فلسطين أون لاين

شهداء الأقصى".. المُستشفى الوحيد في "الوسطى" بمرمى القَصف

...
الوسطى - نبيل سنونو

للمرة التاسعة يهز القصف مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة ويحرق نازحين أحياء ويودي بحياة بعضهم ويرعب المرضى والمصابين الذين يعانون ويلات حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من سنة.

ويلقي ذلك بمزيد من الأعباء والمخاطر على المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى الذي يتكدس به المرضى والمصابون جراء استمرار حرب الإبادة.

وقبل شن الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بلغ عدد سكان دير البلح 100 ألف نسمة، لكنه الآن يقدر بمئات الآلاف بعد إجبار الاحتلال المواطنين من مناطق مختلفة على النزوح.

ويلجأ هؤلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي الخدمة الصحية، كما أن بعضهم لاذ إلى خيام نزوح إجباري في حرم المستشفى.

ويأتي ذلك وسط افتقار المستشفى للأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، ومعاناة طواقمه أيضا من تداعيات حرب الإبادة.

ويقول المتحدث باسم المستشفى خليل الدقران: جيش الاحتلال مازال مستمرا في الحرب الشرسة على المنظومة الصحية في قطاع غزة وتجاوز جميع الخطوط الحمراء إذ يستهدف يوميا المشافي.

ويضيف الدقران في تصريحات لـ"فلسطين أون لاين": كان آخر الاستهدافات السبت عندما قصف الاحتلال خيام نازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى وراح ضحية ذلك ثلاثة شهداء وعدد كبير من المصابين بينهم أطفال ونساء.

ويرتكب الاحتلال يوميا العديد من المجازر بحق المنظومة الصحية وطواقمها والمستشفيات إذ أخرج 27 مستشفى من أصل 32 مستشفى و82 مركزا صحيا من أصل 90 مركزا عن الخدمة، وفق الدقران.

ويقدر أن نحو مليون نسمة موجودون في المحافظة الوسطى، وهو عدد لا تستطيع "شهداء الأقصى" أن تقدم له الخدمة الصحية، ناهيك عن أن أعدادا كبيرة من المصابين تصل إلى المستشفى نتيجة ارتكاب الاحتلال المجازر يوميا.

ويتابع: عندما استهدف الاحتلال خيام نازحين السبت استقبلنا المصابين على الأرض لعدم وجود أماكن بالمستشفى الممتلئ عن بكرة أبيه بالمصابين والمرضى والذي يفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية منذ فترة طويلة.

ويريد الاحتلال من هذه الاستهدافات المتكررة كما يؤكد الدقران قتل أكبر عدد من المواطنين وتدمير المنظومة الصحية وإخراج جميع المستشفيات عن الخدمة الصحية.

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول وبينما غط مئات النازحين في النوم ليلا داخل خيام معظمها مهترئة بالمستشفى نفسه باغتتهم غارة إسرائيلية أدت إلى إحراق عدد منهم بدرجات متفاوتة، وحولت نحو 30 خيمة إلى أثر بعد عين. 

وفي أعقاب ذلك طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بحماية المستشفيات، قائلا: إن تقارير رهيبة جاءت من مستشفى شهداء الأقصى عقب القصف.

وأشار إلى استشهاد أشخاص نزحوا إلى المستشفى وإصابة بعضهم بحروق خطيرة، مؤكدا ضرورة "أن تكون المستشفيات أماكن للعلاج والأمان".

وفي 20 مارس/آذار قالت منظمة الصحة العالمية: إنها وثقت 410 اعتداءات على مرافق صحية بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجاء ذلك في تقرير إنفوغرافيك نشرته على منصة إكس، وذكرت المنظمة في حينه أن الهجمات الموثقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى 12 مارس/آذار أسفرت عن استشهاد 685 شخصا وإصابة 902 آخرين وإلحاق أضرار بـ99 منشأة، منها 30 مستشفى، وتضرر 104 سيارات إسعاف، تحطم منها 54.

وأشارت إلى أن 38% من الهجمات وقع في مدينة غزة، و23% بمحافظة شمال قطاع غزة، وأكثر 28% في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأكدت الصحة العالمية أن مرافق الرعاية الصحية ليست هدفا، داعية إلى احترام القانون الدولي والحماية الفعالة للمدنيين والمرافق الصحية.

ووثقت وزارة الصحة استشهاد نحو ألف من الكوادر الصحية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 22 سبتمبر 2024 كما اعتقلت قوات الاحتلال مئات آخرين.

ويحذر المتحدث باسم "شهداء الأقصى" من أنه إذا استمر الاحتلال باستهداف مستشفى شهداء الأقصى فإن ذلك سيشكل خطرا كبيرا على حياة المرضى والمصابين وينذر بالوصول إلى "الهاوية ونكون على أعتاب خروجه عن الخدمة الصحية".

لكن رغم التحذيرات التي تدق ناقوس الخطر محليا ودوليا فإن المزيد من الغارات يتلقاها المستشفى دون أن يأبه الاحتلال بتداعياتها.