أكد الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري، أنّ أداء المقاومة شهد تطورًا نوعيًا، مشيرًا إلى نمط متكرر في استهداف العمق "الإسرائيلي" يصل إلى مسافة 145 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
وأوضح الدويري أن هذا التطور يترافق مع تركيز متزايد على استهداف القواعد العسكرية الإستراتيجية، لافتًا إلى أنّ المقاومة باتت تستهدف نقاط القوة الرئيسية للجيش الإسرائيلي، وتحديدا القوات المدرعة على الخط الأزرق والقواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات.
ولفت إلى أن استهداف القواعد الجوية يمثل أولوية إستراتيجية، إذ يمكن أن يؤدي إصابة جزء حيوي في أي قاعدة إلى تعطيلها لساعات، مما يخفض عدد الطلعات الجوية.
وفي تحليله للقدرات الصاروخية، أوضح الخبير العسكري أن المدى الحالي للصواريخ يتطلب إطلاقها من عمق لا يقل عن 160 كيلومترًا، مشيرًا إلى تنوع المنظومة الصاروخية المستخدمة، فصواريخ "فاتح"، على سبيل المثال، يصل مداها إلى 300 كيلومتر، في حين تتراوح حمولة الرؤوس المتفجرة بين 70 و500 كيلو غرام.
وعن التكتيكات المستخدمة، أشار الدويري إلى اعتماد إستراتيجية إغراق سماء فلسطين المحتلة برشقات صاروخية كثيفة، متزامنة مع إرسال الطائرات المسيرة.
ولفت إلى أن هذا التكتيك يستغل نقاط الضعف في منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، التي تمتلك 10 بطاريات فقط، في حين أنها تحتاج إلى 14-17 بطارية لتغطية كامل فلسطين المحتلة.
ونبه الخبير العسكري إلى محدودية كفاءة منظومة الدفاع "الإسرائيلية"، التي لا تتجاوز 65%، حتى مع تعزيزها بمنظومتي "الشعاع الحديدي" و"مقلاع داوود".
وأوضح أن المقاومة تستغل هذه الثغرات عبر إطلاق صواريخ قصيرة المدى لإغراق البطاريات، تليها صواريخ بعيدة المدى أو طائرات مسيرة، وهي تكتيكات أثبتت نجاحها في عدة مناسبات.
وأكد الدويري أن نجاح هذه الإستراتيجية يعتمد على التنسيق الدقيق بين مختلف أنواع الأسلحة والتوقيت المناسب للهجمات، لافتا إلى أن المقاومة تظهر قدرة متزايدة على إدارة العمليات العسكرية بكفاءة عالية.
وفي 6 نوفمبر الجاري، أعلن حزب الله عن إدخال صواريخ فاتح 110 إلى الخدمة، وتعتبر من الصواريخ قصيرة المدى أيضًا، القادرة على ضرب أهداف على مسافة تتراوح بين 300 و700 كيلومتر، وهي صواريخ باليستية تُوصف بأنها نسخة معدلة من صاروخ زلزال 2 غير الموجه، الذي يفتقد للدقة المطلوبة مقارنة بصواريخ فاتح، وهو يمكنه حمل رأس حربي شديد الانفجار يصل وزنه إلى 500 كغ.
ويقدر معهد "ألما" الإسرائيلي أن صواريخ "فاتح 110" وصل مداها إلى 330 كيلومترا، ومدى تأثيرها إلى 10 أمتار، بعد تطويرها بشكل يجعلها أكثر دقة.
وصاروخ فاتح 110 البالستي هو صاروخ بالستي قصير المدى يعمل بالوقود الصلب مع رأس حربي قابل للفصل. ويعتبر أحد أكثر أنواع الصواريخ شهرة التي تنتجها إيران.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد تم إجراء التجارب الأولى لهذا الصاروخ عام 2002. وفاتح 110 هو أحد أشهر أنواع الصواريخ التي تنتجها المؤسسة القتالية الإيرانية. حيث استمر تطوير صاروخ فاتح 110 البالستي على قاعدتين وهما زيادة المدى وزيادة الدقة، وخلال السنوات الماضية تم إنتاج نماذج مختلفة منه على هذا الأساس.
وأخيراً، في عام 2011، تم إنتاج وإصدار نسخة من صاروخ فاتح 110 بقدرة إصابة دقيقة ومعدل خطأ يبلغ 10 أمتار.