قائمة الموقع

نوفل وبدوي.. بائعا الشّتويّ

2017-10-21T07:16:46+03:00

يعود الطفل خالد نوفل من مدرسته في حي الزيتون على عجل، يبدّل ملابسه ويتناول غداءه سريعاً ثم ينطلق إلى سوق الشجاعية شرق غزّة وكلّ همّه شيء واحد، هو أن يحصل على بضع كراتين حلوى "الشّتوي" من بائع الجُملة ثم بيعها في السوق في موعد أقصاه المغرب، كي يتمكّن من مراجعة دروسه وواجباتِه المدرسية قبل انتهاء اليوم.

خالد الذي يبلغ 14 عاماً، يعيش حالةً من السعادة الغامرة، حين يبيع حلوى "الشتوي" جميعها في وقتٍ قصير، كي يضمن قسطاً من الراحة قبل البدء بمراجعة دروسه، ذلك "الشتوي" بقلبه الأبيض وغلافه الرقيق البنيّ المصنوع من الشوكولاتة وقطعة البسكويت هو مصدر رزق عائلته الأساسي.

يصدح بصوتِه بين الفينة والأخرى "شتوي طازة وتاريخ اليوم".. حتى يبيعها ويربح في كل كرتونة خمسة شواكل، وقد تمرّ إحدى المحتاجات فيقدّم لها "شتوي" بلا مقابل.

يعدّ نقودَه ويبتسم ثم يعود لوالدتِه محملاً بالخضرة وغداء الغد، الذي ينتظر أن تطلبه منه بالعادة، بعد أن تباركه بسيلٍ من دعوات الرضا والتوفيق.

الطفل خالد الذي يعيل أسرته المكونة من تسعة أفراد يحلم أن يكون مستقبله مشرقاً، وأن يكبر ويدرس الجامعة ويكون فاهماً للحياة وليس مجرد بائع "شتوي" يضيّع غالبية يومه في زحمة الأسواق.

لكن الحظ لم يحالف صديقه محمد بدوي البالغ 11 عاماً، فقد قرّر أن يترك المدرسة ليتفرّغ للسوق وتوفير المال لأسرته، لكن قرار ترك المدرسة لم يكن صائباً بنظره يقول: "لا أعرف كيف، ولكن سأعود إليها من جديد، اشتقت للمدرسة..".

اخبار ذات صلة