أكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن استمرار سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بعد مرور أكثر من ٤٠٠ يومًا من الحرب، يعكس قوة المقاومة وتفوقها في إدارة الحرب غير المتكافئة، بالإضافة إلى قدرة المقاومة على إحداث تأثير عسكري ومعنوي وسياسي عبر استراتيجيات تكتيكية متطورة.
وأعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن مقتل خمسة من جنوده في عملية نوعية لكتائب القسام، شمال قطاع غزة. وجاءت هذه العملية بعد أقل من ٢٤ ساعة عن عملية مماثلة أدت لمقتل ١٥ جنديًا "إسرائيليًا" شمال القطاع.
وقال الشرقاوي في تصريح لـ"فلسطين أون لاين": "من منظور عسكري ومقاوم، استمرار سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال على الرغم من مرور أكثر من 400 يوم من القتال يعود إلى عدة عوامل متشابكة ناتجة عن تفوق المقاومة في تكتيكاتها، وقدرتها على التكيف والتطوير، مقابل ثغرات في أداء الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن أهم هذه العوامل هي تميز المقاومة بقدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة والتعلم من كل جولة قتال، مضيفًا أن المقاومة "تبني على تجاربها الميدانية، فتقوم بتطوير أساليب وتكتيكات جديدة، وتستفيد من أي نقاط ضعف تظهر في القوات "الإسرائيلية".
وتابع الشرقاوي: "هذه القدرة على التكيف تمنح المقاومة أفضلية في اختيار أساليب غير تقليدية تُربك جيش الاحتلال وتُفشل خططه المتوقعة".
ولفت النظر إلى أن استخدام حرب العصابات وتقنيات الخداع التي تعتمد على الضرب والانسحاب والاختفاء السريع، لا يتناسب مع أسلوب جيش الاحتلال الذي يعتمد على المواجهة المباشرة والتفوق الناري والتكنولوجي.
وأضاف الشرقاوي: "كما أن المقاومة تستخدم تقنيات الخداع، سواء من خلال الأنفاق أو المناورات الكاذبة، ما يجعل القوات "الإسرائيلية" عرضة للكمائن".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال أصبح مستنزفًا نفسيًا ومعنويًا بعد مرور أكثر من 400 يوم من هذه الحرب، وقال: "أصبح الجيش في حالة من الإرهاق النفسي والمعنوي بسبب طول مدة العمليات، والخسائر المستمرة التي يتكبدها. هذه الخسائر المتكررة لها أثر كبير على الروح المعنوية للجنود "الإسرائيليين"، مما يقلل من فاعليتهم ويجعلهم أكثر عرضة للأخطاء والهجمات المباغتة".
وبيّن الشرقاوي أن (إسرائيل) تواجه صعوبة في تأمين مستوطناتها وأراضيها نتيجة لانتشار المقاومة في مناطق متعددة، واتساع نطاق عملياتها، وقال: "عدم قدرة الجيش على تأمين جبهته الداخلية بشكل كامل، يزيد من استنزاف قواته ويخلق حالة من الارتباك، لأنه بات مطالبًا بحماية مناطق واسعة متعددة، ما يجعله أكثر عرضة للهجمات".
وعلى المستوى السياسي، تواجه دولة الاحتلال ضغوطًا متزايدة داخلية بسبب طول المعركة والخسائر المستمرة، "وهذا الوضع يولّد ضغوطًا على القادة العسكريين، الذين قد يندفعون للقيام بعمليات غير مدروسة أو اتخاذ قرارات سريعة للحد من الانتقادات، ما يخلق فرصًا أكبر للمقاومة لاستغلال تلك القرارات الخاطئة وتنفيذ عمليات نوعية"- بحسب الخبير العسكري الشرقاوي.
وكانت حركة حماس أكدت أن فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، تواصل التصدي لقوات الاحتلال على مختلف محاور القتال في قطاع غزة.
وأوضحت الحركة في بيان لها أن هذه العمليات تؤكد فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة الفلسطينية، التي تواصل توجيه ضربات مؤثرة لجنوده.
وأشارت حماس إلى أن المقاومة تخوض حرب استنزاف تُكبّد قوات الاحتلال خسائر يومية في الأرواح والآليات، وتُفشل جميع رهانات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه من العدوان.
وشددت الحركة على أن استمرار جرائم الاحتلال وعدوانه على قطاع غزة سيواجه بتصعيد للمقاومة، متوعدة بمزيد من الضربات، ومؤكدة أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بإنهاء العدوان والانسحاب الكامل للاحتلال من القطاع.