح جنوباً، اختتم الصحفي أيمن رويشد رحلته شهيداً، حين استهدفته غارة "إسرائيلية" بذلك انتهت معاناته مع الجوع والنزوح المتكرر.
واستشهد أيمن رويشد في 14 أكتوبر 2024، في قصف "إسرائيلي" استهدف تجمعا للمواطنين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وولد أيمن محمد رويشد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة عام 1985، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس المخيم، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة.
وعمل رويشد منذ حصوله على شهادته الجامعية وحتى استشهاده، مصورًا صحفيًا لصالح قناة الأقصى الفضائية، إذ ساهم الشهيد الصحفي بتوثيق ونقل الجرائم "الإسرائيلية" ضد شعبنا الفلسطيني.
ونعى سميح رويشد عم الشهيد أيمن، وقال: "إنا لله وانا اليه راجعون فجعنا بنبأ استشهاد ابن أخي الصحفي أيمن محمد رويشد.. الله يرحم روحك يا إبن أخي وإلى جنات الخلد والفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين".
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في بيان قتل الصحفي أيمن رويشد، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية وردعه.
كما دعا المكتب الاعلامي إلى الضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية ووقف جريمة اغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
ونعى اتحاد الصحفيين والإعلاميين العرب الشهيد الصحفي رويشد، وقال في بيان له: "تتوالى جرائم وانتهاكات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الصحفيين الفلسطينيين، حيث التحق بركب شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية الزميل الصحفي في قناة الأقصى الفضائية أيمن رويشد الذي قضى جراء استهداف "إسرائيلي" غادر، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين الشهداء الذين قضوا منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 177 صحفيا".
وقال توفيق سيد سليم، رئيس التجمع الإعلامي في غزة، إن استهداف الصحفي رويشد وعشرات الصحفيين الفلسطينيين يُعد جريمة جسيمة تتطلب المساءلة وفقاً للقوانين الدولية التي تكفل الحماية للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.
وأوضح سليم أن دولة الاحتلال تتعمد استهداف الصحفيين بشكل واضح، ضاربةً بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حماية الصحافة، حيث تستفيد من الدعم السياسي والقانوني الذي تقدمه لها الولايات المتحدة الأمريكية، مما يمنحها حصانة ضمنية لتكرار هذه الانتهاكات دون خشية من العقاب.
وأضاف سليم أن الاستهداف الممنهج للصحفيين يكشف بوضوح عن سلوك دولة الاحتلال كدولة تتصرف فوق القانون الدولي، مستغربةً من تقاعس المجتمع الدولي وصمته أمام هذه السياسات التي تهدد حياة الصحفيين وتعيق عملهم.
وشدد على أن الهدف الرئيسي من هذه الاعتداءات على الصحفيين هو حجب الحقائق عن العالم، وتعتيم الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن السكوت عن هذه الانتهاكات يساهم في تكريس بيئة الإفلات من العقاب، مما يشجع على استمرارها.
وعبر نشطاء في مواقع التواصل عن حزنهم العميق لاستشهاد زميلهم الصحفي رويشد، إذ كتب مصعب محمد في منشور له: "لا حول ولا قوة الا بالله.. انا لله وانا إليه راجعون.. نزف إلى الفردوس الأعلى بإذنه تعالى الصحفي شقيقي الشهيد المجاهد الحافظ المحفظ لكتاب الله أيمن محمد رويشد (أبو حمزة).. رحمك الله وتقبلك في عليين ايها الخدوم البسيط في معاملاتك وفي كل ما تحمله الكلمة من معنى.. اللهم اجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها".
وكتبت شمس الحق في منشور لها: "في غزَّة بينما تحاول أن تنقل الخبر تصبح أنت الخبر.. استشهاد الصحفي "أيمن رويشد" الذي يعمل في فضائية الأقصى إثر قصف الاحتلال لمخيم جباليا شمال القطاع".